شبكة ذي قار
عـاجـل










في ضوء ما تعرض له حزب البعث العربي الاشتراكي، قبل غزو العراق واحتلاله وهو يقود سلطة وطنية قومية منتجه متفاعلة مع شعبها، وبعد الغزو الإجرامي حيث ثبت للقاصي وللداني أن هدف الغزو الأول والأهم الذي وضعته دول الغزو والمتعاقدون معها من خونة العراق هو اجتثاث البعث فكرا وعقيدة وتنظيما، وأن ما سوى هذا الهدف كان زيفا وباطلا وكذبا وتزويرا وتضليلا وبهتانا مكشوفا مهتوك الستر عاريا لا تغطي عوراته حتى ورقة توت. وكان هدف الاجتثاث طبعا يحتاج إلى غطاء سياسي تخدع به أمريكا وحلفها الشرير نفسها قبل أن تخدع غيرها فجاءت سلسلة من الادعاءات السياسية الباطلة ضد البعث وقيادته سبقت الغزو وتواصلت بعده، وكان الغزو يحتاج أيضا إلى غطاء إعلامي، فكانت الحملة على الحزب وقيادته وتنظيماته وإنجازاته التاريخية عراقيا وعربيا ودوليا، حملة شعواء شرسة قذرة تقف الميكافيلية كرمز لا أخلاقي سيئ الصيت أمام بهتانها كأن الميكافيلية هي رب الفضيلة مقارنة بانعدام أخلاق حملة العداء للبعث فضلا عن انحطاطها وتنوع أدواتها و فضلا عن الكم الأسطوري لمادتها والكم الأسطوري الخرافي لساعات بثها حتى كبرت مع طويل زمنها أجيال من الناس زرعوا نطفا ثم صاروا بشرا وكبروا فوصلوا إلى عمر الشيخوخة.

هذا التوصيف لعدد ساعات البث الاجتثاثي ليس تعقيدا ولا مبالغة بل هو أقل من الحقيقة بكثير نظرا لسعة وكثرة أدوات الاعلام التي وظفت لتسويغ الاجتثاث وتحويل البعث من حزب أمة بقضها وقضيضها، بكل تطلعاتها وآمالها المقررة شرعا بحكم الله وبحكم قوانين ونظم البشرية من يوم بثها الله في الأرض وإلى يومنا هذا ونظرا لتواصل الحملة لزمن طويل كما قلنا جعلها خارج الإحصاء والتخمين والتقدير الكمي الرقمي.

وإزاء هذا العدوان الغاشم الإجرامي وما نتج عنه من سفك دماء ما لا يقل عن ١٨٠ ألف بعثي يتقدمهم أمين عام الحزب ورئيس جمهورية العراق الشهيد المجيد صدام حسين ومعه أعضاء في قيادتي الحزب القومية والقطرية وكوادر الجيش والحزب من مناضلي البعث ورجال فكره وإنجازاته التاريخية في سنوات بناء العراق وإعماره وتطويره وتقدمه الممتدة بين عام ١٩٦٨ وعام ٢٠٠٣ وما رافق حظر الحزب في دستور الاحتلال وإصدار قوانين وتشريعات للاجتثاث والإقصاء والتجويع والتشريد لما لا يقل عن خمسة ملايين عراقي من أعضاء الحزب وكوادره، وبعد ستة عشرة سنة على ممارسة الجريمة البشعة ضد حزب الرسالة، وبعد أن صمد الحزب وقاتل وانتصر على الفناء وعلى جيوش الغزو وعلى جيوش إيران المجيشة أحزابا ومليشيات وقوات أمنية تحميها قدرات أمريكا العسكرية والاقتصادية، وبعد أن تكشفت الكثير من الحقائق وسقطت الكثير من الأقنعة وبدأ التبشيع والشيطنة يتوارى وراء ظهر شعب أكل الحنظل ولم يتذوق طعم قطرة شهد أو عسل بل ولا قطعة حلوى رخيصة مما وعد به وما صور له من ربيع دائم الخضرة وعراق يضاهي ألمانيا واليابان وتبين له أن المقصود بهذا التضاهي إن هو إلا مزابل وأنقاض وصراع إرهابي على ثروات العراق وعلى سلطة لا شرعية لها سوى ما تمنحه حكومتي واشنطن وطهران ليكون شرعية للفساد والقتل والنهب والاغتناء والإثراء على حساب شعب صار هياكل ووقودا وطرفة تتندر بها شعوب الأرض.

إزاء كل ما حل ولا زال يحل بالعراق وشعبه وتتويجا لجهد تنويري وتثقيفي، إعلامي وثقافي، تصدت له ثلة من رجال البعث بدءا من القيادة ونزولا إلى فيلق الإعلام المقاوم بعد الغزو، جاء خطاب نيسان ٢٠١٩ في استهلاله المبارك ليؤكد المؤكد من ثوابت بعث الأمة وحامل رسالتها بلغة جديدة ومتجددة وبمضامين سهلة ممتنعة، شمولية تضاهي في مضامينها كل تراث البعث الفكري العقيدي النضالي، وتضيف له معاني عميقة وتفتح له سبل الانتماء إلى المعاصرة والحداثة واستلهام عبقري، ذكي فطن بخبرة معلم ماهر شجاع مصوب، ليفتح أمام رجال البعث وماجداته في العراق وفي كل أرجاء الوطن العربي وللعرب في بلاد المهجر مشاجب للمؤونة والذخيرة والتجهيز والتزود والإمداد لا ليدافعوا عن حزبهم وعقيدته ومبادئه ويعرفوا كنهه وجوهره وحقيقته المرتبطة والمشتقة من قداسة لغة العرب وقداسة ما حملوه من رسالات السماء وما أنجزوه ماضيا وحاضرا في سفر الحضارة والعطاء الإنساني فحسب، بل ليتفاخروا وتعلو قاماتهم بكل الشرف والرفعة.

هل يحتاج البعث بعد اثنين وسبعين عاما من ولادته الميمونة إلى تأكيد منطلقاته وسماته ومبادئه؟

الجواب، نعم يحتاج وبالذات على لسان قائده وأمينه العام، الرجل الذي عاش مخاض تجربة الحزب في العراق لأكثر من خمسين عاما بحلوها ومرها وفي مراكز متقدمة من هيئات وكتائب وجحافل التخطيط والإنجاز كما هو حال الرفيق الأمين العام المؤمن عزة إبراهيم.

فالتأكيد هنا ليس مقالة ولا منشورا سياسيا أو ثقافيا ولا شريحة إعلام وإعلان، بل هو محطة تاريخية وانطلاق منهج مشرق يعج بالتجدد وعلامات الخلود من رحم الأصل وعلو تعبير عن الذات يخرج وينبع من رافد الذات ونبعها الأول.
والتأكيد هنا مقارعة وسلاح فتاك في حلبات الصراع المحتدم.

والتأكيد هنا طعنة نجلاء لأهداف الغزو ولعمليته السياسية المجرمة ولأحزابه وميليشياته ولدستوره وقوانينه وتطبيقاته التي قامت وتواصلت بحراب الغدر المغمسة بالدم والإرهاب والظلم والتعسف سجنا وتجويعا وتهجيرا ونزوحا.

إقدام الرفيق العزيز الأمين المجاهد عزة إبراهيم على تأطير منطلقات الحزب ومصادر وجوده الروحية والمادية وسماته كانت حفنة تراب عراقي طمرت عيون الخميني وخامنئي ومنهجهم المعادي للعروبة وللإسلام الطالع من رئة العروبة وكبدها وقلبها وإطلاقة رحمة أجهزت على الاجتثاث نظرية وتنفيذا، منطلقا زمانيا ومكانيا، وجهت إلى كل ذات متأمركة متصهينة وخانعة ذليلة للمشروع الفارسي الصفوي. وهي في الوقت ذاته صفحات فكر وضاءة للأجيال التي ولدت وترعرعت على إعلام العداء للبعث وعلى إسطوانات تبشيعه وتكفيره المشروخة التي لم يعد لها من صدى غير فحيح أفعى تحتضر بعون الله، وكان الخطاب أيضا تذكيرا واستنهاضا لمن غرق في وهم الأمر الواقع.

الموسوعية التي تناول بها الرفيق أمين عام الحزب مبادئ البعث والآفاق المشرقة لرسالته وبيان صلتها بالعروبة جذرا وبرسالة الإسلام وبالقومية العربية هوية وصيرورة وكينونة كانت موسوعية تمتاز بالعمق الفلسفي والأبعاد الأخلاقية وميزة الخلود وبما يحتاجه أي كاتب أو باحث لمجلدات لاحتواء تلك الموسوعية مثلما وقفت على ركائز ورافعات عقلية وفكرية بتكثيف واختصار جزيل المعاني وفيه انسيابية لا يمتلكها إلا المنصهرون المتوحدون بقضيتهم.

ونرفق أدناه مقاطع من الاستهلال الفكري الذي وضعه القائد لخطاب نيسان:

( ففي مثل هذا اليوم المبارك وقبل اثنتين وسبعين عاماً انعقد المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا العروبة، في سوريا الحبيبة، في دمشق التي ما زالت جراحها تنزف منذ عقودٍ عديدة لما فعل فيها اعداء العروبة الفرس الصفويون والامبريالية الامريكية والامبريالية الروسية الجديدة والصهيونية العالمية، وكيانها المسخ في فلسطين، لقد وضع هذا المؤتمر المجيد الأسس والأركان التي قام عليها البعث، ووضع المبادئ والاهداف التي ولد من أجل تحقيقها. ).

( لقد قام بنيان البعث على مبادئ الديمقراطية المركزية في ممارسة الاعضاء لحقوقهم بكل حرية وايجابية، وبوعي عالي واحترام للعلاقات الحزبية، وانتخاب قيادات الحزب من مؤتمراته وبالمركزية التي يتحقق فيها خضوع رأي الأقلية لرأي الاغلبية وخضوع القيادات الدنيا للقيادات العليا، وقام بنيان البعث على أسس القيادة الجماعية، والنقد الايجابي الهادف البناء والنقد الذاتي الصادق المخلص لتطهير النفس الامارة بالسوء واعلاء شأنها، ثم على مبادئ النسغ الصاعد من قواعد الحزب وجماهيره الى قياداته العليا، ثم النسغ النازل من قياداته العليا الى قواعده وجماهيره فتكون قواعد الحزب شريكٌ أساسي في صنع قراراته وتوجيهاته ومواقفه وصياغة برامجه النضالية وخططه الاستراتيجية، ووضع البعث حقوقاً لأعضائه متساوية ووضع لهم واجبات كلٌ من موقعه الحزبي في سلم الدرجات الحزبية ومستوى مسؤوليته في الحزب في مسيرته النضالية ووضع صلاحيات متدرجة لقياداته ومؤسساته ومناضليه، ووضع مجموعة القيم والمبادئ والمُثل التربوية والاخلاقية لإعادة صياغة مناضليه، بما يرفعهم الى مستوى تأدية مهامهم التاريخية الرسالية الانسانية، في بناء واعداد الطليعة العربية الثورية لقيادة ثورة الامة الكبرى وكفاحها المجيد، لتحقيق اهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية وتحقيق مجتمعها العربي الديمقراطي الحر الموحد الرسالي الانساني. ).

أما المبادئ والأهداف التي ولد البعث من أجل تحقيقها وترسيخها هي :

( إن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي عربي يعتبر القومية العربية حقٌ مقدس للعرب في كل القوانين والشرائع والمواثيق الأرضية والسماوية بعروبتهم وقوميتهم يتعارفون، وبعروبتهم وبقوميتهم يتحابون ويتوادون ويتواصلون، وتحت راية عروبتهم وقوميتهم يناضلون ويقاتلون اعداءهم اعداء الله واعداء الانسانية لتحقيق أهدافهم. ).

( ومن مبادئ البعث أن اللغة العربية المباركة التي جعلها الله سبحانه لغة اهل الجنة ولغة آدم ابو البشر ولغة رسالته الخالدة الخاتمة القرآن الكريم والدين الاسلامي الحنيف هي حقٌ مقدس باركته وأيدته وحمته كل قوانين وشرائع ومواثيق الارض والسماء وهي من أقدم وأكرم وأعز اللغات وأغناها وأوسعها على الاطلاق. ).

( ومن مبادئ البعث ان الوطن العربي الممتد ما بين جبال طوروس وجبال بشتكويه والخليج العربي والبحر العربي وجبال الحبشة والصحراء الكبرى والمحيط الاطلسي والبحر الابيض المتوسط هو حق مقدس للامة العربية أقرته وباركته كل شرائع وقوانين ومواثيق السماء والارض، والوطن العربي لدى البعث يمثل وحدة سياسية واقتصادية وجغرافية وتاريخية وحضارية لا تتجزأ والوطن العربي عند البعث هو وطن العرب وحدهم ولهم وحدهم حق التصرف بشؤونه وثرواته واعماره وتطويره وحفظ سيادته واستقلاله وحريته، والبعث يؤمن بما أن الامة العربية قد خصها الجليل سبحانه بمزايا وصفات وسمات خاصة ظهرت عبر تاريخها الطويل في بناء حضاراتها تجعلها على الدوام قادرة على الابداع والنهوض والتجدد والانبعاث فجعلها الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس لكي تحمل رسالات السماء الى الارض وتقود مسيرة الاصلاح والتغيير والتجديد، فهي امة ذات رسالة خالدة تهدف الى تجديد الحياة وتطويرها وتطهيرها من فساد المفسدين ولإسعاد البشر على ظهر الارض وتحقيق الاهداف الانسانية المشتركة بين الامم والشعوب، أن مبدأها أي مبدأ الامة العربية الذي تُرتكز عليه في نظرتها للإنسان والانسانية على الارض هو ما جاء في رسالتها الخالدة في قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم) أي أن خيركم هو اكثركم نفعاً وعطاء وخدمة للانسان والانسانية.

فحزب البعث يجسد هذه السمات والميزات والقدرات والقيم، التي منحها الله سبحانه للأمة العربية يجسدها في عقيدته ومبادئه واهدافه ومنظومة اخلاقه فهو يمثل جوهر الامة العربية وروحها، وهو المرآة التي تُرى فيها الامة العربية على حقيقتها.).
(ومن مبادئ البعث التي يتصف بها ويجسدها في مسيرته وعقيدته، انه حزب ثوري انقلابي ، فثورته وانقلابه على واقع الامة المتخلف المهترئ الفاسد المريض لقلبه وقلعه من جذوره وبناء المجتمع الجديد المجتمع المؤمن المجتمع الديمقراطي الانساني الحر الموحد الناهض نحو تحقيق اهداف الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية. ).

( ومن مبادئ البعث أنه شعبي: الشعب غايته الشريفة المقدسة ووسيلته الحاسمة في التغيير والتجديد والتقدم والبناء والتحضر، والشعب عند البعث هو صاحب السلطة المطلقة واليه ترجع الامور كلها في تقرير مصيره وتحقيق مستقبله، والشعب عند البعث هو الحاضنة القوية الامينة الحميمة لعقيدته ومبادئه واهدافه ومسيرته النضالية ولذلك اقترن وجود البعث بوجود الامة خالداً بخلودها وخلود رسالتها، والشعب عند البعث هو العمق الاستراتيجي والاحتياطي السوقي الذي لا ينضب للبعث ومسيرته النضالية الجهادية. ).

( ومن مبادئ البعث أنه حزب اشتراكي يؤمن ان الاشتراكية العربية وطريقها الخاص الملائم لظروف المجتمع العربي وتقاليده واعرافه وحاجاته تمثل الحل الأصوب والأمثل والأسرع لنهضة الامة وتطورها وتقدمها وتحضرها. ).

( ومن مبادئ البعث المقدسة الايمان بالله الواحد الأحد، فالبعثي المناضل المجاهد هو بأشد الحاجة للإيمان بالله الواحد الأحد لكي يرتقي الى مستوى مسؤوليته الجهادية والى دوره الرسالي الانساني في الحياة فينتصر بإذن الله ومدده وعونه، وان ايمان البعث ليس ايماناً تقليدياً أعمى موروث من الاباء والاجداد فحسب وانما هو قائم على الوعي والعلم والمعرفة ومكتسب بالجهاد الاكبر وبالتضحيات الأوسع فهو ثمرة نضالنا وكفاحنا وجهادنا. ).

( ومن مبادئ البعث انه وحدوي، فإنه يؤمن ايمانا مطلقا ان الوحدة العربية هي حقٌ من حقوق الامة المقدسة وهي قدر الامة فيها يُصان شرف الامة ويتحقق عزها ومجدها ورفعتها مثلما هي حق لكل أمم الارض وهي هدف البعث الاول والأسمى والأعز، لقد أكد على وحدتها الجليل جل جلاله فقال ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ).

وقال جل جلاله ( وإن هذه أمتكم أمةٌ واحدة وأنا ربكم فأتقون ) فهي أمة واحدة ذات رسالةٍ خالدة. ).

( ومن مبادئ البعث انه حزب قومي عربي انساني، يؤمن ان الانسانية بأممها وشعوبها هي مجموع بشري وانساني متكامل متضامن في اهدافه وتطلعاته وفي ادائه وعطائه، مشترك بل متوحد في أغلب مفردات قيمه ومبادئه وثقافاته، فالعرب جزء لا يتجزأ من الانسانية يتغذون وينهلون من عطائها أي عطاء الانسانية ويفيضون عليها أي على الانسانية من عطائهم وابداعهم ويغذونها. ).

( والبعث يؤمن ان كل ما فعله الطغاة الظلمة سفاكي الدماء من امبرياليين واستعماريين وصهاينة وصفويون وحكام طغاة لا علاقة له بالانسانية بل هو ضد الانسانية وقيمها ومثلها ومبادئها، يقاتلهم البعث بكل الوسائل المتاحة. ).
( هذه هي عقيدة الامة العربية ومبادئها وهذه هي حقيقة وعقيدة حزبها حزب البعث العربي الاشتراكي ومبادئه ( لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى ) اي الا بما يقدم الانسان للإنسانية من خيرٍ وعطاء واحسان. ).

( تؤمن الامة العربية وحزبها حزب البعث العربي الاشتراكي ان خير الناس اكثر الناس خدمة ونفعاً للإنسانية وحريتها وتقدمها وسعادتها ولو كان من أقصى مغرب الارض او من اقصى مشارقها، لقد تميزت أمتنا على الامم بإنسانيتها وبعطائها للإنسان والانسانية وقد تميز حزبنا على احزاب الامم بإنسانيته. )...

هذه هوية البعث، وهذا هو كيانه الإنساني.. هذا هو تعريفه المعبر عن أسباب ولادته من بين حاجات أمة هي من بين أعرق الأمم إن لم تكن أول التكوين، أمة طمس العدوان الخارجي من جهة وعوامل الوهن والاستلاب الداخلي جوهرها وغيب عطاءها وعرقل الأدوار المؤهلة للعبها في الوجود الإنساني، أمة لم تتعالى بل كان تواضعها أنوار محبة وتسامح وإشراقات ضياء في مدلهمات الأزمنة التي عايشتها البشرية، أمة لم تتوقف عند مبادرتها الأصيلة المثبتة على ألواح الأزمنة بصناعة الحرف الأول والعجلة الأولى والقانون الأول والمحراث الأول والبيت الأول، ولم تلتفت إلى الوراء لتراجع الكيمياء والفضاء والفلك والجغرافية والطب والفلسفة والشعر التي بدأت منها صناعة العالم والتكنولوجيات والتقنيات ووسائل الاتصال والتواصل بل دام عطاؤها إلى اللحظة رغم الأغلال والقيود والسجن الجماعي والازدراء.

ونحن البعثيون بكل يقين قد قرأنا فكر البعث وأدبياته المختلفة التي عمرها بعمر الحزب غير أننا قد قرأناها في خطاب التحدي والبطولة النيساني وكأننا لم نقرأها من قبل وقرأناها وكأننا لم نحفظ الكثير منها عن ظهر قلب، بل وكأننا ما كتبنا عنها البحوث والدراسات والمقالات ورسمنا عنها اللوحات والقصائد، بل كان لها طعم جديد عذب شهي وكان لها وقع الإلهام والغزل المرطب للأرواح والمغذي للحياة والملهم لرجال الرسالة.

( يتبع بإذن الله )





الاربعاء ١٢ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة