شبكة ذي قار
عـاجـل










قرر الله سبحانه أن يعاقب المجرمين بالنار التي يفوق عذاب الاحتراق بها أي عذاب آخر، بما في ذلك عقاب الموت إعداماً، وقررت كل شرائع الأرض إعدام الخونة شنقاً، أو بالكرسي الكهربائي، أو رمياً بالرصاص، ذلك لأن أمن الأوطان والأمم والشعوب أهم من حياة الإنسان الخائن، والدين الاسلامي حدد الوطن والمال والعرض أو الشرف قيماً وثوابتاً دونها الفناء.

مؤامرة ١٩٧٩ م، مؤامرة لم تستهدف حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته فقط، بل استهدفت العراق وثورته المجيدة، التي كانت تنفذ أعظم برنامج تحول اجتماعي واقتصادي وسياسي، إن تركيز إعلام ما بعد الغزو والاحتلال على هذه المؤامرة وتقديمها على أنها جريمة ارتكبتها قيادة الحزب واختزال قرار القيادة باستئصال تلك المؤامرة الإيرانية- الأسدية القذرة بشخص الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله، للامعان في الإساءة لشخصه الكريم ولقيادته الشجاعة الفذة للحزب وللدولة، يمكن وصفه على أنه دفتر متهرئ لتاجر مفلس، سقطت بيده معظم أوراق الاجتثاث بالتبشيع والتجريم والشيطنة، فظل يلوك هذا الحدث مستخدماً بعض من تبقى من المخرفين التافهين المتسولين في قمامة الخضراء، عن زيادات في الرواتب التقاعدية وهم بعض من سقطوا من قطار الحزب، وكانوا من بين من عاشوا أحداث تلك المؤامرة.

سنضع قناعاتنا على ما حدث بنقاط محددة :
أولاً: ١٩٧٩ م هو العام الذي قرر فيه الأب القائد أحمد حسن البكر التخلي عن القيادة، ونقلها بطريقة متمدنة ومتحضرة إلى نائبه الرفيق الشهيد صدام حسين. وقد أكد أولاد الرفيق البكر رحمه الله وكل رفاقه أنه قد قدم استقالته بسبب ظروفه الصحية وأنه ظل بعدها الأب القائد، الرئيس المعزز المكرم المهاب إلى أن توفاه الله، آخر مقال لابن القائد الرئيس البكر في هذا الصدد كان قبل أسابيع قليلة تضمن ردوداً صاعقة وواضحة صريحة على بهتان إعلام الاحتلال وإيران وكل من يدعي غير حقيقة ما حصل فعلاً.

الإعلام المعادي يمارس تضليلاً واسعاً، بهدف التشويش على سلمية وتمدن عملية انتقال السلطة لأن هكذا ممارسة بعثية لا يراد لها أن تضيء تاريخ العراق والبعث.

ثانياً: عام ١٩٧٩ م هو العام الذي وصل فيه "خميني" إلى السلطة، وهو العام الذي كان مقرراً فيه ( تصدير ثورة خميني للعراق ). ونقل قيادة الحزب والدولة للرفيق الشهيد صدام حسين كان يعني سد الأبواب أمام المؤامرة، ولذلك كان لا بد من التنفيذ قبل أن تستقر الأمور لجهة قيادة الرفيق القائد الشهيد صدام حسين.

المتآمرون ومن وراءهم، يعرفون شجاعة وفطنة ودهاء القائد الشهيد صدام حسين، ويعرفون أن استقراره في الموقع الأول للحزب والدولة سيكون سياجاً عالياً يستحيل عبوره إلى أهدافهم الشريرة.

ثالثاً: لا أحد في العالم كله يستطيع إنكار الصلة بين نظام حافظ الأسد وبين نظام خميني، وجسور الصلات والتواصل بين الطرفين قبل استلام خميني وبعد استلامه مباشرة. إن مؤامرة ١٩٧٩ كانت تستهدف القضاء على قيادة الحزب من قبل العناصر البعثية التي تم اختراقها وتجنيدها، من قبل النظام السوري ومن معه من أطراف أخرى الخمينية أحد أهمها.

الآن: لماذا التباكي على البعثيين الذين تآمروا على وطنهم وثورتهم وحزبهم؟؟.
لنضع أيضاً نقاطاً محددة في الإجابة والإحاطة بهذا التساؤل.

١- عدد الذين أعدموا بعد اعترافهم بجريمة التآمر والخيانة، لا يساوي شيئاً أمام عدد الذين قتلتهم العمليات الإرهابية لأحزاب وعصابات إيران، من حزب الدعوة وبدر ومنظمة العمل الإسلامي وعصابات الأهوار، من المواطنين والبعثيين في الهجمات على مقرات الحزب في البصرة وذي قار وميسان وكربلاء والنجف والقادسية والسماوة وبابل وبغداد وكركوك وغيرها.

فلماذا يتباكى إعلام العار على من مارس العار، فنال عقابه القانوني إلا اللَّهم إذا وضع هؤلاء الخونة المتآمرون في خانة إيران ونظام الأسد، والمقتولين في صفحة الغدر والخيانة مثلاً؟

٢- قتلت ( الشعبانية : صفحة الغدر والخيانة ) مئات الآلاف من العراقيين، ضباطاً وجنوداً ومدنيينَ على يد أحزاب إيران وميليشيات وفيلق القدس الإيراني ومخابراتها، ودفن آلاف منهم في مقابر جماعية، من قبل القبائل والعشائر العراقية، بعد أن ترك المجرمون جثثهم في العراء.

إذا كان الدم العراقي غالياً عند إعلام عبيد حقبة الاحتلال، فلماذا لا يحاكمون هادي العامري وعبد العزيز وعمار الحكيم ومحمد باقر الحكيم وتقي مدرسي وهادي مدرسي وكريم ماهود وموفق الربيعي، مثلاً الذين قتلوا شعبنا ودمروا مدنه عام ١٩٩١؟

٣- هل إن من يستضيفون شحاذي ومتسولي التقاعد، والباحثين عن فرص إثارة الانتباه لشخوصهم، ممن عايشوا تلك الأحداث المؤلمة، لكي تنفتح أمامهم فرص الدخول إلى برك ومستنقعات الخضراء، يفعلون ما يفعلونه حباً بالبعث ( الذي يدعون إن الشهيد صدام حسين قد استولى عليه عام ١٩٧٩ بعد استئصال ذاك السرطان ) أم حباً بالمتآمرين الذين كانت إيران ونظام الأسد قد ركنوا إلى قدراتهم ونفوذهم ومواقعهم، التي منحت لهم بثقة الحزب ورفاقه الأبرار لإنجاح المؤامرة والسيطرة على العراق، بعد ذبح قيادة الحزب وثورة تموز المجيدة؟

إن إعادة اجترار هذا الحدث المؤلم، الذي يتحمل نظام الأسد ومن وراءه مسؤوليته كاملة، مع من سقطوا في الفخاخ، وأغرتهم المغريات ليخونوا شعبهم ووطنهم وثورتهم وحزبهم، ما هو إلا تعبير عن إفلاس المجترين وتيقنهم من أن كل الادعاءات والكذب والبهتان والتزوير، الذي سوقته أميركا وحلفاءها من العرب والعجم، قد انتهى مفعوله، وصار مجرد طرفة يسخر منها العراقيون، وظلوا يلوكون أحداث مؤامرة قذرة لم يتأذَّ منها أحد قدر ما تأذى وتألم البعث وقيادته والعراق وشعبه.

ونحن نؤكد هنا أننا نقدس حياة الإنسان، ولا نؤمن بالدموية طريقاً لأي هدف إلا إذا كان الإنسان ودماءه قد ركبت مراكب الإجرام والخيانة، فالوطن والثورة والحزب أغلى من كل غال، وهذا الموقف والقرار والقانون ليس حكراً على البعث وقيادته بل موجود ومارسته كل دول العالم، التي تطارد الخائن وتقتله داخل وخارج أراضيها.





الخميس ٢٦ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة