شبكة ذي قار
عـاجـل










عمد الإيرانيون إلى جر الصين والأوربيين إلى موضوعة العقوبات الاقتصادية والنفطية على وجه الخصوص ووضعها حصراً في دائرة المباحثات ، وكأنها هي السبب الجوهري للصراع في المنطقة ، فيما لم تتناول  الأسباب الأساسية للعقوبات وهي :

أولاً- الثغرات الخطيرة في الاتفاق النووي الإيراني التي تدعو إلى القلق جراء النتائج التي تنتهي بانتهاك إيران لاتفاقيات حظر الانتشار .

ثانياً- الاستمرار في تطوير إيران للصواريخ الباليستية ومدياتها خلافاً للاتفاق ، وهي الأداة الناقلة للرؤوس النووية بما تمتاز به من قدرات إيصالها إلى أهدافها القريبة والمتوسطة وربما البعيدة أيضاً ، والذي تهدد بها إيران دول المنطقة كما تهدد العالم .

ثالثاً- السلوك الإرهابي الإيراني متمثلاً بالتوسع على حساب جيرانه الدول العربية ذات السيادة في العراق وسوريا واليمن ولبنان .

رابعاً- التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية من البحرين حتى المغرب العربي .

خامساً- الاتجار بالمخدات والأعضاء البشرية وغسيل الأموال والتعامل بالعملات المزيفة ، من خلال وكلاء إيران وهم : حزب الله اللبناني والأحزاب الإسلاموية والحشد الشعوبي في العراق تحت أغطية التجارة والتحويلات المصارفية من جهة ، وتحت يافطة الدين والمذهب من جهة أُخرى .

ما الذي يفهمه النظام الإيراني في طهران ؟

أولاً ) لا يفهم النظام الإيراني سوى لغة الضغط والقوة الشديدة .. ويفسر لغة السلام والتهدئة بأنها ضعف يبديه الآخرون يجعله يتنمر أكثر ويتغطرس بصورة وقحة وفضة .

ثانياً ) لا يفهم النظام الإيراني ( الثيوقراطي ) في طهران لغة التفاوض الطبيعية بدون شروط ، إنما يفهم لغة التفاوض المصحوبة بالقوة الجدية لإرغامه على التفاوض والقبول بالأمور المنطقية السارية أحكامها بين دول العالم ويبتعد عن المنطق المغاير المبني المأخوذ بدوافع التوسع والإرهاب .

ثالثاً ) يفهم النظام الإيراني أن الأنظمة السياسية عموماً يجب أن تكون نظرتها متطابقة لنظرته العمياء التي ترى الأشياء بعين واحدة وهي التمدد والعنف وتشريد الملايين بالقوة تحت ذريعة تصدير الثورة ونشر التشيع الفارسي بالقوة ، والعالم هو في حقيقته عوالم من القوميات والأديان والمذاهب والانتماءات والسياسات والجغرافيات والنظم .. فكيف بوسع النظام الثيوقراطي المتخلف الذي يقمع شعبه بالقوة أن يسود العالم بالقوة ؟ .

رابعاً ) لا يفهم النظام الإيراني في أصول التعامل الثنائي والتعامل متعدد الأطراف سوى التسويف والمماطلة والمراوغة ، اعتقاداً منه بأن المقابل الثنائي والجمعي ساذج وغبي ويمكن أن تنطلي عليه أكاذيبه وخداعه .

خامساً ) النظام الإيراني لا يستطيع أن يعيش بدون ازدواجية مريضة تتشكل من ( الباطني ) و( الظاهري ) .. فهو نظام يقول لك شيئاً ويعني شيئاً آخر ، يبدي رغبته بالسلام ولكنه يضمر لك خنجراً مسموماً قاتل .. رجالات النظام الفاشيست يبتسمون في وجهك إبتسامة صفراء ظاهرها الود والتواضع والمسكنة وباطنها يحمل السم والغدر ونصب الفخاخ .

سادساً ) حين يُحاصَر النظام الإيراني في زاوية الإدانة يعلن أنه يريد السلام وعدم الاعتداء ، ولكنه ، في الوقت نفسه يستمر في الاعتداء والتوسع والتمدد ، بكل وقاحة وصفاقة ، ويوفر لأدوات إرهابه ما يستطيع عليه من تمويل حتى وإن كان لا أخلاقياً ولا شرعياً ولا إنسانياً ، لأن المهم لديه هو بقاء منهجه العدواني التوسعي ، وبقاء سلوكه المراوغ والمخادع في التعامل مع الجميع .

سابعاً ) حتى أصدقاء النظام الإ يراني الذين يعتبرهم قريبين منه، فإنه يتوجس منهم خيفة إذا ما نصحوه وحذروه ، فهم في مفهومه لا يتجاوبون معه ولا يدعمونه بل يساعدون أعدائه .. مثل هذا النظام يريد كل دول العالم تسير خلف طموحاته المريضة بأوهام القوة وبأوهام الامبراطوريات البائدة .

ثامناً ) ومن لا ينصاع لرغبات هذا النظام المريض سيعاقبه النظام السادي بكل الوسائل بما فيها التفجيرات في العمق الأوربي مثلاً والتهديد بوجود انتحاريين جاهزين للموت بانتظار أوامر ولي الفقيه .

كيف يتعامل العالم مع هذا النظام الثيوقراطي الإرهابي المتخلف الذي يقمع شعبه ويهدد شعوب العالم بالموت ؟ .

مثل هذا النظام لا فائدة منه سوى حجره في مصح للأمراض العقلية وإذا لم يصح إلى زمانه التعيس ، عندئذٍ ، لا بد من رصاصة الرحمة لكي يتنفس الشعب الإيراني الصعداء وتتنفس شعوب العالم نسمة الأمن والاستقرار !! .





السبت ١١ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة