شبكة ذي قار
عـاجـل










الفصائل المسلحة في العراق كثيرة، وتبلغ رسميًا (67) فصيلاً مسلحاً ، معظمها يرتبط بالقيادة الإيرانية تنظيمًا وتسليحًا وتوجيهًا ، وليس لها أي علاقة بالتنظيمات العسكرية والأمنية النظامية في العراق أو صلة ، لا ، بل تقف بالضد من أي قرار يصدر من وزير الدفاع ورئاسة الوزراء وأي قيادات أمنية فرعية .. وكيانها منفصل تمامًا عدا ما تكتسبه شكليًا من اعتبارات ( الشرعية ) الحكومية - رواتبهم وتسليحهم وتدريبهم وتجهيزهم بالملابس والشارات والسيارات الحكومية واعتمادهم سياسياً في التمثيل البرلماني .. إلخ -.

توزعت هذه الفصائل المسلحة توزيعًا ( جيو – بولتيكيًا ) في مناطق محددة كل منها يتولى مسؤولية القطاع الذي أوكلته له طهران ، فبعضها وضع في منطقة ذات طابع استراتيجي وهي ( ديالى ) ، والهدف من هذا الموقع الخطير هو مسك الأرض من الحدود الإيرانية حيث تَخَصُرْ منطقة نفط خانة العراقية ، حتى شرق الفرات على الحدود العراقية السورية عبورًا إلى الشمال السوري لتغذية حزب نصر الله الفارسي بالصواريخ الإيرانية والوصول إلى سواحل البحر المتوسط .. والبعض الآخر وضع في منطقة ( النخيب ) المهمة ذات الطابع الاستراتيجي ، طالما تقترب من الحدود السعودية والأردنية ، والهدف من هذا الموقع هو التعرض ، في الوقت المناسب الذي تقرره القيادة الإيراني ، للسعودية والأردن ، وهو موقع خطير تم شحنه بالصواريخ وبالراجمات ذات المديات المؤذية .. فيما وضعت الفصائل الأُخرى حول حزام بغداد وفي داخل العاصمة على شكل مقرات استخباراتية مدمجة بعناصر من إطلاعات الإيرانية .

فمن يقود هذه الفصائل المليشياوية المسلحة التابعة لإيران ؟ ، هل هم قادتها المعلن عنهم رسميًا ، وهم كذلك قادة ميدانيون ؟ ، هناك قادة غير تقليديين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين يتولون صنع القرار في تحرك هذه الفصائل .. فمثلاً :

1- نجد أن (39) فصيلاً مسلحًا يأتمر بقرار ( علي خامنئي ) مباشرة .

2- و (18) فصيلاً مسلحًا يأتمر بقرار ( علي السيستاني ) مباشرة .

3- و(2) فصيلان ميليشياويان مسلحان يأتمران بقرار ( حسن نصر الله ) زعيم حزب الله الإرهابي في الجنوب اللبناني .

4- و(8) فصائل ميليشياوية مسلحة أخرى منتشرة في مناطق متفرقة داخل العراق وخارجه تأتمر بقرارات قادتها الذين لا يخرجون عن خط التبعية الإيرانية بحال .

المنسق العام ( قاسم سليماني ) مع سفير إيران في بغداد ( إريج مسجدي ) و( ممثل علي خامنئي ) تقع على عاتقهم مسؤولية تنفيذ قرارات ( علي خامنئي ) ذات الطابع الاستراتيجي ، فيما يتولى ( علي السيستاني ) مسؤولية إصدار القرارات ذات الطابع الاستراتيجي في العراق بصورة مباشرة .. والعليّان المذكوران يدعيان بأنهما رجلا دين ووعظ وإرشاد ، وكلاهما أجنبيان يتحكمان بمصير العراق والعراقيين !! .

ما المغزى من كل هذا التوظيف في العراق وخارجه ؟ ، في العراق يمكن وضع الأهداف المركزية الإيرانية التعبوية - الاستراتيجية وكالآتي :

- جعل العراق ساحة للحرب على تخوم إيران .

- التأثير على اليد التي تؤلم أمريكا في العراق والمساومة عليها بأوراق أخرى قد تكون بعيدة .. اعتقاداً من صانع القرار الإيراني بأنه بهذه المعادلة البائسة للقوة يمسي قادراً على تحقيق ما يصبو إليه .. إلا أن واقع الحال يشير إلى أن السفينة الإيرانية آيلة للغرق في غضون بضعة أشهر .

- جعل العراق مرتعًا للفوضى والنهب والسلب وإغراقه بالديون وأجياله وبالكوارث واستنزاف ثرواته الوطنية لأغراض مساندة الاقتصاد الإيراني المتدهور وكسر باب الحصار الاقتصادي والنفطي وتهريب العملة الصعبة بكل الوسائل وخاصة المليارات التي هربها ( نوري المالكي ) منذ توليه رئاسة الوزراء وحتى الآن ( 19 مليار دولار ارسلها المالكي إلى حسن نصر الله في الجنوب اللبناني لتمول العمليات الإرهابية في الخارج التي يديرها قاسم سليماني ) و( 112 مليار دولار حولها المالكي وبكتاب رسمي سري وشخصي ويتابع شخصياً ، حول هذا المبلغ من خلال أحد المصارف الإيرانية في البصرة وذلك عام 2014 دعماً للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، على حساب شعب العراق ) و( مليارات الدولارات الجاري تحويلها إلى إيران من خلال ( مازاد ) البنك المركزي العراقي للعملة الصعبة ، حيث يتولى قادة الميليشيات ورؤساء الكتل البرلمانية وأحزاب العملية السياسية العميلة تهريبها إلى إيران على مدار الحاجة والأوامر التي تصدر من خامنئي لنوري المالكي ولعمار الحكيم وغيرهما ) .

أمريكا تريد أن تلملم حالها ، في قص أجنحة طهران وتقليم أظافرها وليس قطع رقبتها .. ومسعاها الراهن يتمثل في حشد ما يمكن حشده من نفايات للحكم توازن فيه نفايات اخرى قائمة ، لكي تتسيد على ما تسميه بالتوازن في إدارة حكم الدولة المحتلة وهي العراق ، وليس لسواد عيون العراق والعراقيين ولا لمستقبلهم المظلم .. أمريكا دولة إمبريالية محتلة وإيران دولة استعمارية محتلة ، وكلتاهما تسعيان إلى إفقار العراق وتدميره ونهب خيراته .. والأمر كله أمام الشعب العراقي ، فهل يتقبل مصيره الأسود الغارق في البؤس والموت البطيء والديون التي لا قدرة على تسديدها ما دام الحكام لا يكترثون لأنهم لصوص وعملاء .

النهج السياسي الأمريكي مساوم ومراوغ ومخاتل ولا أحد يعتمد عليه ، ولكن المهم هل تطرد أمريكا النفوذ الإيراني من العراق والمنطقة قبل أن توطد مصالحها في العراق وفي خارجه ؟! ، وكيف تضمن مصالحها في ظل التنظيمات الموازية ، ومن أكثرها خطورة الميليشيات المسلحة التي تفتك بأمن العراق والمنطقة ؟ ، فأمريكا هي التي زعزعت الأمن في العراق والمنطقة ، وتعمل الآن على خلق التوازن في الداخل والخارج لكي تضمن مصالحها الامبريالية حتى لو اقتضى الأمر التدخل المباشر في العراق والمنطقة .. ولكن أي توازن تسعى إليه أمريكا الامبريالية والفصائل الإيرانية المسلحة تتحكم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتهدد منطقة الشرق الأوسط وحتى أوربا وسواحل فينزويلا باستعراضات القوة الفارغة والمضحكة .. وتظل وحدة قوى الشعب العراقية الوطنية هي الضمانة الأكيدة لتحرير البلاد والعباد من الاحتلال المزدوج وتبعاته المدمرة .





الاثنين ١٥ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة