شبكة ذي قار
عـاجـل










1- ما بعد سيناريو من يبدأ الحرب :

-   أمريكا تقول أنها لن تبدأ الحرب ولن تطلق الطلقة الأولى - لأنها تخشى تبعاتها السياسية والقانونية والاعتبارية – ولكن ، هل كانت أمريكا تخشى ذلك حين انفردت وعاندت وتجاوزت مجلس الأمن خلافاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة حين قررت العدوان على العراق عام 1991 وعام 2003 ؟ .

-   وإيران تقول أنها لن تبدأ الحرب ولن تطلق الطلقة الأولى ، ولكن ، هل كانت إيران تخشى الانزلاق في حربها العدوانية على العراق عام 1980 حين حشدت قواها البرية والجوية والبحرية والصاروخية وأعلنت النفير والتعبئة العامة وباشرت بسلسلة من قصفها للمدن العراقية وأغلقت شط العرب ومنعت حركة السفن فيه وقصفت بأسراب طائراتها الحربية العاصمة بغداد ، وامتنعت عن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار ، وتعنتت في ذلك ثمان سنوات حتى تاريخ 8/08/1988 حين تجرع خميني السم الزعاف بقبوله قرار وقف اطلاق النار ، فيما تكبدت شعوب إيران وشعب العراق طيلة هذه الفترة خسائر جسيمة ، فمن يتحمل مسؤولية إدامة أمد الحرب ؟ .

-   إيران خامنئ تتنصل عن أفعال وكلائها في جنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن ، وترى أنها ليست مسؤولة عن أفعالهم العسكرية وغيرها .. ولكن واقع الحال يثبت أن الأسلحة التي يستخدمها الوكلاء ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني و( الحشد الشعبي ) في العراق و( الحوثيون ) في اليمن .. هي أسلحة وعتاد وصواريخ والغام وطائرات ( درون ) مسيرة ومعدات عسكرية إيرانية الصنع يشحنها النظام الإيراني عبر البحر وعبر العراق إلى وكلائه لتنفيذ سياساته الاستراتيجية .. وقرار التنفيذ هو قرار إيراني بحت صادر عن ( علي خامنئ ) نزولاً إلى " قاسم سليماني " الجنرال الميداني الذي يصول ويجول في العراق وسوريا وحول الجولان وجنوب لبنان ومساعديه يتحركون بحرية في اليمن .

-   الحالة العامة ، لا أحد يطلق قذيفته الأولى لكي لا يقال عنه أنه من بدأ الحرب .. ومع ذلك يستمر الصلف والمكر الإيراني يفتش عن مخارج لأزمته ، وفي مقدمتها ( إكتساب الزمن ) بالمراوغة على ما يسمونه ( المفاوضة ) على الملف النووي حصراً ، ومحاولة التغاضي عن ( السلوك السياسي ) العدواني ، وموضوعة الصواريخ الباليستية المهددة للأمن الإقليمي والدولي ، فيما يبتز نظام طهران الدول المعنية بالملف النووي بزيادة معدلات تخصيب اليورانيوم خلافاً لمعاهدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) واتفاقاتها .

-   لا أحد إذن يطلق النار ، لا أحد يبدأ الحرب .. ولكن الحرب قائمة بوسائل أخرى كما يقول الفيلسوف الصيني " كونفوشيوس " ، الحرب امتداد للسياسة ولكن بوسائل أخرى .. والوسائل الأخرى هي الحصار الاقتصادي والنفطي والسياسي وفرض العزلة الإقليمية والدولية ، وهو الأمر الذي يضع الاقتصاد الإيراني في دائرة الموت البطيئ .. فما الذي ستفعله إيران في ظل هذا الاختناق ؟ .

-   تلمح إيران بأنها توجه صواريخها نحو العواصم العربية .. والمرمى في ذلك التخويف لا غير ، لأنها تعلم علم اليقين بأن الرد سيكون قاسيًا جدًا ومؤلماً .

-   الأفتراض القائم ، إذا ما ضربت إيران عواصم دول الخليج العربي ، فإن الضربة الثانية ستجعل من طهران عاليها سافلها .. أو على أقل تقدير ستتعرض مواقع القوة الإيرانية جميعها إلى التدمير الشامل المؤكد .. عندئذِ لن تقوم لإيران قائمة قبل مائتي سنة !! .

-   إذن ، الحالة جامدة نوعا ما ، تتكثف في مدركات الجميع بأن إيران ( نمر أجرب ) يريد أن ينقل جذامه المذهبي الفارسي إلى الخارج ، ولكنه خائر القوى لا يستطيع أن يفعل شيئاً سوى ( عض الأصابع والخرمشة ولي الأذرع ) ، وكلما مر الوقت خرَّت قواه وتهالكت نفسيته إلى الحضيض .

-   ما يعنينا هو العراق .. وكلاء إيران قلقون محرجون ومذعورون من مصير واضح .. بعضهم يشعر فعلاً بالقلق ويفتش له ولعائلته عن مخرج ، كما حصل حين استقال ( حيدر العبادي ) القيادي في حزب الدعوة رئيس الوزراء السابق ، فيما تظهر بوضوح بوادر انشقاقات قي صفوف تشكيلات الأحزاب الإسلاموية التي تدير العملية السياسية الفاشلة والفاسدة والمأزومة في العراق .

قيادات وكلاء إيران في العراق الخط الأول قد رتب حاله على أساس التعبئة ، والخط الثاني قد رتب حاله للخروج من العراق لإعادة ترتيب وضعه ، أما دون ذلك فالانفراط قائم على قدم وساق كما يقال ، لماذا ؟ ، لأن الارتزاق هو الحاكم الفعلي للسلوك وليس قضية تستوجب الصمود وبذل الجهود والغالي والنفيس لسواد عيون الملالي في إيران .

-   هجمات وكلاء إيران ضد السفن في الخليج وقصف الدرون للسعودية لم يقابله رد عملي أمريكي ولا رد عملي من دول المنطقة .. لأن إيران تستهدف من فعاليتها ( جر ) أمريكا ودول الخليج إلى رد فعل مقابل ، أو اختبار ردود الأفعال ما إذا كانت هناك استجابات مماثلة ، فيما تنفي إيران علاقتها بهذه الهجمات وتدعو إلى إجراء تحقيقات بشأنها .. وهذا منتهى الصلف والصفاقة والاستهتار الإيراني .

-   الحالة برمتها قد دخلت خانة ( الاستنزاف ) ، أمريكا تستنزف إيران وأمريكا تستنزف دول الخليج .. وما دام الاستنزاف يأخذ شكل مبيعات أسلحة ، ومردودات ارتفاع أسعار النفط ، وحشد تحالف استراتيجي لصالح القوة الأمريكية التي تتطلع لسيادة العالم .

2-تفاهم ثلاثي حول ضبط إيران في المنطقة والعالم :

-  اجتمع في القدس الغربية كل من ( جون بولتن ) رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي و( نيكولاي باتروشيف ) رئيس جهاز الأمن القومي الروسي و( مئير بن شبات ) رئيس أمن الكيان الصهيوني .. لمناقشة الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط .

-  حصل تفاهم ثلاثي لوضع ما يسمى خارطة طريق تتضمن ( حوافز ) لموسكو في سوريا مثل ( الاعمار والشرعية ورفع العقوبات الغربية ، مقابل إلتزام روسي بإجراءات ملموسة تتعلق بضبط الدور الإيراني في المنطقة ) .. واللقاء الثلاثي هذا جاء نتيجة للقاء ثنائي تم بين " ترمب " و " بوتين " .

التعليق : طبخة العصر باتت روائحها الكريهة تفوح !! .





الجمعة ٤ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة