شبكة ذي قار
عـاجـل










الزمن يضعكم أمام خيار وحيد ليس صعبًا ، وهو خيار الوطنية الذي أجمع عليه الشعب العراقي بكل شرائحه المذهبية والقومية على أساس الوطنية ، وإن الوطن للجميع ، وليس لأعداء الوطن من نصيب في هذه الوطنية .. وليس لمن يجاهر أو يعمل سرًا خلاف هذه القاعدة الوطنية التي تنسجم مع مطالب الشعب العراقي من شماله حتى جنوبه ، سيصبح معزولاً ومذمومًا ومدانًا وخائنًا .

خيار الوطنية ينسجم مع تطلعات عوائلكم وعشائركم العربية الأصيلة التي لها مواقف وطنية مشرفة عبر تاريخ العراق الحديث ، فلا تخيبوا ظنها ولا تؤذوها بسلوكيات تخدم الأجنبي الذي له أهداف لا علاقة لها بوطنكم العراق ، فالأجنبي يريد أن يجعل منكم وقودًا لحروبه الطاحنة منذ ستة عشر عامًا دون نتيجة شاخصة سوى طوابير القتلى والمعاقين والمفقودين والمهجرين والأرامل والأيتام والخراب والدمار والنهب والسلب .. هذا ما حصل للعراق ولشعب العراق ، وأنتم من هذا الشعب الذي يعاني من التدخل الإيراني باسم المذهب وباسم آل البيت الكرام وباسم الدين ، والهدف من ذلك هو الوصول إلى أهداف إيرانية ليست هي أهدافكم في بناء الأمن والاستقرار والوصول إلى الرفاهية الاجتماعية .. فالقيادة الإيرانية تسرق أموالكم باسم المذهب وتستخدمكم وقوداً باسم المذهب وتهجر شعبكم باسم المذهب وتمزق عوائلكم ليحل محلها الأفغاني والباكستاني والبلوشي والفارسي وأنتم العرب الأصلاء في هويتكم ومذهبكم .. الفرس مذهبهم لا يتطابق مع مذهبكم لأنه ليس لهم مذهب أصلاً ، إنما لهم قومية فارسية لا غير ، ولكنهم يتخذون من المذهبية غطاءً للسيطرة عليكم وابتزازكم والاستحواذ على ثرواتكم ، من خلال تسليط بعض الزعامات الإيرانية عليكم لقيادتكم نحو الكوارث التي لا نهاية لها منذ عام 2003 ولحد الآن .

الزمن ليس في صالحكم لأن الجدار الذي تتكئ عليه زعاماتكم ، وهم من أصول فارسية وليسوا من أصولكم العربية ، بات على مسافة قصيرة من الانهيار ، فأين سيكون مصيرهم أمام الشعب العراقي وأمام عشائركم وحتى عوائلكم ؟ ، هل سيفرون إلى إيران أم سيبقون أمام مصيرهم المحتوم سحلاً في شوارع محافظات جنوبنا الغالي وغيرها ؟ ، لأن شعبنا العراقي الذي تحمل الويلات جراء سلوك وتصرفات هذه القيادات الفارسية ، سيمارس أسلوب القصاص كما يشهد له التاريخ عام 1958 على سبيل الحصر ، إلا إذا غير قناعاته بمحاكمات شعبية علنية أمام الشعب العراقي وأمام العالم .

فلا تغرنكم خطب ( علي الأديب ) الفارسي ولا غيره من الذين خدموا إيران في كل الظروف وأعلنوا اعتزازهم بخدمة الأجنبي في الفضائيات وأمام الملأ ، لأنهم ليسوا عراقيين وليسوا عربًا ، إنهم فرس يخدمون بلادهم الفارسية في العراق ، فالأساس في وجودكم هو شعبكم وأمتكم وعشائركم وعوائلكم ومستقبل أجيالكم ، فلا تنساقوا وراء شعارات هؤلاء الدخلاء عليكم وعلى شعبكم المظلوم ، إنهم سيفرون ويتركونكم حطبًا لمصلحة أسيادهم الفرس وغيرهم ، لأنهم رتبوا أوضاعهم وحولوا أموالهم التي نهبوها من شعب العراق ولم يتبقى لهم سوى الفرار في اللحظات المناسبة .

لقد طويت صفحة إيران من خارطة السياسة الاقليمية ، وخياراتها هي الصفر فلا تأتمنوا لوعودها وتهديداتها الفارغة ، إنها لا تقوى على شيء فهي تعكس في الاعلام ، إنها عملاق ولكن أرجله من عجين وحقيقتها تخفيها ولكنها مكشوفة تمامًا ومنهارة داخلياً ومعزولة إقليمياً ودوليا ومدانة برعاية الإرهاب الدولي ، والإدانة هذه جريمة عظمى ستجلب قادتها إلى محكمة الجنايات الدولية وإلى محكمة العدل الدولية .. لقد انتهى دور إيران المرحلي وستشهد نظاماً تختاره الشعوب الإيرانية بحرية تامة ولا مكان للملالي في هذا النظام وسيجردون من مواقعهم السياسية والإعلامية والعسكرية وسيلوذون إلى أماكن الوعظ والإرشاد وسيحاكم منهم من أصدر أوامر بإعدام الموقوفين وبارتكاب المجازر الجماعية وهذه حقوق تطالب بها الشعوب الإيرانية .

زمن إيران ونفوذها قد تلاشى في سوريا واختنق في لبنان وتبعثر مدحورا في اليمن وتفكك في العراق بصورة واضحة لا تقبل الشك وسيزول في غضون شهور قليلة ، وما على منتسبي الحشد الشعبي إلا الوعي التام بأهمية الخروج من الخانة الإيرانية الفارسية المذلة والمدمرة والرجوع إلى أحضان الوطنية الشريفة التي لا تقبل الهيمنة والابتزاز من أي جهة طالما كانت وما تزال أحضان الوطن دافئة ومحبة لأي وطني شريف .. هذه الرسالة موجهة لكل عراقي شريف ما يزال يشعر بانتمائه الوطني العراقي لكي يراجع وضعه ويفتش عن طريق العودة إلى الوطن !! .





الاربعاء ٨ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة