شبكة ذي قار
عـاجـل











 

بسم الله الرحمن الرحيم


 

حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية



 

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة      ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة    حرية    اشتراكية

ورشة المنامة الاقتصادية خطوة على طريق تصفية القضية الفلسطينية

في تماهٍ خطيرٍ مفضوحٍ مع واحدة من أقذر المؤامرات التي تستهدف الأمة العربية وقضية فلسطين تحديداً صدر بيان بحريني أميركي مشترك، يؤكد استضافة المنامة، بالشراكة مع واشنطن، لورشة عمل اقتصادية تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" يومي 25 و26 حزيران الجاري.

وقد أغرق الطرفان البحريني والأميركي إعلانهما، وما تلاه من تصريحات تسويقية رسمية، بكمٍ هائلٍ من الوعود الوردية، غير القابلة للتحقق، عن الأمل بتحقيق "أطر عمل تضمن مستقبلاً مزدهراً لشعبنا العربي في فلسطين والمنطقة، وتضع المنطقة على الطريق نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً".

ويأتي إعلان هذه الخطوة في ظل الدعاية الاعلامية المكثفة حول احتمالات نشوب حرب مزعومة بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني الذي طال إرهابه، والذي دشن خلال الأسابيع القليلة الماضية، محطات جديدة، اقتصادية هذه المرة، ليؤكد للعالم أنه، من خلال أذرعه الارهابية، قادر على تهديد مصادر الطاقة وشرايين الاقتصاد العالمي.

وإذ تعيد القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تأكيد رفضها القاطع لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ومنها مشروع "صفقة القرن" الذي أعدّه ويبشّر به صهر الرئيس الأميركي الحالي وكبير مستشاريه، غارِد غوشنر، فإنها وبعد تدارسها لأبعاد هذه الورشة المزمعة قد خلصت إلى ما يأتي :

إن تسويق ورشة العمل هذه يأتي في إطار الضجة الاعلامية الدائرة حول المواجهة العسكرية المحتملة بين واشنطن وطهران، بما يؤكد أن الغرض الأساسي والنهائي من حملة التصعيد العسكري الأميركي ضد النظام الايراني هو إبرام "صفقة القرن" وليس قطع الأذرع الارهابية لنظام الولي الفقيه الدموي فعلا. لذا فإن إقامة هذه الورشة لا يمكن إلا أن يكون حلقة في مخطط تصفية القضية الفلسطينية المتواصل منذ عقود.

وترى القيادة القومية إن هذه الورشة هي واحدة من محاولات إدماج الكيان الصهيوني المحتل ضمن الأقطار العربية المجاورة لفلسطين المحتلة، وعموم منطقة الشرق الأوسط، من خلال ترتيبات اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية ضمن خطة التسوية المسماة "صفقة القرن"، التي تقوم على إجبار الشعب العربي الفلسطيني على تقديم تنازلات خطيرة مجحفة لصالح العدو الصهيوني، ودون الحصول على مكاسب مهما كانت نسبية ومرحلية.

إن مشاركة بعض الأقطار العربية،في ورشة المنامة الاقتصادية لا يمكن تبريره بدعم الشعب العربي الفلسطيني اقتصادياً، إذ أن بإمكانها أن تقدم ما يحقق للشعب الفلسطيني بعض متطلبات الاستقرار الاقتصادي لمواجهة حملات الارهاب الصهيوني التي تستهدف إذلاله وإفقاره وتجويعه، وليس المشاركة بترتيبات تسهم في تعزيز القبضة الصهيونية على رقاب أبنائه وعلى المنطقة برمتها.

وترى القيادة القومية إن حصر التعامل مع الصراع العربي الصهيوني بترتيبات اقتصادية، أو سواها سياسياً وأمنياً وعسكرياً، يتجاهل أصل المشكلة القائمة في فلسطين، وهي الاحتلال الصهيوني لهذه الأرض العربية العزيزة وتشريد أهلها، ويتنافى مع الحل الوحيد الممكن وهو إنهاء هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفسطيني المحرر، وعاصمتها القدس الشريف.

إن الحديث عن تحقيق ازدهار اقتصادي في ظل الاحتلال وممارساته العنصرية الارهابية حديث وهمي، إذ لا يمكن لعاقلٍ أن يتصور تحقيق ازدهار اقتصادي في ظل الاجراءات الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مثل هدم المساكن ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات وتشديد الحصار وعمليات الإغلاق واحتجاز آلاف الأسرى وحجز الأموال الفلسطينية وقطع المساعدات المالية عن المنظمات الدولية التي تنفذ برامجها ومشاريعها في الأراضي المحتلة.

وإذ تحدث كل هذه المتغيرات الخطيرة في ظل استفحال المشروع التوسعي الايراني في الوطن العربي فإن النظام الارهابي الايراني ومن خلال جرائمه المتكررة ضد أقطار الخليج العربي بشكل خاص، قد ساهم في تدهور الامور ووصولها الى ما وصلت اليه وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية ودفع المشاريع الخيانية إلى أمام، وإن إدعاءاته بنصرة شعب فلسطين كذبة كبرى يُراد منها تلميع صورته التي انفضحت دمويتها من خلال جرائمه البشعة في العراق وسوريا واليمن والأحواز، ومن خلال عمله على إثارة الفتنة الطائفية في لبنان والبحرين والسعودية وغيرها من أقطارنا العربية عبر الأذرع الارهابية التي شكّلها مباشرة، أو تلك التي يدعمها، لتنفيذ وتسويق مشاريعه العنصرية الطائفية الارهابية التوسعية في وطننا العربي وعالمنا الاسلامي، بل وفي العالم كله.

وفي هذا الإطار ترى القيادة القومية للحزب أن عقد ورشة العمل هذه في المنامة إسهام رسمي من حكومة البحرين في خيانة القضية الفلسطينية، وجريمة واضحة بحق شعب فلسطين الذي عبّرت كافة فصائل المقاومة فيه عن رفضها الكامل لعقد ورشة العمل الاقتصادية والمشاركة فيها.

وإن على حكومة المنامة أن تتخلى عن المضي في عقد هذه الورشة، أو أي عمل مستقبلي آخر في إطار مشروع "صفقة القرن" الخياني، خصوصاً بعد أن رفضت القوى السياسية والمدنية في البحرين إقامتها، واعتبرتها تخلياً عن ثوابت العمل العربي الداعم لشعب فلسطين وقضيته العادلة. كما وتدعو القيادة القومية الدول العربية الى وقف الاتصالات التي تتم مع العدو الصهيوني سواء كانت سياسية او اقتصادية واعلان موقف واضح برفض التطبيع ايّاً كانت اشكاله .

وتذكّر القيادة القومية بما جاء في خطاب الأمين العام للحزب، الرفيق عزة إبراهيم، في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الحزب الذي أكد على أن "حزبنا سيحشد ويعبئ شعبنا العربي على امتداد وطننا الكبير للالتحام مع شعبنا في فلسطين ومع دولته لإحباط "صفقة القرن" وإحباط كل المشاريع التي تستهدف شعب فلسطين وأرضه المقدسة".

وفي الوقت الذي تحيّي فيه القيادة القومية الرفض الفلسطيني الشجاع لصفقة القرن و تشيد بموقف منظمة التحرير الفلسطينية فإنها تدعوا لان يكون هذا الاجماع السياسي الفلسطيني على رفض صفقة القرن مناسبة لاطلاق ورشة عمل لتوحيد الموقف على قاعدة برنامج وطني ينهي الانشطار السياسي والمناطقي ويُفعِّل المقاومة بكل اشكالها. كما وتدعو القيادة القومية المناضلين العرب والقوى الحية في الأمة، إلى تنظيم فعاليات سياسية وثقافية وفكرية تفضح مشروع "صفقة القرن" الخياني، وتؤكد على الثوابت الوطنية والقومية في المواجهة مع العدو الصهيوني، وتعزّز روح مقاومة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتضغط على الأنظمة العربية بعدم المشاركة في أي خطوات على طريق تنفيذ هذا المخطط الخياني الغادر.

عاشت فلسطين حرة عربية
عاشت جماهير الامة العربية في نزوعها نحو الحرية والعدالة والتقدم

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في  ٠٢ / حـزيران / ٢٠١٩





الاحد ٢٩ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة