شبكة ذي قار
عـاجـل










أكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، على أهمية إعادة الاعتبار للخطاب القومي بأبعاده الوحدوية وتعبيراته الديموقراطية ومضامينه التقدمية جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية في الذكرى (72) لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في ما يلي نصه:

تحل الذكرى الثانية والسبعون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، ولبنان ومعه أمته العربية يمران بمرحلة ترتفع فيها مستويات التحديات ضد تطلعات الجماهير العربية في توقها نحو الوحدة والتحرر من كل أشكال الاحتلال و الاستلاب القومي والاجتماعي.

وإذا كان تحدي الاغتصاب الصهيوني لفلسطين يحتل المرتبة الأعلى في لائحة التحديات، فإن العدوان الأميركي على العراق واحتلاله بتناوب الأدوار مع النظام الإيراني، أحدث انكشافاً في بنية الأمن القومي العربي، ووفر بيئة للقوى الطائفية والمذهبية وقوى التكفير الديني لأن تمعن تخريباً في بنى المجتمعات العربية وبدعم ورعاية من قوى دولية وإقليمية لتقسيم المقسم في الجسم العربي وتمزيق وحدة نسيجه الاجتماعي.

إن هذا الذي تتعرض له الأمة العربية راهناً ليس أمراً جديداً على حياتها السياسية بل بدأت مع تفتح بواكير اليقظة القومية ،وهي إذ تشتد اليوم فلأن روح المقاومة تنتفض في ذاتها وها هي تقاوم الاحتلال في فلسطين والعراق ولبنان وفي كل أرض عربية محتلة، كما تقاوم نظم الاستبداد التي صادرت الحريات العامة والنظم الرجعية العربية التي لا تجد نفسها إلا في ظل واقع التجزئة والارتهان للقوى الدولية والاقليمية.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وفي هذه المناسبة، مناسبة ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، ترى أن المرحلة الراهنة بكل معطياتها وطبيعة التحديات التي تواجه الأمة، والعدوان الشامل الذي تتعرض له من أكثر من جهة وموقع، تتطلب أولاً وضوحاً في الموقف القومي من القوى التي تناصب الأمة العداء من داخلها ومداخلها وثانياً بإعادة الاعتبار للخطاب القومي الذي اطلق عشية التأسيس والذي شكل دليل عمل نضالي في ساحات المواجهة ضد الاحتلال والرجعية وحكم المنظومات الأمنية.

إن الحزب الذي أكد على العلاقة الجدلية بين أهداف الثورة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية، يعيد التأكيد عليها، لأن الوحدة إذا كانت مبرر وجود هذه الأمة وفيها تنصهر إمكانات الأمة وتفّعل في سياق نضالي، فإن الحرية هي إكسير الحياة، وهي ليست شيئاً شكلياً في حياة الأمة، بل هي الأساس التي تمكن الجماهير من إطلاق طاقاتها وتمكينها من الامساك بناصية قرارها .

وعليه إن مناضلي الحزب في لبنان كما على المستوى القومي والذين كانوا وسيبقون يتمسكون بالموقف المبدأي حيال القضايا المصيرية للأمة فإنهم كانوا وسيبقون يناضلون لأجل إسقاط المنظومات الرجعية والمنظومات السلطوية التي تدير الدول الأمنية، وصولاً إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية دولة المواطنة القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، الدولة التي تطبق فيها قواعد الحوكمة والمحاسبة والمساءلة بكل ما يتعلق بإدارة الشأن العام.

إن القيادة القطرية للحزب في لبنان وهي تحي كوكبة المناضلين الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدو الصهيوني والذين كان لهم فضل السبق في إطلاق المقاومة الوطنية على أرض الجنوب والعرقوب، تعيد التأكيد، بأن النضال الجماهيري لإقامة النظام الوطني الديموقراطي كان وسيبقى يتبوأ موقعاً مركزياً في موقفه و فعالياته النضالية.

وعلى هذا الأساس فإن تأكيده على أهمية الوحدة والمقاومة ضد الاحتلال بكل أشكاله، لا يسقط أبداً تأكيده على التزامه بقضايا الحرية والديموقراطية ومواجهة منظومات الفساد السياسي والاقتصادي والذي بات سمة من سمات النظام اللبناني الذي قام على أساس المحاصصة الطائفية، و يعيد إنتاج نفسه دورياً على حساب مصالح الطبقات الشعبية وذوي الدخل المحدود.

إن الحزب وفي هذه المناسبة، حيث تشتد وطأة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتثقل الميزانية بمديونية عالية، يدعو كل القوى المتضررة من تغول القوى السلطوية في فسادها ونهبها للمال العام، إلى أن تبقى في حالة جهوزية تعبوية على مستوى موقفها وحراكها، لأجل محاصرة وإسقاط هذه المنظومة التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار الشامل.

إن مواجهة منظومة الفساد تملي على القوى الوطنية والتقدمية وقوى الحراك المدني تصعيد حراكها لإبقاء ضغطها قائماً ولممارسة الرقابة الشعبية على الحكم والحكومة، والضغط بوسائط التعبيرات الديموقراطية لإعادة تركيب السلطة بعيداً عن المحاصصة الطائفية والسياسية، وهذا لا يتم إلا بتصحيح تمثيل الإرادة الشعبية عبر قانون انتخابي، على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي والدائرة الوطنية الواحدة وهذا ما يفرض سن تشريع انتخابي جديد، لإن القانون النافد أعاد إنتاج الطبقة السياسية ذاتها، ولأنه لا حرية فعلية ولا ديموقراطية سياسية ولا فصل ٌ جديٌ للسلطات إلا بإقامة الدولة المدنية دولة القانون والمساواة.

في هذه الذكرى المجيدة التي ندعو فيها إلى تصعيد المقاومة ضد العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة ونحي صمود الجماهير التي تواجه باللحم الحي قوات الاحتلال، نوجه التحية إلى المقاومة الوطنية العراقية والى الانتفاضة الشعبية ضد منظومات الفساد وإفرازات الاحتلال، كما نوجه التحية إلى الحراك الشعبي في السودان ولدور الحزب الريادي فيه، كما في الجزائر الذي فرض أجندة أهدافه بإصراره على مقاومة التمديد والتأبيد السلطوي.

ونعيد التأكيد على موقف أن لا للتطبيع مع العدو الصهيوني ونعم لتحرير لفلسطين كل فلسطين ولا للاستثمار السياسي بقضيتها، ولا لاعلانات ترامب حيال القدس والجولان، ولا لصفقة القرن ولا لكل الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية.

في هذه المناسبة، التي نجدد العهد فيها لشعبنا في لبنان بأن نبقى أوفياء على العهد النضالي، عهد الشهداء عهد الوفاء لأهداف الثورة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية، عهد أن نبقى نناضل لأجل الحرية والديموقراطية وتداول السلطة، وإسقاط منظومة الفساد.

تحية للقائد المؤسس الرفيق ميشيل عفلق وكل الرفاق الذي أطلقوا وثيقة التأسيس تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وتحية للرفيق الشهيد القائد صدام حسين الأمين العام للحزب وكل الرفاق الذين استشهدوا وهم يقاومون الاحتلال وجلاديه، وتحية إلى الأمين العام للحزب القائد الأعلى للجهاد والتحرير الرفيق عزة إبراهيم وإلى الرفيق المرحوم نائب الأمين العام للحزب الدكتور عبد المجيد الرافعي وتحية إلى الرفاق في السودان وعلى رأسهم الأمين العام المساعد للحزب الرفيق علي الريح السنهوري والحرية لكل الرفاق المعتقلين.

المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والمعتقلين .

القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي
السابع من نيسان ٢٠١٩





الاثنين ٣ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة