شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن الامر يحتاج الى اعتراف الرئيس الايراني السابق خاتمي حول الدور الذي لعبته ايران في توفير التسهيلات للقوات البريطانية والاسترالية لدخول تلك القوات جنوب العراق من ايران لخنق القوات العراقية التي كانت تتصدى للقوات الغازية القادمة من الكويت وحالت دون تقدمها بعد المواجهات في ام القصر. ان التسهيلات الايرانية قدمت بعدما زار رئيس وزراء بريطانيا انذاك طوني بلير سراً طهران وطلب منها المساعدة لمحاصرة القوات العراقية من الخلف وحصل ماطلبه. اذبعد يوم واحد من اتفاق ليل طهران كانت القوات البريطانية والاسترالية تعبر الحدود الايرانية الى الداخل العراقي لتضرب القوات العراقية من الخلف في وقت كانت فيه القيادة العراقية تعتقد ان ايران ستقف على الحياد وثبت ان اعتقادها لم يكن في محله.

كما ان الامر لايحتاج الى اعتراف الرئيس الايراني السابق هاشمي رافسنجاني والذي شغل ايضاً موقع رئيس مجلس تشخيص النظام بأنه لولا مساعدة ايران لما استطاعت اميركا احتلال افغانستان والعراق.

واخيراً وليس اخراً فإن الامرلايحتاج الى تأكيد اضافي كون الرئيس الاميركي الحالي ترامب اعلن صراحة بأنه لايريد حرباً مع ايران ولايريد تغيير النظام بل كل مايريده هو ان لاتكون ايران دولة نووية وبامكان ايران ان تكون دولة عظيمة. وانه مستعد لنسج افضل العلاقات مع النظام الحالي اذا ماغير النظام سلوكه. هذه المواقف صدرت من اعلى المراجع الايرانية والاميركية، ومروراً بالمواقف من المستويات الادنى فإن الامور لاتندفع باتجاه التصادم وانما باتجاه التفاهم ، وجل ماتريده الادارة الاميركية هو تفعيل العقوبات الاقتصادية على النظام لا اسقاطه وانما لجذبه الى التفاوض على قاعدة شروط جديدة لتفعيل ملحق الاتفاق النووي والذي لم توقعه طهران يوم كان اوباما بحاجة الى الاتفاق لتوظيفه في معركة الانتخابات الرئاسية.

اذاً ،لنضع الكلام عن الحرب بين اميركا وايران جانباً لانها لن تقع ،لإن الطرفين وان بديا متخاصمين ويرفعان من سقف خطابهما الاعلامي والسياسي الا انهما يعرفان حدود ماهو مطلوب من كل منهما. . فإيران تعرف ان ميزان القوى ليس في مصلحتها ،واميركا لاترى في النظام الايراني عائقاً امام تنفيذ استراتيجيتها وهو الذي لعب دوراً ميدانياً في توفير الارضية السياسية لتنفيذ هذه الاستراتجية بدءاً من العراق حيث كان التنسيق والتفاهم قائماً منذ غزو العراق .كما ان التغول الايراني المباشر وعبر الاذرع الامنية والتشكيلات الميليشياوية المرتبطة بمركز التحكم والتوجيه الايراني في العمق القومي العربي لم يكن ليحصل لولا تسهيلات لوجستية وغض نظر اميركي لتفجير مكونات مجتمعية عربية وبما ادى الى اضعاف عناصر المناعة الداخلية في العديد من الدول العربية. ان هذا الذي حصل على مدى السنوات السابقة وادى الى تخريب العديد من الساحات العربية وبدور ايراني لم يخفه حكام طهران انفسهم عندما اعلنوا تبجحاً انهم باتوا يسيطرون على اربعة عواصم عربية ، هذا الذي حصل تعمل اميركا لتوظيف نتائجه لتمرير اخطر فصول استراتيجيتها تحت عنوان صفقة القرن.

هذه الصفقة التي هي العنوان السياسي لتصفية القضية الفلسطينية ماكان لها ان تطرح لولا اسقاط العراق وتدمير سوريا وتشظي الوضع السياسي الفلسطيني والانقضاض على مخرجات الحل السياسي في اليمن وعمليات التخريب في اقطار الخليج العربي. وهذا الذي حصل وتسعى اميركا لتوظيفه لمصلحة مشروعها، كان النظام الايراني شريكاً مباشراً فيه ، وهذا ماجعل دوره يكبر وينتفخ وبشكل فاق حدود الاحتواء الاميركي له مما استدعى اعادته الى بيت الطاعة الاميركية وعبر همروجة قرع طبول الحرب.

ان الحرب لن تقع لان الاولوية الاميركية هي لتمرير صفقة القرن ، وان تكبير اميركا للخطر الايراني هو لاجل ابتزاز دول الخليج العربي ودفعهم نحو التبيطع والتمويل المالي لصفقة القرن وهي قطعت شوطاً متقدماً على هذا التصعيد. وان تأتي الدعوة لعقد مايسمى ورشة السلام من اجل الازدهار في المنامة عاصمة البحرين فلكي يمرر هذا المؤتمر التطبيعي - التمويلي تحت مظلة الصخب السياسي والاعلامي لحرب بين اميركا وايران. لذلك ليخرج من يغرق بالتحليلات حول صخب الحرب وليسلط الضوء على مؤتمر صفقة القرن. ان اميركا وان بدت انها تصوب باتجاه ايران الا انها ترمي باتجاه فلسطين كما رمت باتجاه العراق. ان اميركا لن تحارب ايران ولن تسقط نظامها لأنه احد المتكاءات الاقليمية لاستراتيجيتها الرامية لاقامة منظومة اقليمية تكون( اسرائيل)

وايران وتركيا الركائز الاساسية له وعلى حساب الموقع العربي . وهذا مايجب ان يدركه الجميع والعرب اولهم .اما الذين يضيعون في تحديد بوصلة الموقف ،فالموقف الواجب اتخاذه لايحتمل تلاويناً ولاتدوير زوايا .انه بصريح العبارة :لا لاميركا ، لا لايران، لالمؤتمر المنامة وصفقة القرن.

نعم للعروبة ، نعم لمقاومة التطبيع ،نعم لوحدة وطنية فلسطينية، نعم لدعم المقاومة في فلسطين والعراق ،نعم للديمقراطية .





الثلاثاء ٢٤ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة