شبكة ذي قار
عـاجـل










يقول الفارسي المعارض لسياسة بلاده أمير طاهري ، وهو الحاقد الذي يحرفون الحقائق أو يقزمونها أو يضخمونها بحسب المرمى والمعنى .. يغلفون ويحرفون الحقائق حتى لو كانت كضوء الشمس ، ويفصلون الأشياء على مقاساتهم ومقاسات أسيادهم الذين يغدقون عليهم عطائاتهم وأجورهم السخية ، فهم مأجورون ، نحن نعرفهم مأجورين وهم يعرفون أنفسهم مأجورون .

يقول هذا الفارسي الأجرب الذي يدعي الثقافة المعارضة في معرض رده على النائب الأمريكي الديمقراطي ( بيرني ساندرز ) ، الذي تبني إيران عليه الآمال ، والذي يرفع شعار ضد الحرب مذ كان شاباً بحسب قوله ( سأفعل كل ما بوسعي لمنع اندلاع الحرب مع إيران لاعتقادي بأن الحرب في العراق كانت كارثة - طبعا ساندرز من اللوبي الإيراني الذي يقوده جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق - ، وأعتقد أن الحرب مع إيران ستكون أكثر وبالاً ) ويتابع ( ومع ذلك فإن موقفه الحقيقي ، من مسألة الحرب ، الذي لا يجرؤ على التصريح به فهو أنه كان يفضل استمرار صدام حسين في حكم العراق ، وتجاهل (14) قراراً للولايات المتحدة ، وهي تستخدم مستوى ضعيف من القوة مقارنة بالحروب الكبرى من أجل إعطاء الشعب العراقي فرصة السعي وراء بناء مستقبل مختلف ) ويتابع ( وينسى ساندرز كذلك أن العراقيين كانوا مشاركين في ( تحرير بلدهم ) على الأقل باختيارهم عدم القتال في صف صدام - في هذا الإطار - طبعًا ، لم يتحدث هذا الفارسي الأجرب عن فتوى علي السيستاني واتفاقه مع الأمريكان بعدم مقاتلتهم قواتهم خلال تنفيذ قرار الحرب على العراق - ) وتابع أيضاً يقول ( جانبَ ساندرز الصواب في ادعائه بأن الحرب في العراق كانت كارثة ، فمنذ عام 2003 مر العراق عبر محن كثيرة وتكبد ثمناً باهظاً ، ومع هذا لا يمكن لأحد أن ينفي أن غالبية العراقيين اليوم يتمتعون بحريات لم ترد على خيالهم في ظل ديكتاتورية صدام وتبعًا لغالبية المقاييس : مثل معدل النمو الاقتصادي وحرية الانتخابات ونطاق التعبير الذاتي اجتماعياً وسياسياً والتشارك في السلطة عبر مجموعات عرقية ودينية ، فإن عراقاً ما بعد صدام حسين أبعد ما يكون عن الكارثة التي يزعمها ساندرز ) !! .

دعونا نتفحص ما يخفيه هذا المسموم الفارسي التافه كزميله عبد الرحمن الراشد ، وما بات واقعاً شاخصاً يقره الشعب العراقي يومياً ويعترف به الساسة الأمريكان وغيرهم ويقره شعبنا العربي كله والعالم :

1. منذا عام 2003 الذي ( حررت ) فيه أمريكا العراق بمعاونة الفتوى الإيرانية وصل العراق إلى مستوى التهتك والتفكك والتراجع والانغماس في كوارث الفساد وكوارث اقتصادية اجتماعية أخلاقية لا تعد ولا تحصى في ظل انعدام أي تقدم يذكر لا في مشاريع الزراعة ولا في مشاريع الصناعة ولا في مشاريع البناء والحماية والضمان الاجتماعي ولا في كوارث البيئة فضلاً عن موجات القتل الطائفي والتدمير والتهجير التي بلغت معدلات لا سابق لها في عالم الإبادة الجماعية .. وكلها جاء بسبب الاحتلال الأمريكي والهيمنة الإيرانية على كافة مفاصل الدولة العراقية وعمليتها السياسية الفاشلة والفاسدة والمأزومة ، وذلك باعتراف الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها التي تدعي حقوق الإنسان .

2. لم يذكر ( أمير طاهري ) أن العراق كان في ظل قيادة صدام حسين آمنًا ومكتفياً ذاتياً ومشاريعه الزراعية والصناعية والتعليمية والصحية والاجتماعية مستمرة في عطائها على الرغم من الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا على العراق وشعبه بكل قومياته وطوائفه دون استثناء .. ولم يذكر أيضاً ، إن من حاربهم صدام حسين في الداخل هم أعداء العراق وأعداء العرب والمتآمرين عليه من أمثال ( جواسيس إسرائيل وجواسيس إيران ) الذين يعرفهم أمير طاهري جيداً وهم من عناصر ( حزب الدعوة ) الفارسي حين كانوا يغاتلون ويفجرون في داخل العراق وخارج العراق ( السفارة العراقية في بيروت ) ويغتالون ويهددون سلامة الناس في سفرهم وترحالهم وإقاماتهم مثل ( أبو مهدي المهندس ) الفارسي الذي يعرفه أمير طاهري جيداً ، مع عدد من أعضاء حزب الدعوة وفي مقدمتهم ( المالكي والحكيم وهادي العامري والخزعلي والخفاجي والصدر ) ، وهم جميعاً عملاء لإيران ويعملون لصالحها قتلوا ودمروا وهجروا الناس وأحالوا العراق إلى كارثة طيلة ستة عشر عاماً من ( تحرير ) العراق .. لم يتحدث طاهري عن كل هذه الكوارث وتشبث بما يقوله الأمريكييون ( تحرير العراق ) و( حرية الشعب العراقي ) و( ديمقراطية الانتخابات ) المزورة والفاسدة و( حرية المواطن العراقي ) و( الاعمار والبناء ) والدولة العراقية فقدت كل مشاريعها الصناعية والزراعية والإروائية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والخدمية وتراجعت في ظل ( الديمقراطية ) و( التحرر ) و( الحرية ) إلى عقود وعقود طوال ، والمثال الصارخ القريب هو الكهرباء فمنذ ستة عشر عاماً ومشكلة الكهرباء لم تحل والعراق بلد النفط !! ، حتى بلغت حالة العراقيين في أحط مراحل الانحدار ، فيما بات لصوص العملية السياسية الفاشلة ينهبون وينهبون ولا من حسيب ولا من رقيب ، يرهن عملاء إيران نفط العراق وهو في باطن الأرض كمخزون استراتيجي للشركات الأجنبية مقابل قروض وديون خارجية لم يعد بوسع العراق تسديد فوائد هذه الديون فيسعى إلى جدولتها لتتراكم .. أما أجيال العراق فليس لهم في قابل الأيام قطرة واحدة من النفط – إنه مبيوع سلفاً أو مرهون مستقبلاً - !! .

3. الجرذ الفارسي المعارض "أمير طاهري " لم يقل كل هذا ليكون كاتباً موضوعياً ، إنما قال بضعة جمل تحمل من الحقد والضغينة على العراق والعراقيين وقائد العراق الشهيد صدام حسين ما تحمله قيادة ولي الفقيه الذي يدعي معارضتها لها طوال حياته .. ألم يكن ذلك نفاقاً ودجلاً واضحاً وغزلاً كريهاً يظهره في مقالته التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط الناطقة باسم المملكة العربية السعودية في عددها (14794) الصادر بتاريخ الجمعة 26 رمضان 1440 هـ 31 مايو 2019 ؟! ..

فالعيب ليس فقط في أمير طاهري بل في الذين يغضون الطرف ويتغافلون ويدفنون رؤوسهم كالنعامة في الرمال .. ولكن الحقيقة تظل ساطعة كالشمس حتى لو أخفاها أو غطاها الأقزام بالغربال !! .





الاربعاء ٢ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة