شبكة ذي قار
عـاجـل










بِسْـــــــــــــــــــــــمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيـــــــــــــــــــــــمِ

( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ )

مقابلة صحافية نشرتها  صحيفة النهار الجزائرية في 2009 مع الرفيق عز العرب عزة ابراهيم حفظه الله فيها جملة يقول القائد " ان الاميركيين "لن يتمكنوا منه الا شهيدا"

عنده قرائتي هذه الجملة  تذكرت قصة الصحابي الجليل أنس بن النضر في غزوة أحد لمّا جاء يوم غزوة أحد، وأراد المسلمون الخروج إلى ملاقاة العدو ، جاء أنس بن النضر رضي الله عنه وقال لرسول الله : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ . جاء أنس بن النضر إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في جماعة من المهاجرين وقد فتروا عن القتال، فقال : ما يحبسكم عن القتال قالوا: قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان الكفار أشاعوا أنه قتل ليكسروا الروح المعنوية عند المسلمين، فقال أنس فما تصنعون بالحياة من بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، وأثار الحماسة في نفوس المسلمين وقاتل حتى قتله المشركون، قال انس بن مالك : فوجدناه بين الشهداء به بضع وثمانون جراحة من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم وقد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه، ونزلت فيه الآية : ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) .

الايام الاولى للاحتلال قلوبا ضاقت بأصحابها وبلغت الحناجر ونتأمل الكثير من النماذج بعضهم هرب خارج العراق وبعضهم قد استسلم وأخلدَ إلى الأرض ورضي من الحياة الدنيا أكلَ العيش والنوم ، فانسحق أمام ثقافة الاحتلال الغالبة وخسر قدرتُه على المقاومة، بل إنّ بعضهم تعدّى ذلك ليُنظّر علينا أنّ هذا قدر الله ومشيئته وعلينا أن نستسلم لهؤلاء ونتحمّل الأمر الواقع { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً }   وكل هذه النماذج لا حجّة لها أمام الله إذا ما وقفت أمام نموذج  القائد عز العرب عزة ابراهيم حفظه الله .

رجل ناهز 80 من العمر اتعبه المرض هجر الاهل والولد وكل ما عرض علية من العيش الرغيد وقاد الجهاد والمجاهدين يفترش الارض ويلتحف السماء , أيُّ إيمان ذاك الذي رسخ في قلبه ؟ أي إيمانٍ ذاك الذي ملأ كلّ ذرّةٍ في جسده، لدرجة ألّا يزعزعه  احتلال العراق ويخرجه عن كيانه قيد أنملة؟ أي يقينٍ ذاك بأنّ ما نحن عليه هو الحقّ الخالص الذي لا حقّ بعده، وأنّه لا شيء في الدنيا إلّا أن يموت المرء مبادئه ؟ يقول القائد حفظة الله في احد رسائلة المباركة ( أنا من فضّل الله وكرمه بخير وعز ومجد لم ينله أحد قبلي منذ عصر الرسالة الأول، منذ عصر الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحبه الأحبة الأبرار الأخيار، فأنا اليوم في قمة الجهاد، وبفضل الله وفي سبيل الله، وأنا مهاجر إلى الله ورسوله بفضل الله، وأنا مرابط في سبيل الله، وحياتي اليوم كلها ومماتي موقوفان لله وفي سبيل الله ولشعبي ووطني وأمتي، أجاهد مع الجهاديين وفي قلب الميدان، ميدان الشكر ثم التسليم المطلق لإرادة ومراد ذي العرش المجيد الفعال لما يريد، ثم الجهاد الأصغر جهاد الكفار والمشركين الغزاة وعملائهم وأذنابهم وجواسيسهم من المرتدين المنافقين، ابتغي وأتشوق للتشرف بإحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة في سبيل الله". )

سمات المؤمنين الصبر والثبات أمام المحن والابتلاءات، مع التفاؤل والتطلع للمستقبل المشرق الذي ينصر الله عز وجل ، والتعلق بما أعده الله للمؤمنين الثابتين في الجنة من النعيم .

ذهب بعض الرفاق من قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الى مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة وفي لقاء مع الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بعد عودتهم ( تحدثوا الرفاق عن صعودهم الى جبل عرفات وان بعض الرفاق تعبوا فمنهم من وصل الى منتصف الجبل ومنهم قبل المنتصف او بعده بقليل الا الرفيق عز العرب عزة ابراهيم حفظة الله فقد وصل الى قمة الجبل ) واضاف الشهيد رحمه الله مكملا وتعليقا على ذلك ( ان كل واحد صعد بقدر ايمانه )  صدق القائد الشهيد بهذا الوصف الرائع نعم كل قاتل وجاهد بقدر أيمانه عند محنت الاحتلال .

أسأل كل من يقراء هذه السطور أين نحن اليوم من هذا الثبات ؟؟؟

قال تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }  وقال الله تعالى  { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ  } ولهذا قال تعالى  { لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ }





السبت ٢ ذو الحجــة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أب / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة