شبكة ذي قار
عـاجـل










ورد في الأخبار خلال اليومين المنصرمين أن اجتماعاً قد عقد في وزارة التعليم العالي لحكومة الاحتلال لمناقشة آليات تطبيق منهج دراسي تحت مسمى ( جرائم حزب البعث )، المقرر تدريسه في كافة المراحل الدراسية في الجامعات العراقية،
وتقول الأخبار أن الاجتماع أكد على تضمين هذا المقرر في مناهج مادة التاريخ وحقوق الإنسان، على أن يقوم بتدريسه المختصون بالإعلام وحقوق الإنسان والتاريخ والعلوم السياسية، والتنسيق مع مؤسستي السجناء السياسيين والشهداء والمساءلة والعدالة.

إلى هنا انتهى سرد الخبر.
ومن هنا تبدأ سطور ردنا الأولي على هذا الموضوع الخطير، ليس على حزب البعث العربي الاشتراكي، بل على العراق وشعب العراق.

ونقول إنه ليس خطيراً على البعث، لسبب بسيط ومباشر هو أن العراقيين قد سمعوا وحفظوا عن ظهر قلب كل ما أرادت آلة إعلام الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي أن تقوله عن ما يسمى بـ(جرائم البعث)، وحفظ العراقيون عن ظهر قلب كل طروحات التكفير والتجريم التي تحدثت بها أفواه وقنوات وصحف وإذاعات أحزاب إيران المختلفة وميليشياتها. وإذا كانت هذه الأحزاب ومن يقف وراءها لا تعرف أن شعب العراق قد وصل إلى درجات التخمة من قرف وغثيان، بل إن معظم شعبنا قد وصل إلى حد تقيؤ هذه الطروحات ليس لأنها كاذبة، ومعظم شعبنا شاهد على زورها وبهتانها فقط، بل لأن شعب العراق قد شهد عيانياً وعاش واقعياً جرائم حزب الدعوة وبدر والمجلس وباقي مسميات الأحزاب التابعة لإيران، منذ أن سلطهم الاحتلال الأمريكي على شعبنا وإلى يومنا هذا، وهي جرائم لم يشهد لها العالم مثيلاً بكل تاريخه.

وما يحسبونه جرائم على البعث إبان سلطته الوطنية القومية ١٩٦٨-٢٠٠٣ م هي في حقيقتها جرائم لحزب الدعوة، وطابور إيران الخامس ومنها مثلاً:
أولاً: اعدام جواسيس الكيان الصهيوني في بداية الثورة، وكانت عملاً قانونياً تقتضيه مصلحة الوطن والشعب، وتقره كل الشرائع والقوانين لأن التجسس ضد الوطن خيانة عظمى.

ثانياً: أحزاب إيران تعتبر الحرب الدفاعية التي خاضها العراق لصد العدوان الإيراني الهادف إلى ما أسماه خميني تصدير الثورة الإيرانية للعراق، أي تصدير الاحتلال تحت ستار الطائفية، جريمة في حين أن حقيقتها التي يعرفها العالم هي دفاع عن الوطن والأمة والشعب وخياراتهم، إنهم يحسبون كل معركة انتصر فيها العراق في تلك الحرب جريمة، وكل إيراني قُتل أو جُرح أو أسر ضحية، وهذا ما يعترف به هادي العامري، وكل من تجنّد مرتزقاً معه في فيلق بدر الذي قاتل العراق مع إيران، وهذا ما يعترف به نوري المالكي وحيدر العبادي وهمام حمودي وآل الحكيم كلهم، إنهم جميعاً قاتلوا مع إيران وبذلك فهم يجرّمون العراق ويجرّمون كل عراقي قاتل إيران.

ثالثاً: القبور الجماعية هي قبور لضباط وجنود ومدنيين عراقيين، قتلهم فيلق بدر ومن معه من جنود إيران إبان صفحة الغدر والخيانة، وهم يعتبرون من قاتلوا الجيش العراقي من أعوان إيران ومن الإيرانيين في تلك الصفحة على عداد ضحايا، وليس مجرمين اعتدوا على سيادة العراق ودمروا مدنه وبناه التحتية كاملة.

رابعاً: إنهم يعتبرون من قُتل أو أعدمه القانون من قطاع الطرق الذين كانوا يتسللون من إيران ويختبئون في الأهوار ويهاجمون بيوت ودوائر وممتلكات العراقيين ضحايا، في حين إنهم مجرمون ويعاقبون على جرائمهم إن ارتكبوها في أي بلد في العالم.

خامساً: لقد شاهد العالم كله كيف تُجَرِّم محكمة الاحتلال رئيس جمهورية العراق الشهيد صدام حسين في جريمة الدجيل التي ارتكبها حزب الدعوة العميل، بتوجيه مباشر من إيران لاغتيال الرئيس العراقي، وتمت الجريمة فعلاً حيث تمت مهاجمة موكب الرئيس إلّا أن الله سبحانه قد أحبط الخطة، وألقت السلطات المختصة القبض على الجناة وتمت محاكمتهم وفق الأصول القانونية.

هذه نماذج وعينات لما يسمونه جرائم البعث: أي إنهم يعتبرون الدفاع عن العراق وعن شعب العراق جرائم، ومعاقبة الخونة والعملاء والسراق واللصوص ومرتكبي جرائم الزنا بالمحارم والاتجار بالمخدرات جرائم.

أما السجناء السياسيين الذين تستعين بهم (وزارة التعليم العالي في إنتاج مقرر دراسي لجرائم البعث)، فنحن نقول لكم خبرهم اليقين: فمعظم هؤلاء كانوا يمارسون ويحترفون سرقة زوار العتبات المقدسة في المناسبات الدينية في النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية وغيرها، كل هؤلاء الذين سجنتهم القوات الأمنية لممارسة السرقات والاحتيال والاعتداء على زوار العتبات المقدسة خلال ٣٥ عاماً من سلطة البعث الوطنية، اعتبرتهم سلطة الاحتلال سجناء سياسيين، ومعظمهم كان اعتقالهم لساعات أو أيام لحين انتهاء المناسبة والازدحام البشري فيها، الذي يعاون على القيام بعمليات نشل المواطنين.

إن توجه سلطة الخونة والعملاء لتأليف كتاب مقرر بالعنوان المذكور، ما هو إلّا هروباً للأمام لما ارتكبوه من جرائم قتل وارهاب وتهجير واعتقالات وتعذيب وحشي، وللتغطية على ممارسات الفساد والانحرافات الأخلاقية والسلوكية التي شاعت ومازالت تشيع تحت سلطتهم العميلة الخائنة، أما البعث فإن العالم كله يشهد له بالإنجاز وخدمة الإنسان والوطن والأمة.





الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة