شبكة ذي قار
عـاجـل










حيت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الثورة الشعبية في السودان وانتفاضة الجماهير في الجزائر اللتين اعادتا الاعتبار للحراك الشعبي العربي ووضعت البلاد على سكة التغيير الوطني الديموقراطي.

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب في مايلي نصه :

بعد اربعة اشهر من انطلاق الانتفاضة الشعبية ،وصمود الجماهير في الميادين ومواجهة قمع السلطة بالتأكيد على سلمية الحراك، تهاوت ركائز النظام الواحدة تلو الاخرى ، ودخلت البلاد مرحلة جديدة من اعادة البناء السياسي الذي حددت اسسه وعناوينه من خلال الوثيقة السياسية التي قدمتها قوى الحرية والتغيير للمجلس العسكري .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي واكبت الحراك الشعبي منذ انطلاقته اذ تحي هذه الثورة الشعبية التي قدمت نموذجاً متميزاً في الاداء النضالي على مستوى الموقف والممارسة ،فإنما ترى فيها صورة مشرقة من صور النضال الجماهيري العربي الذي افتقرته ساحات الوطن العربي لعقود طويلة

ان هذا الحراك الذي حافظ على سلميته وضبط ايقاعه الميداني وفق مقتضيات اجندته السياسية بخطواتها المرحلية وبعدها الاستراتيجي وتماسك قواه الاساسية حول اسس التغيير ،كان عاملاً حاسماً في ابقاء نبض الشارع على زخمه والذي ادى الى خلخلة بنية النظام الذي حاول الالتفاف على الحراك ومطالبه المشروعة باجراءات شكلية ومناقلات في المواقع السلطوية وخاصة الامنية والعسكرية منها ،بهدف اعادة انتاج النظام لنفسه والتي لم يكتب النجاح لها امام استمرار الضغط الجماهيري في الشارع الذي لم تنطل عليه الاعيب النظام.

ان ماشهدته ساحة السودان مؤخراً باخراج البشير مع مجموعة من اركان النظام من مواقع المسؤولية في السلطة مع كل الاجراءات التي اتخذت بحقهم من الاعتقال الى التحفظ والاحالة الى التقاعد ،فإنها وان كانت تندرج في الاطار الايجابي لوضع البلاد على سكة التغيير ،الا ان هذا الامر ليست نهاية المطاف بل نقطة الانطلاق لاعادة البناء السياسي وبما يلبي الحاجة الوطنية للاصلاح والتغيير وفق رؤية قوى الحرية والتغيير التي اكدت على ولوج مرحلة التغيير ليس عبر اعادة انتاج سلطة لنفسها تدار بواسطة منظومة عسكرية وامنية ، بل عبر ادارة سياسية مدنية تتولى تمرير المرحلة الانتقالية التي تؤمن الاسس الدستورية والمخرجات السياسية لنظام جديد تحكمه قواعد التعددية و الفصل بين السلطات وتداول السلطة وديموقراطية الحياة السياسية وحماية الحريات العامة واعادة هيكلة الوضع الاقتصادي وفق مقتضيات حاجات السوق الوطنيةومصالح الجماهير وتوفير شبكة امان اقتصادي واجتماعي ومعيشي للشرائح العظمى من الشعب.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تكبر بجماهير السودان صبرها وصمودها وتضحياتها ،تتمنى لشعب السودان التوفيق في مايسعى اليه من تغيير وطني ،ترى انه بالقدر الذي تبقى فيه قوى الحراك على مختلف طيفها السياسية والاجتماعي موحدة في موقفها وفي تقديم نفسها فريقاً واحداً في الاتفاق على مخرجات للحل السياسي ،بالقدر الذي تستطيع فيه ان تثبت وجودها كرقم سياسي صعب لايمكن لاحد ان يتجاوزه في انتاج حل سياسي للازمة .

ان القيادة القومية للحزب التي تؤكد على اهمية موقع السودان في البنية القومية العربية باعتباره احدى بوابات الوطن العربي الى العمق الافريقي واحدى دول النيل ذي الاهمية القصوى بالنسبة للامن المائي العربي ترى ان استعادة السودان لدوره العربي الفاعل في خدمة قضايا الامة يتطلب ان يكون الحل السياسي لازمته السياسية ،حلاً تصان في ظله المقومات الوطنية الاساسية وخاصة وحدة الارض والشعب والمؤسسات ، وهذا ماتطرحه قوى الحرية والتغيير والتي تنفتح على حوار ايجابي مع مؤسسة الجيش مع امل بان يمارس الجيش دوره في حماية الامن الوطني وحماية السلم الاهلي فيما تتولى ادارة الشأن السياسي قوى منبثقة من ارادة شعبية اثبتت مصداقيتها الوطنية وشرعية تمثيلها للشارع المنتفض.

ان القيادة القومية للحزب التي تحترم الخيارات السياسية لقوى الحرية والتغيير تعتبر ان شعب السودان يستحق كل دعم واسناد من اشقائه لتجاوز ازمته السياسية والاقتصادية وهذا الدعم يجب ان يكون في خدمة مشروع التغيير وليس لاجل تجميل النظام لنفسه عبر اجراءات شكلية .

وفي السياق نفسه،فإن القيادة القومية للحزب والتي يبقى رهانها دائماُ على الجماهير،لإنجاز التحرير والتغيير وانهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي،تحي انتفاضة شعب الجزائر التي نزلت جماهيره إلى الميادين مطالبة بالتغيير وتداول السلطة وتمكين الشعب من إدارة شؤونه الوطنية سياسياُ واقتصادياً واجتماعياً عبر انتاج نظام سياسي جديد تحكم أداءه قواعد التعددية والديمقراطية وانهاء التأبيد والتوريث وكل أشكال الفساد السياسي والاداري والاقتصادي والحفاظ على انجازات الثورة التي تحققت بالتضحيات ويتلاحم الشعب مع قواته المسلحة التي كانت وستبقى ضمانة وطنية معقود عليها الأمل في حماية الأمن الوطني للجزائر والانخراط في معارك الأمة العربية التي تخوضها ضد كل من يهدد الأمن القومي العربي .

إن انتفاضة جماهير الجزائر كما السودان التي أعادت الروح لنبض الشارع العربي هي علامة مضيئة في تاريخ هذا الأمة وعليه سيتم التأسيس لتكامل فعاليات النضال العربي خدمة لأهداف الأمة في التقدم والتحرر والوحدة والديمقراطية .

تحية لجماهير السودان والجزائر وقواهما الوطنية الحيّة وفي طليعتهم البعثيون الذين كما عهد الحزب بهم كانوا وسيبقون طليعة قوى المناضلة لأجل التغيير واقامة النظام الوطني الديمقراطي
وتحية لأفراد القوات المسلحة الذين عانقوا الجماهير في الميادين وأثبتوا من خلالها بأن الجيش بقاعدته العريضة هو دائماً في صف الشعب

تحية لشهداء لثورة السودان والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين ولإطلاق سراحهم من ضمن معطى الانفراج الذي أعقب اسقاط رأس النظام وزبانيته

الناطق الرسمي بإسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د. أحمد الشوتري
في ٢٤ / نيســان / ٢٠١٩





الاربعاء ١٩ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة