شبكة ذي قار
عـاجـل










صارت عملية حظر واجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق أشبه ما تكون لصانعيها بحالة مقامر مدمن، صار تجديد جلوسه خلف طاولة القمار وتجديد محاولات استعادة ما خسر لا تفضي إلا إلى مزيد من الخسائر، فالاجتثاثيون لم يتوقفوا عن تجديد محاولاتهم لتصفية البعث جسدياً، وتبشيعه فكرياً وميدانياً خلال الستة عشر سنة المنصرمة من عمر الاحتلال، هذا الهوس المقترن برهاب طافح تعبر عنه عيون ووجوه وأفواه ورؤوس وأطراف الاجتثاثيين النازيين الشعوبيين، صار علامة دالة وفارقة للصراع العقائدي بين الأمة العربية المدافعة عن وجودها وكرامتها واستقلال أرضها، وبين القوى الامبريالية والطائفية الفارسية والعنصرية الصهيونية الطائفية من جهة أخرى.

عمليا محاولات تجديد وسائل الاجتثاث تعني أمراً واحداً في غاية الأهمية هو فشل حظر البعث في دستور الاحتلال، وفشل قوانين الاجتثاث وعدم تمكنها من بلوغ غاياتها الإجرامية، رغم سقوط قرابة ربع مليون بعثي في مهرجان الدم، الذي أقامته إيران وكلابها المكلوبة منذ احتلال العراق بقوة أربعين دولة سنة ٢٠٠٣م، ويضاف إلى سفر البطولة البعثية المؤمنة المُعَمَّدة بدم الشهادة، فإن الاجتثاث قد أودع مئات الآلاف من العراقيين في السجون والمعتقلات، وخمسة ملايين بعثي بين مهجر ونازح، وضعف هذا العدد من العراقيين وعوائلهم قطعت أرزاقهم، ومنعوا من العيش الطبيعي، وصاروا بحكم الاجرام الاجتثاثي مجرد مواطنين من الدرجة الثامنة.

دأبت آلة الاجتثاث المجرمة على انتاجِ إرهابٍ يقتل العراقيين، ويحول حياتهم إلى جحيم لتتهم البعث وتُصعد من إجرامها ضد العراقيين، وانتقل قردة المسرح الاجتثاثي المحمل بروح الحقد على العراق وشعبه من صيغة إرهاب إلى صيغة أخرى وآخرها محاولات مستميته قذرة لربط نقيضين لا يلتقيان لا بالأحلام ولا بالواقع، لا فكرياً ولا عقائدياً هما البعث وداعش الإرهابية المجرمة.

ويقترن التجديد الاجتثاثي الإجرامي ضد البعث بسقوط الاجتثاثيين في أوحال ومستنقعات تخبط غريب عجيب، منه مثلاً محاولات اتهام البعث بالطائفية والتكفير، مع أن العالم كله يعرف أن البعث حزب قومي عربي وحدوي علماني مؤمن، يقاتل الطائفية ولا يتورط قط بسفاهات التكفير، التي هي بضاعة الأحزاب الطائفية التابعة للمناهج القومية الإيرانية وغيرها، وهذه المحاولات البشعة لها أهداف خبيثة، منها تعميم التكفير كمنهج لكي تتلطخ الساحة العربية وقواها السياسية بهذا المنهج، وتعميم الطائفية لكي لا تظل لطخة في جبين من اعتنقها من الفرس وأتباعهم، ومن الأطراف الأخرى المحلية والدولية فقط.

إن محاولات تلطيخ سمعة البعث بالطائفية السنية مرة والشيعية مرة، هي نتاج الافلاس والخيبة التي يعاني منها الاجتثاثيون، سلطة في الخضراء وأحزاب وميليشيات عميلة خائنة ما كان لها أن تتنفس نسمة من هواء العراق لولا الغزو المجرم والعملية السياسية الاحتلالية.

واليقين إن البعث يدير الصراع بكفاءة، رغم انعدام مقومات التكافؤ وسينتصر وينقذ العراق والأمة طال الزمن أم قصر بعون الله.





الجمعة ٣ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة