شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد زيارة " حسن روحاني " للعراق لجني الأموال وأخذ الديون والاعلان بوقاحة منقطعة النظير أنه حاكم العراق حين اجتمع بما يسمى رؤساء ( العشائر ) والعلم الإيراني خلفه والحثالات يستمعون إليه ، وكلب الكرد الماسوني ( برهم صالح ) ، بحركاته الاستعراضية ، أبدى في مؤتمر صحفي أن ( العراق محظوظ ) بجواره مع إيران بعد كل هذا الذي جرى للعراق ولشعب العراق منذ عام 2003 ولحد الآن .

أطلق الجنرال الفارسي ( محـمد علي جعفري ) قائد الحرس الإيراني تصريحًا ناريًا يعلن فيه أن إيران جندت مائة ألف مقاتل ميليشياوي في سوريا وهي تباشر بتجنيد مائة ألف مقاتل ميليشياوي من الحشد الشعوبي في العراق ، فما الدافع لهذا الصراخ الفارسي المنبعث من طهران بعد زيارة روحاني للعراق ؟ ، وهل بإمكان إيران أن تجند هذا الكم الهائل من المقاتلين لكي يقاتلوا نيابة عنها ولأغراض سياستها ، وتقوم بنشرهم على أراضي دولتين عربيتين تعلنان أنهما مستقلتين وذات سيادة سوريا والعراق ؟ .

دعونا نخوض مثل هذا الإجابات :

۞ إنه من الصعب فصل الساحة السورية ومخاضاتها عن الساحة العراقية وتفككها طائفيًا واجتماعياً وقيمياً ، وهذا الترابط تريده طهران أن يشكل عمقًا للحركة الميلشياوية الطائفية المسلحة ومجالاً مرنًا للحركة العسكرية التي تمتد من حزام الجولان السورية المحتلة عبر شرق الفرات حتى خانقين ، هذه المساحة الشاسعة التي تتشاركها دولتان ( مستقلتان ذات سيادة ) هما سوريا والعراق ، هي حلم تحقق جزء منه في ظل سياسة محاربة الإرهاب ومقاتلة ( داعش ) التي صنعته طهران من أجل تبرير وجودها وحركة ميليشياتها الطائفية في العراق والمنطقة .

۞ انحسر الوجود العسكري الإيراني عن سوريا بفعل الضربات الإسرائيلية والأمريكية للتجمعات الفارسية ومنها القريبة من الجولان ومن الحدود العراقية – السورية – الأردنية ، فضلاً عن تجمعات بالقرب من المدن السورية كدير الزور وحلب ومناطق تخزين الأسلحة ومقرات الحرس الإيراني بالقرب من مطار دمشق الدولي .. وهي فعاليات عسكرية إسرائيلية مستمرة ومعلنة ، حيث حمل " بومبيو " وزير الخارجية الأمريكي رسالة ( إسرائيل ) إلى عملاء إيران تفيد بأن ساحة العراق هي امتداد لفعالياتها العسكرية في سوريا ، ومن جهة أخرى أن أمريكا المحتلة للعراق لا تسمح بوجود سلاح خارج إطار الجيش والقوات المسلحة ، فهل أن بمقدور إيران وزعيق جنرالها " محـمد علي جعفري " أن يؤسس في سوريا مجاميع تعدادها مائة ألف مقاتل ميليشياوي طائفي ، ويجند في العراق من الحشد الشعوبي الذي يأكله التشرذم والتفكك مائة ألف ميليشياوي مسلح للدفاع عن إيران المسكونة بالعدوان وإشاعة الإرهاب في المنطقة والعالم ؟ ، فيما شرع الكونغرس الأمريكي قانونًا تم الإعلان عنه أسمته أمريكا ( قانون المس بأمن واستقرار العراق ) ، وهو قانون ينطوي على ما يبدو على قواعد التعامل التي يتم فيها ظهور ما يهدد أمن واستقرار العراق وفي مقدمة ذلك الوجود العسكري الأمريكي والقواعد العسكرية الأمريكية والسفارة الأمريكية والقنصليات الأمريكية في العراق ، وكيفية التعامل مع حالات خرق الأمن وخلق عدم الاستقرار .

۞ الحديث عن تبادل الملفات بين الحرس الإيراني الممسك بحروب الخارج والانتشار الطائفي وبين الخارجية الإيرانية ، بعد سيناريو استقالة ظريف والتراجع عنها ، هو حديث لا يخرج عن استراتيجية ( الصقور والحمائم ) التي فات عليها الزمن بعد افتضاح مساراتها الإيهامية وبتجارب عملية باعتبارها لعبة من اللعب الخبيثة التي استخدمها نظام طهران المتهاوي ، يراد منه الظهور بمظهر سياسي خارجي جديد يخفف الضغوط الهائلة التي يعاني منها نظام طهران ، وعلى أساس القبول بالأمر الواقع والانحناء ريثما تمر العاصفة من جهة والابقاء على النفوذ الإيراني ( غير المسلح ) عن طريق ( لبننة ) العراق !! .

۞ العراق ليس لبنان ، لا في الجغرافيا ولا في الجغرافية - السياسية ولا في العمق الحضاري ولا في واقع المكونات ، فلن يدخل العراق شكل الـ( لبننة ) التي تريدها طهران إنقاذاً لنفوذها ووجودها في العراق أبدًا ، ما يصر عليه شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية الوطنية هو دولة مستقلة ذات سيادة بعيدة عن أي نفوذ أجنبي ، والحديث عن لبننة العراق بهذا الشكل المزري على أساس ( تنازل ) طهران عن أهدافها بتبادل الملفات ، ( الحرس يقدم ملف العراق إلى الخارجية ، والخارجية تمارس دورها في لبننة العراق ) ، والمشهد الفاضح يشير إلى أن إيران تتشبث بقشة هي ساحة العراق المفككة والمدمرة والمنهوبة لإنقاذ نفسها من الانهيار .

۞ صراخ الجنرال " محـمد علي جعفري " هو في حقيقته نباح كلب يأكله الجرب يهدف إلى رفع معنويات الداخل المتوتر في إيران والعراق وجنوب لبنان واليمن وباقي تشكيلات قاسم سليماني التي باتت تتسائل إلى أين وإلى متى وكيف الخلاص أمام الطوفان القادم لا محالة ! .





الاربعاء ١٤ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة