شبكة ذي قار
عـاجـل










أشار الرفيق القائد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، القائد الأعلى للجهاد والتحرير عزة إبراهيم، في عدد من رسائله الموجهة لقيادات وكوادر الحزب إلى الأهداف البعثية العظيمة، التي يستهدفها الإعلام المعادي وحملات استهداف تاريخ الحزب ومسيرته النضالية الظافرة وإنجازاته التاريخية، ومن بين تلك الأهداف الواقعة تحت إطلاق النار المعادي، ثورات الحزب التاريخية المجيدة، التي قوض بها أنظمة رجعية عاجزة وأخرى دكتاتورية ظالمة غارقة في الفردية والنرجسية المعزولة عن الشعب وعن القدرات الحقيقية للبناء والتطور.

يبشع الإعلام والقوى السياسية المعادية للبعث وللأمة العربية ومشروعها الانبعاثي القومي التحرري، ثورات الحزب حين يتعمد وصفها جوراً وظلماً وبهتاناً على أنها انقلابات، ذلك لأن الانقلاب عمل قاصر لا يمت للثورة بشيء، وبهذا فإن هذا الوصف يُسقط عن الثورة قيمها ومثلها ويقزمها ويحد من قيمتها وينزل من مكانتها ومرتبتها طبقاً لغايات الإعلام المعادي.

الجميع يعرف الفرق بين الانقلاب الذي تنفذه مجموعة من الأشخاص، عسكريين أو مدنيين أو كلتا الشريحتين، وتكون أهدافه بعيدة عن المشروع الوطني المتكامل للتغيير بل إنها أهداف أفراد، وبالكثير هي أهداف عائلية، في حين أن الثورة التي يفجرها مدنيون وعسكريون أيضاً، غير أن وراءها حزب وطني قومي أو تحالف قوى سياسية وطنية، وعندها أهداف ومشروع للتغيير الجذري يتضمن مثلاً:

- خطط لبناء الإنسان.
- مشاريع للتنمية البشرية والاقتصادية.
- ثوره تعليمية وتربوية وعلمية.
- ثوره صحية.
- مشاريع للعلاقات الاقليمية والدولية.
- خطط واضحة لبناء القوات المسلحة.
- خطط تفصيلية لتحقيق الأمن والاستقرار.
- مشاريع طموحة لتغيير القوانين والأنظمة بما يتوافق ويتماهى وعمليات التغيير الثوري.
- خطط واضحة لتطهير البلاد من أوكار التجسس والخيانة والتبعية للأجنبي.

هذه كانت حزمة التغيير الثوري لثورة البعث، المعروفة باسم عروس الثورات ١٩٦٣ والتي تم وأدها بعد شهور قليلة من تفجيرها الشجاع، وتلكم هي حزمة البرامج الثورية التي وضعت في حقائب ودفاتر ثوار تموز البعثيين البواسل عام ١٩٦٨ واستطاعوا بجهاد ونضال بطولي لا نظير له من تحقيقها إلى مديات متقدمة جداً وبدرجات إنجاز عالية.

كيف لثورات البعث أن توصف بأنها انقلابات، وهي التي حققت للعراق وللأمة بل وحتى للبشرية، أعظم ما يمكن أن يوصف لإنتاج الثورات الخالدة في تاريخ الشعوب؟

هل يكفي العداء السياسي للبعث الذي وصل إلى حد تجييش الجيوش وشن حروب كونية لإسقاط ثورة البعث، أن توصف ثوراته بأنها انقلابات؟

إن الحقيقة الناصعة التي يتآمر لطمسها أعداء العراق والأمة العربية، هي إن البعث حزب رسالة للأمة، وليس حزب شخص أو فئة أو عائلة، ولذلك فإن كل ما يقدم عليه من سبل وطرائق النضال لا يمكن أن يوصف إلا في جوهره الثوري وحقيقته الناصعة المعبرة عن ريادة البعث للمشروع الثوري القومي التحرري الوحدوي المؤمن إيماناً راسخاً بتحرير فلسطين.

إن ما أنجزته ثورة البعث في العراق عام ١٩٦٨ وطيلة سنوات سلطتها لهو البرهان الساطع الذي يغشي أبصار من تسول لهم أنفسهم الفاجرة وعداءهم البغيض على وصفها بالانقلاب، بل هي ثورة، وثورة من طراز خاص جداً، لأنها حققت للعراق ما لم يتحقق في كل تاريخه وحولته باقتدار إلى دولة متقدمة وتمكنت من حمايته وتحقيق وحدته الوطنية وأمنه واستقراره وهيبته الاقليمية والدولية.

البعث حزب الثورة العربية العظمى، ولا يمكن أن يلجأ إلى الانقلابات التي هي عمل فردي أو عائلي أو فئوي ضيق، وأهدافها بعيدة بُعْد الأرض عن السماء عن أهداف الثورات، التي تغير وتبني وتنتج بيئة مختلفة للوطن وللأمة، البعث حزب جماهيري ولا يمكن أن يوصف فعله الجسور المنطلق من أهدافه وعقيدته القومية إلا فعلاً ثورياً عميقاً واسعاً.

وستفنى هذه الأسطوانة المشروخة كما مات غيرها من الادعاءات الكاذبة والمزورة، وسيبقى البعث أمل الأمة، وقارب نجاتها، وطريق تحقيق أهدافها.





الثلاثاء ٢٤ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة