شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ لا وصايا على الشعب ولا سلطة لغير الشعب
۞ السلطة المدنية ضمانة تحقيق تطلعات الشعب وتصفية ركائز الاستبداد والفساد

ياجماهير شعبنا المناضلة،
ياعمال بلدنا البسلاء وياجماهيرها الكادحة :

يجيء عيد العمال، لأول مرة، منذ ثلاثة عقود، متزامناً مع المعركة الظافرة، التي تخوضها جماهير شعبنا، وفي مقدمتها عمال السودان وفقراءه وكادحيه، من أجل التحرر من نير الاستبداد السياسي والاقتصادي والدينى ، بالقضاء على نظام القهر والفساد، والانتصار للبديل السلمي الديموقراطي، الذي يضمن حقوق كل الشعب السوداني، بمختلف تكويناته الاجتماعية والثقافية والحضارية. يتزامن الاحتفال بأول مايو، مع تقدم ملموس حققته حركة الجماهير في هذا الاتجاه، فقد تم اقتلاع المخلوع البشير، وتبقت تصفية نظامه، بكل مرتكزاته، ودولته الموازية، وهي معركة أخرى أشد ضراوة من سابقتها، لازالت تنتظر الجماهير، وهي معركة شرسة، بسبب طبيعة وتركيبة النظام والتعقيدات التي أحدثها انقلاب 11 أبريل، في المشهد السياسي، وهو يستهدف، بدلاً من تحقيق انحياز الجيش لثورة الشعب، قطع الطريق أمام الظفر النهائي للثورة، وحماية النظام والمحافظة عليه بأغطية جديدة، وهو الامر الذي رفضته وترفضه جماهير شعبنا، وهي تتمسك بهدفها المعلن منذ ذلك الحين، وهو تسليم السلطة لحكومة مدنية تعبر عن قوى الثورة. وقد اعتمدت قوى الحرية والتغيير، قائدة الثورة والجماهير، أسلوب التفاوض مع المجلس العسكري، لايجاد مخرج متفاوض عليه من الطريق المسدود الذي انتهت اليه الاوضاع في البلاد نتيجة الانقلاب. وتمسكت قوى الحرية والتغيير بتلازم عملية التفاوض مع استمرار الاعتصام، لحين إنجاز كامل أهداف الثورة. غير إن تعنت المجلس العسكري في المفاوضات بهذا الشأن، ومماطلته في تسليم السلطة للشعب، قاد حالة الاستعداد لدى جماهير الثورة، للاستمرار في النضال وتصعيده من اجل الوصول لكامل اهداف الثورة. وما كان قطار عطبرة الذي حمل عمال وجماهير عطبرة لدعم الاعتصام في الخرطوم، وماتلاه من مواكب من الأقاليم، من دارفور في أقصى الغرب الى حلفا في اقصى الشمال، وغيرها من أقاليم الشرق والوسط، إلا تعبيراً عن مرحلة جديدة من تطور الثورة وارتقائها، بضوء التحدي الذي أصبحت تواجهه من قبل فلول النظام المقبور، وقوى الردة والثورة المضادة، وامتداداتها داخل المجلس العسكري، وبعض القوى الاقليمية ذات المصلحة في استمرار النظام المباد.

ياجماهير شعبنا المناضلة :
لقد اتضح أن قوى انقلاب 11 ابريل، تستهدف حرف الثورة عن هدفها، بإبدال حكم عسكري بآخر، وذلك عبر تشبث المجلس العسكري بالسلطة، والمراوغة في تسليم السلطة للشعب، ومحاولة كسب الزمن، وتكريس نفسه كسلطة بحكم الأمر الواقع بالشروع في ممارسة العديد من المهام بدون أي تفويض او سند من دستور أو قانون، وتلك هي الفوضى بعينها، والتي يجب علينا أن نواجهها ونتصدى لها بنفس عنفوان تصدينا لنظام المقلوع البشير. فإزاء هذا السعي المفضوح على أهداف الثورة، يجب علينا حشد المزيد من القوى ورص الصفوف والضغط على المجلس العسكري، من خلال تصعيد كل أشكال النضال السلمي والتمسك بالاعتصام، وتوسيع نطاقه، للاستجابة لمطالب الشعب كاملة غير منقوصة، كما يعبر عنها ممثلوه في المفاوضات، ومقابلة المراوغة والتلكؤ بالاستعداد للإضراب العام والعصيان المدني، السلاح المجرب للحركة الجماهيرية، حال استمر المجلس العسكري في تجبره وفي مراوغته في تسليم السلطة للشعب، ومحاولة فرض حكم عسكري على البلاد.

إننا، في هذه المناسبة الجليلة، نحي جموع العاملين، والكادحين، الذين كان لهم، عبر تنظيماتهم المتنوعة، دورهم الريادي في تفجير ثورة 13ديسمبر 2018 الظافرة.

لقد كان موكب قطار عطبرة، والذي مثل ذروة من ذرى المقاومة الشعبية وتنوع أشكالها، وإبداعها اللامتناهي والذي فتح المجال لثورة مواكب الولايات والأقاليم، تعبيراً عن عودة عطبرة وجماهيرها وعمالها لموقعهم الطبيعي في صدارة النضال الوطني السلمي الديموقراطي، ووعد بعودة نقابة عمال السكة الحديد، عملاقة النقابات، إلى موقعها الطليعي وسط الحركة العمالية والنقابية، وفي ظروف تشهد تصاعد الجهود وتسارعها في كل المؤسسات من أجل انتزاع النقابات وتحريرها من سيطرة النظام المقبور وأجهزته الأمنية، وإعادتها إلى الحياة، بعد موات، للقيام بدورها في الدفاع عن مصالح العاملين. وترسيخ مؤسسات التحول الديمقراطي.

في عيد العمال، نحيي عمال وعاملات بلدنا، وكافة القوى والشرائح والفئات الكادحة، وقود ثورة ديسمبر الظافرة، وحملة مشاعلها. فلا وصايا على الشعب ولا سلطة لغير الشعب.
المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر وكل شهداء الديموقراطية والعدالة والسلام والوحدة والتقدم
وعاش السودان حراً مستقلاً، موحداً مزدهراً، وطناً للسودانيين جميعا.

الشعب أقوى والردة مستحيلة

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
في أول من مايو ٢٠١٩





السبت ٣٠ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر السودان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة