شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ " خامنئي " :  لن نساوم على عمقنا الأستراتيجي.!!

۞  لا مساومة على قدراتنا الصاروخية .

۞ لن تقع الحرب مع أمريكا .

۞ خامنئي سيتجرع السم الزعاف كما تجرعه من قبل خميني .

في الجملة .. نرى أن إيران وهي تعلن على لسان مرشدها " علي خامنئي " باتت تتخبط في ردود أفعالها وتصرفات قادتها من السياسيين والحرس. وفي ضوء ذلك يمكن تفسير ما تقدم على النحو الآتي :

أولاً- العمق الأستراتيجي .. ما الذي يعنيه خامنئي بالعمق الأستراتيجي الذي لا يساوم عليه ؟

المعروف على مستوى علم الجيو-بولتكس(Geopolitics)، ان العمق الأستراتيجي للدولة يقع في داخل حدود الدولة .. بمعنى، ان الدولة حين تتعرض لفعل عسكري فهي بإمكانها الأنسحاب في عمقها الأستراتيجي داخل أراضيها .. وهذا يسمى ايضًا (العمق في الدفاع) أو إستدراجًا للقوات المعادية لأغراض ترتيبات الرد .. كما حصل حين دخلت جيوش نابليون بونابيرت الأراضي الروسية حتى بلغت لينينغراد، عندها حل الشتاء القارس وإنهالت الثلوج وغاصت الجيوش الفرنسية بين أكداس من الجليد. الدولة الأيرانية لديها عمقها الأستراتيجي (داخل أراضيها) يكفيها، فهل كان خامنئي يقصد هذا العمق؟ في الوقت الذي لا نجد مؤشرًا يؤكد على زحف جيوش أمريكا ولا غيرها لأجتياح الأراضي الأيرانية؟

" خامنئي " لا يعني العمق الجغرافي الداخلي للدولة الأيرانية الذي لا يساوم عليه، إنما يعني مجال الأراضي التي استولت عليها إيران بالتمدد، وهي الأراضي التي تسميها بالمجال (الحيوي) في العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان .. هذه الاراضي يرى خامنئي أنها تمثل (العمق الأستراتيجي) القتالي الذي لا تساوم عليه طهران. وهذا ينطبق مع ما قاله اللواء حسين دهقان في خطابه لمناسبة اكتساح الجيش العراقي الوطني الباسل للقوات الأيرانية في معارك ديزفول، (إن العراق اصبح جزءا من الامبراطورية الفارسية ولن يرجع الى المحيط العربي ولن يعود دولة عربية مرة اخرى، وعلى العرب الذين يعيشون فيه ان يغادروه الى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها، من الموصل وحتى حدود البصرة، هذه اراضينا وعليهم إخلائها ) وأضاف هذا الجرذ الفارسي ( لقد عدنا دولة عظمى كما كنا سابقا وعلى الجميع ان يفهم هذا، نحن اسياد المنطقة فالعراق وافغانستان واليمن وسوريا والبحرين عما قريب كلها تعود الى احضاننا وهو مجالنا الحر الطبيعي).

يتحدث دهقان عن (مجال إيران الحيوي)، كما تحدث (هتلر) عن مجال ألمانيا الحيوي، حين اكتسح بغفلة من التاريخ محيطه من الدول واسقط العواصم الأوربية حتى حافات البحر الأطلسي حيث مدينة لآهاي العاصمة السياسية لهولندا التي احتلها ببضع ساعات.!! فماذا حل بهتلر بعدئذِ، وماذا حل بألمانيا ذاتها ؟

فالخيالات المريضة بأوهام القوة سرعان ما تستيقظ حين تتجرع السم الزعاف كما تجرعه خميني والآن يتجرعه خامنئي، وكأن التاريخ يعيد نفسه على إيقاع (المجال الحيوي) و (عودة الأمبراطورية).!!

إيران تعد العراق فضاءًا تابعًا لها يخلو من الشعب العربي، تراه أرضًا وثروة، وإذا ما وقع عليها عدوان ستجعل منه ساحة للصراع .. ليس لأنها تفتقر إلى العمق الأستراتيجي في الدفاع، إنما تُعِدُه جزءًا متقدمًا من أراضيها، وكذا الحال بالنسبة لليمن والبحرين وسوريا ولبنان وباقي دول الخليج بحسب مقتضيات إستخدامات العمق الأستراتيجي .. ألم تكن هذه التصورات عارية عن الصحة وخالية من الحقائق، وهي تصورات جنونية تنتهي حتمًا بالإنتحار كما انتحر هتلر وتجرع السم الزعاف خميني؟!

ثانيًا- لا مساومة على قدراتنا الصاروخية : إيران ليست حرة في تصنيع صواريخ بمديات بعيدة خلافًا للأتفاقات والمعاهدات الدولية، كما إنها مدانة لأستخدام تلك الصواريخ بالضد من الدول المجاورة وتهديداتها المستمرة على لسان قادتها العسكريين من الحرس الأيراني على وجه التحديد. فإيران تسعى إلى الحرب وتدفع بها وتصر على نهجها المتعارض مع طبيعة العلاقات الدولية، وبالتالي فهي دولة عدوانية تتحدى إرادة المجتمع الدولي.. لذا نراها الآن تدخل مرحلة الأنتحار السياسي والعسكري حين بدأت الحرب في محورين إبتدائيين هما، أولاً- تخريب السفن التجارية النفطية في الخليج بأداة الحوثيين وبقرار من إيران. وثانيًا- استخدام طائرات الـ(درون) المسيرة المسلحة لضرب أهداف نفطية في السعودية، تكفلت بهذا الفعل مليشيات الحوثيين أيضًا .. والمرصود لحد الآن، إن إستخدامها لذراعها في اليمن، هل ستحرك أذرعها في جنوب لبنان والعراق وخلاياها النائمة في الخليج العربي؟ ثم ما الذي تتوقعه إيران من ردود الفعل العسكرية الأمريكية والعربية التي تحمل اقصى درجات الردع والقوة؟ إيران تدعي أنها ليست مسؤولة عن أفعال الحوثيين، وهذه مغالطة فاضحة ومضحكة طالما إنها تزود أذرعها بالسلاح والعتاد والمعدات والصواريخ البلستية بأنواعها، ثم تصدر الأوامر إلى هذه الأذرع كلما دعت الحاجة.. لا يستطيع " حسن نصر الله " أن يستخدم صواريخه المخزونة في الجنوب اللبناني، وهي صواريخ إيرانية، من دون أوامر من (علي خامنئي )، والحوثيون لا يستطيعون إستخدام تلك الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة (الدرون)، من دون أوامر من (علي خامنئي)، وكذا الحال بالنسبة لبعض المليشيات العراقية المرتبطة بإيران استخدام أسلحتها من دون أوامر من (علي خامنئي) .. هذه هي حقيقة أحد أوجه الأستراتيجية الأيرانية في العراق والمنطقة . فكيف يمكن التعامل معها وتفريغها وإفشالها وهي تستقوي بالرأس الأرهابي القابع في قم وطهران ؟!

ثالثًا- قال خامنئي (لن تقع الحرب مع أمريكا) .. والمعنى في هذا إن تصفية الحسابات بين الفرس والعرب ستتم تحت خيمة الردع الأمريكي، وهو الأمر الذي بدأته إيران بالتخريب والقصف، وهي حالة إعلان حرب، فما الذي ستفعله أمريكا وقواتها العسكرية الضاربة؟ فالعدوان لم يصب أي سفينة أو بارجة أو ناقلة أو جندي أمريكي.!!

رابعًا- يقول خامنئي ( إذا تفاوضت إيران مع أمريكا ستتجرع السم الزعاف).. وهذا شعور بوصول الحالة النفسية الراهنة لدى القيادة الأيرانية إلى حد التأزم والأنكسار وبالتالي الأنتحار السياسي والعسكري بإيصال الحالة إلى حد توجيه الغريزة الفارسية الأرهابية نحو الخارج العربي لأيذائه قبل أو أثناء مسح طهران من على الخارطة.

الأيرانيون في مأزق، ويشعرون بأنهم لا يستطيعون التراجع ولا يستطيعون التقدم في مشروعهم الأمبراطوري العقيم الفاشل، فهم أمام حالة الأنتحار التي يسمونها الـ  (Dilemma)، وتجرع السم القاتل.





الاثنين ١٦ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة