شبكة ذي قار
عـاجـل










تتشبث إيران بقشة مهترئة أفرغتها تمامًا من عناصر قوتها طيلة ستة عشر عامًا وهي الساحة العراقية ، وتعتبرها الآن ساحة إنقاذ سياسية واقتصادية ولوجستية عسكرية .

العراق غني بموارد النفط والغاز والمعادن الأخرة ، ترى إيران فيه مرتعًا للعديد من الأهداف والمرامي السياسية والاقتصادية والتسويقية الاستراتيجية العسكرية ، فهي تعتبره الملاذ الأخير لدعم اقتصادها المنهار وامكاناتها المالية المتدهورة ، وحين اشتد الخناق عليها تحركت طهران على عملائها في العراق لترتب معهم بنود اتفاقيات ضامنة لبقاء العراق سوقًا لبضائع إيران ( الزبالة ) وساحة لتدفق الشركات الفارسية لما يسمى إعمار العراق ، ومجالاً لسحب موارد نفط العراق الصعبة وترويج العملات المزورة .. هذه الزيارة التي تحكمها استراتيجية ، اشترك في إعدادها سفير إيران السابق ( حسن دانايي فر ) والجنرال ( قاسم سليماني ) ، حيث أمر ( علي خامنئي ) بالتحرك على العراق وبلورة عدداً من الاتفاقيات في إطار سيناريو ذي سمة استراتيجية حملها ( حسن روحاني ) ومهد لزيارته ( محمد جواد ظريف ) ، خاصة بعد افتضاح مهزلة استقالته والعودة عنها وهي مهزلة تسويقية مضحكة جيرت للعراق وللمنطقة حزمة من الخداع على أساس التعاون على أرضية جديدة وانفتاح جديد ، فما الذي يحمله سيناريو ( روحاني - ظريف - سليماني ) للعراق في هذه المرحلة العصيبة التي تعيشها إيران وكلابها في العراق ؟ :

-  جر العراق ليكون أحد أهم الأطراف في تشكيل ما تسميه طهران سياسيًا ( تشكيل جبهة ضد العقوبات الأمريكية ) ، التي تعاني من نتائجها الوخيمة ، فهي بهذا الأسلوب الخبيث تريد إقحام العراق في حالة تحقق من خلالها مصلحتها وتورط العراق في سياسات وسيناريوات لا تخدم مستقبل العراق ولا العراقيين ، وهو أسلوب إيراني خبيث يستخدم القوى في خارجه من أجل الدفاع عن سياساته التدخلية الإرهابية .. والعراق وشعب العراق لا ناقة لهما ولا جمل في هذه الاستراتيجية .. ولم تفصح هذه الاستراتيجية عن أطراف الجبهة المزعومة ، ربما يكون حزب الله في الجنوب اللبناني والحوثيون في اليمن وروسيا والصين اللتان لن تتورطا في هذا السيناريو لاعتبارات تقدرانها سلفًا كدولتين كُبرَيين .. فهي إذن ، دعوة مخادعة وفاضحة موجهة للطائفيين في العراق .

- تقليل حجم العقوبات على إيران بزيادة وارداتها من العراق إلى أكثر من (30) مليار دولار من حجم ميزانية العراق التي بلغت نحو (100) مليار دولار عام 2019 .. هذه الزيادة تحكمها استراتيجية متكاملة ترتكز على الأتي :

أولاً - كسر عزلة إيران السياسية والاقتصادية والتسويقية العسكرية .

ثانيًا - زيادة التعاون بين طهران وبغداد في المجال ( الاستشاري العسكري ) ، والمقصود هنا تدفق العسكر الإيرانيون من الحرس في صيغة مستشارين عسكريين ( جنرالات ) ، لدعم ميليشيات الحشد الشعوبي ودفع عناصره إلى المحرقة .

ثالثًا - إنعاش سيناريو ( رجوع داعش ) على ساحة العراق لتبرير استمرار فصائل الحشد الشعوبي في ممارسة أعمال الإرهاب والاحتفاظ بأسلحتها وتعزيز مخازن هذه الأسلحة والتمويه عليها .. وهذا الأسلوب المخادع هو أسلوب تبريري لبقاء إيران على أرض العراق قوة مهددة لأمن العراق والمنطقة واستقرارها ، وذلك بافتعال خروقات وتفجيرات هنا وهناك والاعلان عن ما يسمى عودة الدواعش بعد أن أعلنت بغداد القضاء على داعش واحتفلت بقتلهم وإبادتهم ، فيما تركت الموصل وغيرها من مدن الأنبار كومة من الركام والحجارة وتحتهما الآلاف من الأبرياء !! .

رابعًا - سحب المزيد من دولارات النفط العراقي عبر المصارف الأهلية التي تسيطر عليه الأحزاب السياسية الطائفية في العراق بمساعدة عملاء نوري المالكي في البنك المركزي العراقي وفي مقدمتهم المجرم المختلس ( علي العلاق ) .

خامسًا - امتصاص ملايين الدولارات عن طريق ( مازاد البنك المركزي العراقي ) على أساس الاستيراد ، يقابلها تدفق العملات العراقية والدولارات الأمريكية المزورة من المنافذ الحدودية الإيرانية - العراقية ومن خلال الزوار الإيرانيين الذين يتدفقون بالآلاف بدون سمة دخول وبدون تفتيش ، فيما لا يستطيع عراقي واحد دخول إيران دون سمة دخول وضمانات المعيشة والإقامة بأسباب !! .

سادسًا - الاتفاق على تدفق الشركات الإيرانية للاستحواذ على نصيب الأسد من العقود الخاصة بما يسمى ( إعادة إعمار العراق ) .. إذ يحمل مثل هذا المشروع أهدافاً عديدة لا تقتصر على البناء والسيطرة على ثروات العراق فحسب ، إنما تشتمل على التمدد الطائفي بصيغة ( التشيع الفارسي ) وتعزيز مقرات الاستخبارات الفارسية في العراق .

العراق لن يكون طوق نجاة لراعي الإرهاب في المنطقة والعالم ، ومحاولات طهران هي في حقيقتها تشبث بقشة لم تعد قادرة على تلبية مطالب إيران ، لأن إيران لم تعد قادرة على تغطية عوراتها التي باتت مكشوفة ، وإن محاولات الترقيع والخداع لا تقوى على رياح التغيير التي ستجتاح إيران عندها ستتقافز الجرذان الطائفية من السفينة التي يقودها الملالي والعملاء .. إنها مسألة وقت ليس إلا !! .





الثلاثاء ٦ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة