شبكة ذي قار
عـاجـل










قد لا يحتاج ضبط الجهات التي دأبت وتصر على مواصلة نهج استهداف البعث بموجب أو بدونه ( رغم انتفاء الموجبات ) لمجهود كبير أو عناء بحث، فهي جهات معلومة مكشوفة للجميع، بل حتى هم أنفسهم يعبرون عن ذلك صراحة وبلا حرج.

فكما جرت العادة، هرولت قطعان شراذم العمالة وجيوب الخيانة المنتشرة في بغداد المحتلة وهم جواسيس المنظومة السياسية المتهالكة والساقطة فيما يعرف بالمنطقة الخضراء ومعهم مرتزقتهم وذبابهم الالكتروني والمرتبطون رأسا بمشروع الغزو والمنغمسون في أجندا الاحتلال الإيراني للعراق، إلى شن حملة مسعورة توزعت أهدافها إلى قسمين أولها محاولة التشويش على مؤتمر الكفاءات العراقية في ولاية ميشيغان الأمريكية وثانيها التهجم على البعث والإصرار على رفعه شماعة لتعليق كل مظاهر الفشل الذريع والإفلاس الشامل الذي طبع أداء تلكم الشراذم الفاشلة الخائبة من زمر المنبطحين للأعداء والمعادين للعراق ولشعبه ولعروبته ولوحدته الترابية ولأمته قاطبة.

وإنه ولإدراك مدى أهمية هذا المؤتمر، لا بد من رصد أهم مواقف الطغمة الفاسدة المفسدة المجرمة الجاثمة على صدر شعبنا العربي في العراق بقوة الاحتلال ودونما شرعية ولا مشروعية، ذلك أن تلك المواقف تعبر عن مدى ضيق صدور أولئك الأفاكين ومدى تخبطهم وارتباكهم للحد الذي تثور ثائرتهم كلما اجتمعت نخبة من العراقيين الوطنيين في أي مكان في العالم بصرف النظر عن غايتهم ومخرجات اجتماعهم ذاك، ومن أبرز تلك المواقف :

* صدر تصريح لما يسمى بالاتحاد الديمقراطي العراقي اختاروا له عنوانا ( حول مؤتمر البعثيين في مشيكان ) جاء فيه :

في نهاية العام الماضي وجهت دعوات إلى المنظمات وأبناء جاليتنا من منظمة تسمي نفسها " الجمعية العراقية الأمريكية الوطنية للصداقة " لحضور مؤتمرها الأول من أجل إنقاذ العراق.

كان لدينا تصور بأن البعثيين هم وراء هذا المؤتمر ..

وفي مواصلة لرصدنا لأهم التفاعلات مع المؤتمر من قبل أعداء العراق والعروبة والعملاء المفضوحين، فتكفي الإشارة إلى تصريحات نقلتها وسائل إعلامية كثيرة صادرة عن عدد من المنخرطين في العملية السياسية الجاسوسية في العراق، ومنها :

* مطالبة عضو البرلمان العراقي النائب عبد الأمير الدبي، يوم الأحد، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بـ” التحرك واعتقال مسؤول هارب تبنَّى مؤتمرًا لرجال رئيس النظام السابق صدام حسين ".

وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر ": أدعو رئيس الوزراء، أن يخاطب الشرطة الفيدرالية الدولية لإلقاء القبض على جميع العراقيين الهاربين خارج العراق والصادرة بحقهم مذكرات قبض قضائية.

* انتقاد النائب فائق الشيخ علي، الأحد، اجتماعا عقد بولاية أميركية دعا للانقلاب على العملية السياسية في العراق.

وقال الشيخ علي، في تغردية عبر موقع توتير إن "عراقيين عقدوا مؤتمراً في ولاية ميشغان "، ... " دعوا فيه ( الاجتماع ) إلى انقلاب وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة عبد الواحد شنان آل رباط، وألقى فيه السيناتور جيمس كوتي كلمة".

* تعليق العميل وفيق السامرائي08 -01- 2019، حول الحديث عن إمكانية حدوث انقلاب عسكري على الحكومة العراقية بدعم من امريكا، بالتزامن مع رفع الحواجز الكونكريتية عن شوارع العاصمة.

وقال :
نسمع كثيرا عن تحركات عسكرية أمريكية وقيل وقال عن نيات انقلاب، والحقيقة هي أن كل ما يقال عن انقلاب وحكومة إنقاذ واجتماعات خارجية كلام هراء لا قيمة له والوجود العسكري الأمريكي في العراق محدود جدا وسيتقوقع ويتلاشى بمرور الوقت والزمن".

وختم أن " ترامب هو الأكثر وضوحا من كل رؤساء أمريكا ويبدو أنه لم يتخل عن سياسة الحروب فحسب، بل تخلى حتى عن التلويح باستخدام القوة، ونهج الحكومة العراقية برفع الحواجز من شوارع بغداد صحيح جدا ويستحق الإشادة والاندماج الوطني يتسع ويزداد قوة ولن يهزكم قيل وقال". ( انتهت متابعة ردود الأفعال المنتقاة ).

وبالتمعن جيدا في قراءة هذه التفاعلات، نخلص إلى الهلع الكبير والفزع الهائل الذي خلفه مؤتمر الكفاءات العراقية في ميشيغان، في نفوس خدم مشروع الغزو وعملاء الاحتلال الإيراني الغاشم للعراق.

وما هذا الارتباك والإرباك إلا دليل على نجاح المؤتمر، وعلى ضرورة تبنيه ومساندته ودفع العاملين عليه إلى مزيد من السعي لتضييق الخناق على طغمة القتلة والفاشلين والمنبوذين شعبيا في العراق والأمة العربية وعزلها وفضحها لدى الجهات الدولية رسمية كانت أم شعبية.

كما أنه من اليسير جدا تفهم الحملات المسعورة على البعث تزامنا مع هذا المؤتمر، والتي حدثت بها تلك المواقف التي استعرضناها انفا وغيرها كثير، حيث تظل أكبر تهمة يعتز بها البعث والبعثيون هي تهمة الوطنية، والإخلاص لقضايا الأمة العربية قاطبة وليقظة حزبهم العظيم وإلمامه بكل المتغيرات وفطنته الدائمة وحضوره الفعال ميدانيا وسياسا وجهوزيته العالية باستمرار لفضح كل المشاريع والأعداء وخاصة العدو الفارسي الإيراني.

وإن المضحك حد السخرية في هذه الحملة المغرضة الجديدة على البعث، ذهاب الموتورين والحاقدين والمتخرصين لحد اتهام البعث بتغيير منهاجه وبإلقائه السلاح والتخلي عن المقاومة حلا استراتيجيا لتخليص العرب مما يتعرضون له من استعمار جديد. فلقد نسي هؤلاء وتناسوا عمدا، أن قيادة البعث وفي أعلى هرمها ممثلة بالأمين العام للحزب الرفيق شيخ المجاهدين عزة إبراهيم وكل مناضلي البعث متمسكون بالبندقية تمسكا لا يخطئه ذو بصر وبصيرة، وأن خيار الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية الكبرى خيار استراتيجي ثابت في عقيدة البعث قديما وحاضرا ومستقبلا، إلا أن ذلك لا يلغي قطعا ولا يهمل أبدا ضرورة استثمار البعث لأي نافذة قد تفتح باب الأمل وتعيده إلى العراق وإلى أبناء العروبة على امتداد الوطن العربي الكبير. بل إنه من الغرابة بمكان أن يتكرر اتهام البعث دوما بمثل هذه التهم البائسة فقط كلما تحرك ديبلوماسيا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، والأغرب أن تصدر هذه الاتهامات من فريق واسع أطنب في مؤاخذاته على الحزب أنه لا يعمل على التحرك السياسي والإعلامي ( وطبعا هذه الادعاءات ناتجة عن سوء فهم لطبيعة المرحلة ومقتضيات التعامل معها بصرامة وبدقة متناهية )، ليقع منتقدو البعث أو المتحاملون المغرضون عليه في تناقض قاتل في نظرتهم لأدائه وتقييمه والتفاعل معه.

فالبعث، يدرك على عكس هؤلاء، خطورة المشروع التوسعي الإيراني الفارسي الصفوي العنصري الشعوبي، وهو الوحيد الذي يقاومه على امتداد ساحات الوطن العربي وحتى على المستوى الدولي، على عكس المتملقين لمنظومة الملالي والمتمعشين على فتات خياناتهم لأمتهم وطعنها في ظهرها في أخطر مراحلها على الإطلاق.

والبعث لم ولا ولن يدخر جهدا – كما أكد عليه وتعهد به مرارا الرفيق القائد عزة إبراهيم أمينه العام والقيادة القومية للحزب – من أجل تحرير العراق وكل شبر مغتصب من ترابنا العربي العزيز، كما شدد على أنه لا محاذير في تحركاته في سبيل تحقيق ذلك، بل إنه منفتح للحوار مع جميع الجهات في العالم باستثناء الكيان الصهيوني، على عكس شانئيه وما يرشح يوميا عن فضائح تعاملهم الصريح مع الصهاينة ومع مختلف المحاور المعادية للأمة والمتآمرة والمتحفزة لذبح العرب واجتثاث العروبة أصلا.

وإن مواقف حثالات العملية السياسية المتهالكة في العراق، ومستواهم الهابط والسوقي في التعامل مع المؤتمر ومع البعث خصوصا، واستنادهم وإصرارهم على الأكاذيب والتلفيق والتلبيس إنما يدلل بما لا يدع مجالا للشك على سمو البعث فكرة وقيادة ومناضلين وفعلا نضاليا وجهاديا مقاوما وسياسيا وإعلاميا فوق كل تشكيك، وفوق كل افتراء.

وليس أدل على حجم تلك الأكاذيب مثلا في تفاعل أقزام العملاء مع مؤتمر ميشيغين، من إنكارهم لأهمية المؤتمر والتشكيك في أهمية الشخوص الحاضرين فيه ومستواهم، ومنهم مثلا عمدة ميشيغان الذي أكد في كلمته على بطلان مشروع الغزو الأمريكي للعراق وشدد على أن إسقاط نظامه الوطني كان أكبر خطأ استراتيجي ارتكبته الإدارة الأمريكية، وهو أمر على قدر كبير من الأهمية والخطورة خاصة لما يصدر عن شخصية أمريكية في ولاية أمريكية في اعتراف بالجرم الأمريكي وهو ما يجب استثماره جيدا لتوسيع حلقة المناصرين الأمريكيين للقضايا العربية ومن بينها تحرير العراق ولجم الأطماع الفارسية وإيقاف الجرائم الإرهابية والطائفية لمنظومة ولاية الفقيه.

كما أن الحديث عن تضييق السلطات الأمريكية عن المؤتمر، ومحاصرته من قبل المواطنين كذبة كبرى ومدعاة للشفقة على مطلقيها، حيث أن الصحيح أن المؤتمرين قاموا بطرد منتسبي حزب الدعوة الإرهابي العميل الذين كانوا ينوون الحضور في فعاليات المؤتمر.

عاش حزب البعث صخرة عظيمة تتلاشى على ظهرانيها دسائس الأعداء والعملاء الصغار.
عاش حزب البعث العربي الاشتراكي مدافعا أمينا عن قضايا أمتنا المجيدة العادلة.

وليخسأ الخاسئون.





الثلاثاء ٩ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة