شبكة ذي قار
عـاجـل










في سنوات الحصار التي امتدت من عام ١٩٨٩ وحتى غزى الجراد والطاعون العراق عام ٢٠٠٣ كان العراق والعراقيون قد وسعوا أرضهم المزروعة، حتى شملت الصحاري التي لم تزرع من قبل قط، وتوسعت مشاريع الارواء من الأنهار ومن الآبار من جوف الأرض على حد سواء.

كانت الموصل والأنبار وصلاح الدين وكركوك تزرع القمح والشعير بمساحات شاسعة، والنجف والديوانية والبصرة وكربلاء مثلاً تزرع الرز والخضروات، بحاصل فاقت كمياته وجودته حاجات العراق.

لم يحترق للعراق حقل إلا ما كانت تحرقه طائرات أميركا بمشاعل حرارية، لتديم الجوع والفاقة والبؤس في العراق المحاصر، وكان يشجعها ويسوغ جرائمها من سحلتهم خلفها رعاعاً عبيداً ليحكموا العراق بالأحقاد والضغائن والكراهية بعد احتلاله.

حسناً .... تم الاحتلال، وقتل بعض العراق، والكثير من قادته وشعبه، ومرت ستة عشر عام على انتاج العراق الذي مزقت جلده وأحشاءه مخالب إيران وأمريكا والصهيونية، وصار سوقاً وخزائن تنهب، ونفطاً يوزع حصصاً بين إيران وأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وميزانية هي بعض ما تهبه يد الأجنبي المحتل وتنهبها أيادي العبيد الأوباش، وفوق هذا يحرقون مزارع الخبز في الموصل والأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك.

من يحرق مزارع الخبز... مزارع غذاء العراقيين المعدمين الفقراء النائمين في أريافهم وقراهم يتوسدون كرامتهم وجراحهم الغائرة؟

إنها إيران .... إنهم أحزاب إيران وميليشياتها.

إنه الجشع الذي تملك العجم والمستعجمين، لتبور الأرض ويجف الضرع في العراق، ليبقى العراق سوقاً للمنتجات الفارسية، إنه التوق لاستعباد شعبنا، والبغضاء التي لم تفارق كؤوس السم الزعاف الذي تجرعه خميني عام انتصار العراق في قادسية صدام المجيدة.

لم تحترق حقول زرعنا، ولم نعرف ظاهرة الحرائق هذه إلا في زمن الحصار، وما تبعه من زمن الغزو، لذلك فهو جريمة أمريكية إيرانية، تنفذها الدولتان المحتلتان مباشرة أو عبر قردتهما الخاسئين.

ويبدو أن لهب الجحيم الذي يشهده العالم على سهول وربى وصحاري العراق قد استهوى صنّاعه، ومخططي ومنفذي جريمته، لتمتد الحرائق إلى مشافي ومدارس ومخازن وبيوت في شتى أنحاء العراق.
فهل هي حقبة جديدة يرافقها أسلوب جديد لإحراق العراق، لأنه لم يخنع ولم يستكين وظلت شرارة المقاومة والثورة تقدح من هنا وهناك؟





الاحد ١٣ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة