شبكة ذي قار
عـاجـل










تطالعنا هذه الأيام نسمات تموز المجيد وذكرياته العطرة اللطيفة، فتعانق أرواحنا وعقولنا عنان السماء فخرا وزهوّا، خاصة لما نقف على منجزات ثورة تمّوز – جويلية - الغراء التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق.

وإذ نستذكر وقائع تلك الثورة، ونتوقف عند منجزاتها التي تفيأ ظلالها شعب العراق وجماهير الأمة العربية دونما تمييز أو استتثناء، فإننا نجدنا مرغمين مجددا لِلَجْمِ بعض الأفواه المتخرصة التي تحاول عبثا كما في كل مرة التشويش على هذه الذكرى العزيزة على قلب كل عربي حر وشريف وأصيل. ونجدنا أيضا مجبرين على معاودة التأكيد على أننا وكما كنا، نضلّ وسنبقى تمّوزيّين ولو كره الكارهون والعملاء والمأجورون والمتساقطون والخونة والمرتجفة قلوبهم والمتكلّسة عقولهم والمرتعشة أياديهم.

يطالعنا ونحن نستقبل ذكرى الثورة العَبِقَة، سيل جارف من الأكاذيب الفاضحة وأمواج متلاطمة من التلبيس والافتراء والادعاءات المغرضة التي يعمد من باعوا ضمائرهم إلى ترويجها ومعاودة تسويقها في كل ذكرى، وتوهموا أن بامتداد أياديهم لتلك الثورة ولرجالاتها ولرموزها إنما قد يلفتون الأنظار إليهم من جهة ويصرفوا الأنظار عن الحدث الخالد من جهة أخرى.

ولقد اختار هؤلاء الخرّاصون لأنفسهم أقذر المهامّ، وأصرّوا على تأدية أخسّ الأدوار، وألحوّا على أن يسلكوا أشدّ المسالك رذالة وبذاءة وهبوطا وأكثرها عفنا.

يعمد الصائدون في المياه العكره، ويركنون إلى اختلاق الأكاذيب واقتطاع الأحداث وحرفها عن سياقها، ويركزون على اجتزاء الحقب التاريخية وتركيبها وفق أهواءهم حينا وحسب ما يملى عليهم من وراء البحار أحيانا، ويعتقدون أنهم بفعلتهم تلك إنما يصوبون خللا أو يصححون خطأ.

ويختار هؤلاء الأراذل، الاعتصام بشعارات مكذوبة، ويصبغون على أنفسهم حٌللا لا تليق بهم ولا يليقون بها مطلقا، ويتكئون عادة على تلك الادعاءات المضحكة من قبيل البحث عن الحقيقة، وقدسية الحقيقة، والموضوعية، والجرأة، ونبذ التعصب الحزبي ( لمن تساقط من مسيرة الحزب )، والنزاهة الأكاديمية وغيرها من المضحكات المبكيات التي تجعلهم سخرية الساخرين خاصة من العارفين بخبايا التاريخ والحافظين لمجرياته وحقائقه.

وفي الواقع، فإن شانئي ثورة تموز وثواره ومن ورث فعلهم وسار على دربهم، هم أول من يضربون بالنزاهة والموضوعية والحقيقة عرض الحائط، حيث ينحصر فعلهم ويقتصر على ترديد الأكاذيب التي ضختها الأجهزة المخابراتية الإقليمية والدولية المعادية لمسيرة ثورة تموز في العراق ونظامها الوطني منذ 1968.

وللبرهنة على أنهم ارتضوا لأنفسهم هذا الدور المبتذل، فإنه يكفي التمعن في دلالات التقائهم في رواياتهم مع ثالوث الشر العالمي الذي تآمر على العراق وكَادَ للحزب مفجر ثورة تموز، ذلك الثالوث المتكون من الغرب الاستعماري الامبريالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية وولاية الفقيه المتخلفة في إيران. حيث، ورغم إسقاط حكم الثورة بملابساته المعلومة، وما انجر عنه من دمار غير مسبوق للعراق، ناهيك عن تخريب منجزات ثورة تموز وضرب جميع مؤسسات الدولة وتدمير بناها الفوقية والتحتية وحل الجيش الوطني واجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي وما رافق كل ذلك من مآسي لا تخفى على أحد، فإن عجلة التلفيق والادعاء والكذب على الحزب ومنجزاته وعلى رأسها ثورة تموز لا تزال مستمرة متصاعدة، وهو ما يحمل في ثناياه دحضا آليا لتلك الحملات الهوجاء المستعرة التي لا تنقطع العاملة على مزيد تشويه الحزب.

وإن هذا الفعل الآثم الجبان، يؤكد بما لا يدع للشك مجالا أن ثورة تموز كانت فعلا عملا إبداعيا عراقيا عربيا جبارا بامتياز، لم يقتصر في مداه على حدود العراق ولم يتوقف عند عتبات الأمة بل كان أفقه الإنساني جليا لا يخطئه إلا القاصر عن النظر لما أبعد من أرنبة أنفه، وهو ما أقض مضاجع أعداء العرب وعملائهم وبيادقهم، وولّد في نفوسهم الهلع والفزع لا في وقته فحسب بل وإلى اليوم، وسيستمر ذلك الخوف من صحوة عربية على هدي ثورة تموز مستقبلا.

إننا وإذ نرصد ما يرافق ذكرى ثورة تموز الخالدة من تلبيس وافتراءات، فإننا نزداد يقينا وقناعة أن تلك الثورة التي ما انطفأت ولا خبا وهجها، ستظل تسكن أرواح الأصلاء والثابتين وأحرار العرب، وستظل محرضا على مزيد الثبات لنحت مسيرة خلاص الأمة كما رسمتها العقول والسواعد التي فجرتها قبل أربعة عقود.

وعليه، فإننا سنظل نصدح بالصوت العالي ودونما وجل:
تمّوزيّون ولو كره الكارهون والعملاء.





الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة