شبكة ذي قار
عـاجـل










لسنا في وارد حجر الآراء والطروحات، ولا نحن في وارد البحث عن المستحيل في توحيد خطاب خلق اللهن بما فيهم من تناقضات وعداوات ومشتركات ومختلفات. لكننا ندعو للموضوعية، ولو في حدها الأدنى عند التطرق للشأن العراقي عموماً، وما حل بحزب البعث العربي الاشتراكي، ومازال يحل قبل سنة الغزو وبعدها، وندعو للمنطق في أدنى مستوياته المحافظة على شعرة معاوية من المصداقية والشفافية واللياقة والكياسة واحترام الذات، واحترام الآخر.

حين أعلنت قيادة الحزب عن موقفها من عاصفة الحزم، وقبلها حين تمسكت بسياسة تحاول فتح الأبواب على العرب، المسؤولين في الخليج وفي غير الخليج، فإنها بهذا الموقف لم تمنح الأنظمة العربية صكوك غفران، عمَّا ارتكبته من آثام وخطايا وما مارسته من تـآمر وجرائم وغدر بالعراق وشعب العراق، موقف قيادة الحزب ينطلق من ثورية واقعية تحافظ على عقيدة الحزب القومية ومبادئه وشعاره، وتمارس دورها الذي تفرضه ظروف العراق وظروف الحزب.

نحن لا نبرر .... فمواقف قيادة الحزب يتقدمها الرفيق الأمين العام عزة إبراهيم لا تخشى في الله ولا في البعث ولا في العراق وباقي أقطار الأمة لومة لائم، ولا تنظر إلى الوراء تحسباً للآراء تنطلق من هذه البؤرة أو من تلك البركة. نحن نحاول أن نوضح لمن يحتاج التوضيح، ونضيء لمن وقع في بيئات الظلام من أبناء شعبنا في العراق وفي كل مكان.

ثمة حقائق هنا لا بد من تثبيتها :
الأولى: أن الرفيق عزة إبراهيم كان قائد العراق الثاني، بعد الرفيق الشهيد صدام حسين إلى يوم أسر الشهيد واغتياله، وخلال قرابة خمس وثلاثين عاماً ارتبط الرفيق عزة كوزير وكقائد في الحزب، ومن ثم كنائب رئيس مجلس قيادة الثورة بعلاقات شخصية وسياسية مع مئات الحكام والسياسيين العرب وغيرهم، الرفيق عزة إبراهيم ليس اسماً مجهولاً لقادة الخليج وأحزابهم وجمعياتهم الدينية والاجتماعية، ولا هو شخص مغمور عرفه العالم بعد غزو العراق واحتلاله، بل هو معروف قبل عام ١٩٦٨ م وبعده.

الثانية: نحن نتحدى كائناً من كان في كل العالم، أن يثبت أن الرفيق عزة قد طلب لجوء أو إقامة، أو طلب مساعدة مالية لنفسه من أي بلد خليجي أو غيره، وأن ما يطالب به في خطبه ورسائله المعلنة هو إسناد لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يعرفه كل الملوك والأمراء والرؤساء والبرلمانيين والأحزاب والوزراء والشعب العربي، في كل مكان، وأن ما يطالب به هو إسناد المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية التي قاتلت الاحتلال إبان الغزو وبعده، ومازالت تقاتل رغم شراسة وقسوة وقهر التآمر عليها ومحاصرتها وخاصة المقاومة البعثية وشركاءها.

الثالثة: نتحدى أي طرف كان بكل ما يمتلكه أعداء البعث والعراق والأمة من إمكانات، أن يثبت أن الرفيق عزة إبراهيم وحزبه ومقاومته قد تلقت عوناً من أي نوع كان، من أنظمة الخليج ولا من غيرها، لا فلوس ولا سلاح ولا حتى إعلام، إلا بعض أصوات قليلة من عرب نجباء يصدحون بالحق هنا وهناك.

إن مواقف قيادة الحزب وعلى رأسها الرفيق القائد الأمين عزة إبراهيم هي الخيار المرجح بين خيارين: إعلان العداء للأنظمة العربية، أو محاولة إبقاء شعرة معاوية معها.

ما هي مبررات قيادة البعث في إبقاء الأبواب مفتوحة مع العرب الرسميين :

١- لأن من واجب الحزب إضاءة شمعة في واقع الأمة، فهي أجدى من القطيعة التي لا تضر الحزب أكثر مما هو فيه من ضرر، وقد يكون للكلمة الطيبة صدى في الآذان والنفوس والعقول.

٢- أن يكون البعث على عداء إعلامي سافر مع الأنظمة، يحرمه من فرصة مخاطبتها كحزب قومي يضع المصلحة العربية فوق كل اعتبار، بل يحرمه حتى من فرصة أن يسمعه الكثير من العرب الذين شاءوا أم أبوا هم تحت ولاية هؤلاء الحكام، وتحرمه من فرص النفوذ إلى من يمكن النفاذ إلى ضميره وعقله، خطاب المعادي غير خطاب المعتدل الموضوعي الوسطي.

٣- البعث الآن حزب محظور ومجتث ومطارد في العراق، وهو ليس البعث الذي كان يقود الدولة العملاقة التي بناها باقتصاد عظيم وقوة عسكرية هائلة، البعض لا زال يتعامل بروحية بعث السيادة العراقية والسلطة العراقية المؤثرة في كل شأن وفي كل مكان.

قيادة الحزب وأعضاؤه وأنصاره وشركاؤه يخوضون ويديرون الصراع في العراق بين قلة من الشعب، وطلائعه تقاوم الاحتلال وعمليته السياسية، وفي أولويات هذا الصراع هو إيران وأذرعها الحزبية والمليشياوية، التي تغذت ونمت وتمكنت مالاً وتسليحاً بعد الغزو وتحت خيمة العملية السياسية، ومن واجبات القيادة أن تفتح فرص الحياة أمام الحزب المطوق بالفناء، ومن واجب القيادة أن تغذي وتشجع أي بادرة للتناقض بين العرب وبين الاحتلال الإيراني ودولة الولي الفقيه، وهذا النهج الموضوعي الثوري الجريء لا يحققه شتم النظام العربي، ولا غلق نوافذ التواصل أينما أتيحت، هذا هو البعث سياسة وعقيدة ومبادئ، وليزايد من اعتاش على المزايدة أو وجدها مظلته الوحيدة للردة والشقاق والنفاق والهبوط من القطار البعثي، الذي لن يغادر سكته الوحدوية التحررية الاشتراكية .... فإما حياة ترضي العرب كأمة مجيدة، أو فناء على مذابح الحرية، وإنه لنصر موعود من رب النصر بإذن الله.





الجمعة ١٨ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة