شبكة ذي قار
عـاجـل










صدام حسين شخصية تاريخية متميزة فذة وقائد تاريخي بمواصفات من طراز نادر رفيع، ويتضح ذلك من خلال المواقف العملية التي اتخذها في بناء دولة العراق الحديثة وتصديه بشكل خاص للمؤامرات الامبريالية العالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الاستعمارية الأوروبية وإيران نظام الشاه ونظام الملالي الدجالين، وبعض الأنظمة العربية الرجعية العميلة.

كان صدام حسين رجل دولة بامتياز، وساهم في قيادة ثورة البعث في 30 تموز 1968 دون إراقة دماء ولهذا سميت بالثورة البيضاء وقد وضع بصماته في كل ركن وزاوية من زوايا الدولة العراقية وسلطته الثورية.

ومن أبرز تلك البصمات الرئيسية لقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين هي مهمة تثبيت سلطة الحزب بعد نجاح عملية التغيير الثوري التي جرت في 17- 30 تموز عام 1968، من خلال إشرافه شخصيا ومن خلال موقعه كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة على بناء وإدارة وتسيير شؤون الدولة العراقية.

۞ في الجانب الأمني :
بناء الأجهزة التنفيذية : تم فتح الأكاديميات والمعاهد لكليات الشرطة وكليات الأمن القومي لتخريج كوادر أمينة ذات كفاءة مهنية عالية تستطيع حماية الثورة ونظامها البعثي الجديد والمجتمع.

إن حماية الجبهة الداخلية كانت من أصعب مهمة الثوار. ويجب التذكير بأن الرفيق صدام حسين كان قبل الثورة مسؤولا وقائداً لأعمق وأخطر جهاز أمني " سري " مسؤول عن أمن القيادة والتنظيم الحزبي اسمه " جهاز حنين ".

قام حزب البعث بثورة 17 تموز عام 1968 واتبع فيها الرفاق الأبطال أسلوبا تكتيكيا رائعا يظهر قوتهم وشكيمتهم وصلابتهم وحجم الثقة في نفوسهم ويظهر روحهم الانقلابية والاقتحامية في أصعب الظروف الوطنية والإقليمية والدولية. فلقد كان العراق ساحة لجواسيس الموساد والسافاك الإيراني ولأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والمخابرات المصرية والخليجية، نتيجة لفساد أنظمة الحكم التي مرت على العراق من بعد 18 تشرين 1963 بدءا من حكم الرئيس عبد السلام محمد عارف الذي كان يدعي أنه يمثل التيار القومي الناصري ومن بعده شقيقه عبد الرحمن محمد عارف والتي كانت فترة مظلمة وطنياً وقوميا نجحت فيها للأجهزة المخابراتية العالمية في نشر جواسيسهم في كل مفاصل الدولة العراقية. كما كان الشعب يعاني من انتشار الأمية والجهل والفقر والبطالة والتخلف وغياب الاستقلال السياسي والاقتصادي من خلال هيمنة شركات النفط الغربية للدول الاستعمارية وسرقتها للنفط العراقي.

في يوم الإثنين الموافق 27/01/1969 قامت الثورة بإعدام 14 جاسوسا عراقيا شنقا في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وكان بينهم " تسعة يهود " عراقيون أدينوا بالتجسس لصالح الموساد الصهيوني والإعداد لتنفيذ تفجيرات داخل العراق، وكان زعيم شبكة التجسس هو التاجر اليهودي في البصرة " عزرا ناجي زلخا " البالغ من العمر 51 عاما، وقد شارك الرئيس الشهيد صدام حسين عندما كان نائب للرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر بالمسيرة الكبيرة التي انطلقت إلى ساحة التحرير مع الآلاف من أبناء الشعب من بغداد والمحافظات للتجمع في الساحة لمشاهدة عملية الإعدام، ولقد توعد الرفيق النائب صدام حسين في كلمة له بإنهاء الوجود التجسسي داخل العراق ولا سيما أن هناك مجموعة أخرى من الجواسيس الذين كانوا يعملون لصالح الموساد ويبلغ عددهم 35 جاسوسا بينهم 13 يهوديا قد سقطوا في قبضة المخابرات العراقية الجديدة.

وكان مجلس قيادة الثورة قد أصدر أمرا بتشكيل محكمة عسكرية خاصة لمحاكمة الجواسيس برئاسة العقيد علي هادي وتوت من محافظة بابل.

وبعدها، تم كشف وإحباط أول مؤامرة غربية على الثورة كانت في ليلة 21 كانون الثاني من عام 1970 بقيادة اللواء عبد الغني الراوي وهو من الإخوان المسلمين، بدعم مباشر من شاه إيران وأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني والذي هرب إلى إيران.

۞ في بناء القوات المسلحة :
بدأ ببناء الجيش العقائدي الجديد من خلال إصدار قانون الخدمة الإلزامية رقم التشريع " 65 " لعام 1970 الذي ألزم كل الخريجين بأداء الخدمة العسكرية من أدنى المستويات التعليمية حتى أعلاها، لغرض رفد الجيش برجال يمتلكون ناصية العلم والثقافة ليتمكنوا من استعمال الأسلحة الحديثة والمتطورة تكنولوجياً وتقنياً والتي اشترتها القيادة العراقية من الاتحاد السوفييتي بموجب اتفاقية الصداقة والتعاون في 19/ تموز /1958 ولجعل الوطن للجميع وفوق الجميع وإلغاء الطبقية من خلال الخدمة العسكرية الإلزامية لكل عراقي فقير أو غني متعلم أو أمي وفرضها على كل الشعب لأن الجيش هو لخدمة الوطن والشعب، فأصبح لزاما كل الطلبة الخريجين من الجامعات وخريجي التعليم العالي أن يؤدوا واجب خدمة العلم.

۞ قانون الحكم الذاتي :
أصدر مجلس قيادة الثورة قانونا صادق فيه على اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد أو بيان 11آذار عام 1970، الذي صنعه الرفيق صدام عندما سافر إلى شمال العراق وزار الملا مصطفى البرزاني في مخبئه وظل ضيفه في غرفة واحدة هناك في حاج عمران لثلاثة أيام، واستلم كل طلباتهم بنفسه وعاد إلى بغداد وصدرت الاتفاقية التي تم توقيعها مباشرة بين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الرفيق صدام حسين عن الحكومة العراقية والزعيم الكردي الملا مصطفى البرزاني، وهي الاتفاقية التي وضعت حلا وطنيا سلمياً لقضية القتال الذي استمر سنين وأوقفت نزيف الدم للجيش العراقي وللأكراد وقطعت تدخل إيران والكيان الصهيوني في العراق .





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور إياد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة