شبكة ذي قار
عـاجـل










مقدمة :
إن أي سفير يمثل بلاده في عاصمة دولة ما ، يتوجب عليه أن يلتزم بقواعد التعاملات الدبلوماسية وبالكياسة والبروتوكول المعمول به في ذلك البلد ، وأن يحترم القوانين المرعية ولا يتدخل في شؤونه الداخلية .. وإن مسألة قبوله القانوني والتمثيلي الثنائي مبني على أساس قواعد تتعامل بها مختلف دول العالم الكبيرة والصغيرة ، القوية والضعيفة .. وإن قبول سفير في عاصمة دولة ما يكون عادة على وفق دراسة سيرته الذاتية وعمله ليتم القبول والاعتراف بأنه سيكون ممثلاً لبلاده .. فمن غير المعقول لحكومة ما تقبل ( سفيرًا ) سيرته الذاتية تشير إلى أن تاريخه إرهابي .. وإذا ما أساء السفير التصرف خلافًا لشروط التمثيل الدبلوماسي ، عندئذٍ تعتبره الدولة المضيفة شخصًا غير مرغوب فيه ( persona non grate ) ، وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة أو طلب استبداله ، لأن تصرفاته تسيئ ولا تأخذ بنظر الاعتبار مسألة تنمية العلاقات الثنائية ، وإن تصرفاته تلك لا تندرج تحت طبيعة العمل الدبلوماسي .. وتخالف معاهدة فيينا للتعامل الدبلوماسي والقنصلي .

ما الذي فعله ( إيرج مسجدي ) السفير الإيراني المعتمد في بغداد ؟ ، وقبل ذلك من هو إيرج مسجدي ؟

1- مستشار أعلى لقائد قوات فيلق ( القدس ) قاسم سليماني ، وبرتبة عميد .

2- أحد أهم قيادة استخبارات الحرس الإيراني ولفترة (35) عامًا .

3- يدير بصورة مباشرة محطة الاستخبارات في السفارة الإيرانية في بغداد ، وهو المسؤول عن تنفيذ قرارات طهران العسكرية في العراق وخارج العراق بالتوافق مع قاسم سليماني .

4- وهو المسؤول عن ملف العراق في الحرس الإيراني ، ولعب دورًا رئيسيًا في تأسيس ( الحشد الشعبي ) في العراق تنفيذًا لفتوى ( علي السيستاني ) !! .

سفير إيران في العراق بهذه المواصفات ، فضلاً عن تاريخه الإرهابي يصعب تقبله دبلوماسيًا ، كما يصعب بقاءه في العراق وهو يهين شعب العراق ويتدخل في شؤونه الداخلية ، وهو الأمر الذي يقتضي إبعاده عن العراق ( ألم تعتبر حكومة العملاء في المنطقة الخضراء سفير السعودية ( السبهان ) شخص غير مرغوب فيه لتدخله في شؤون العراق الداخلية ومن ثم تم استبداله ، وهو لم يتدخل في شؤون العراق أبدًا ) .. فلماذا لا يطرد مسجدي واعتباره شخصا غير مرغوب فيه ؟ .

5- عادة ما تفتتح مناسبات الاحتفاء بذكرى الشهداء بقراءة آيات من الذكر الحكيم ثم قراءة الفاتحة ، ليس في العراق فحسب ، إنما في كافة البلدان الإسلامية ، والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكرامًا لأرواح الشهداء .. بيد أن مغادرة الإرهابي سفير إيران القاعة في اللحظة التي وقف الجميع لقراءة الفاتحة ، يعد موقفًا رسميًا لا يحمل أي إحترام بل إنه يحتقر الشعب العراقي وكل أسر العراقيين الذين فقدوا شهيدًا في أي وقت وزمان .. فضلاً عن خرقه للبروتوكول المعمول به ، ولقواعد التعامل في مثل هذه المناسبات .. فيما جاء تبرير السفارة الفارسية في بغداد لموقف سفيرها الإرهابي غاية في الاستهتار والغباء ، يفصح عن تأكيد ممارسة الاحتقار الفارسي للعراقيين جميعًا ، أحياء وشهداء .

6- يتسم تصرف السفير الميليشياوي الفارسي في العراق بصفاقة وعدم احترام حتى أزلامهم كـ( هادي العامري وأبو مهدي المهندس ) وغيرهما الكثير ، اللذين نظما الحفل ، كما لم يحترم حكومة العملاء في المنطقة الخضراء ، لماذا ؟ ، لأن العملاء غير محترمين ، ليس في العراق فحسب ، إنما في كافة أنحاء العالم .

7- ( ايرج مسجدي ) إرهابي اسمه مدرج على قائمة الإرهاب الدولي .. والأمريكيون يعرفون بأنه إرهابي ويقود فعليًا قوات ( الحشد الشعبي ) في العراق ، ولديهم تفاصيل المعلومات عنه وتاريخه ، ومع ذلك ، فإن السفارة الأمريكية غالبًا ما تفتح أبوابها لهادي العامري وغيره من الإرهابيين ، فيما يلتقي سفير إيران هذا مع السفير الأمريكي والبريطاني وغيرهما من أعضاء الهيئة الدبلوماسية المعتمدة في العاصمة المحتلة بغداد .

8- ويعد هذا السفير هو ثالث قائد في الحرس الإيراني بعد ( حسن كاظمي وحسن دنائي فر ) .. وكل هؤلاء السفراء الفرس من قيادة الحرس الإيراني ، والمعروف إن تعيين السفراء الإيرانيين في عواصم العالم المختلفة تقرره ثلاث جهات فقط ( الخارجية والحرس والاستخبارات العسكرية الإيرانية ) ، ويعتبر الحرس الإيراني إن تعيين السفراء الإيرانيين في ( بغداد ودمشق ولبنان وسوريا واليمن ) من حصته ولا دخل للخارجية بالقرار الذي يتخذه .. وهكذا جاء ( ايرج مسجدي ) إلى بغداد لإدارة عمليات عسكرية إرهابية ومدياتها خارج العراق وبالتنسيق مع قاسم سليماني .

9- والمعروف أيضًا ، أن قادة فيلق ( القدس ) في الحرس الإيراني هم مجرموا حرب ومطلوبون دوليًا .. وإن تكرار زيارة قاسم سليماني للعراق وسوريا وإقترابه من الجولان وتجواله في الجنوب اللبناني وعلى مقربة من القنيطرة ، فإن الأمم المتحدة تعتبره في تقاريرها إنتهاكًا لقراراتها التي تحظر سفر قيادات فيلق ( القدس ) الإرهابية المدرج على لائحة العقوبات الدولية بسبب الإرهاب .. ومع ذلك لم تعترص السفارة الأمريكية في بغداد على مجرم إرهابي مطلق السراح يتجول على راحته من بغداد عبر الحدود .. فيما هناك مكتب للأمم المتحدة في بغداد وممثل الأمين العام لم يحرك ساكنًا ، وكان عليه أن ينفذ قرارات منظمته الأممية وتوجيهاتها .. الأمر الذي يعكس تواطئًا مخجلاً بين السفارة الأمريكية ومكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والسفارة الإيرانية في بغداد .. وإلا لماذا هذا الصمت على إرهابيين يسرحون ويمرحون ويقودون ميليشيات إرهابية مسلحة عبر الحدود ولا أحد يضعهم في دائرة المسؤولية ؟ .

10- وقد اعترف الناطق الإعلامي الرسمي للسفارة الإيرانية في بغداد ( ذو الفقار أمير شاه ) في تصريح له نشرته (EREM NEWS) وغيرها من وكالات الأنباء ( إن السفير مسجدي كان له دورًا في مواجهة داعش ) !! ، فهل أن من واجبات السفير أن يمارس عملاً عسكريًا ويقود ( قيادة الحشد الشعبي ) وعناصر الحرس الأيراني وقيادة العمليات الحربية وهو سفير لبلاده في العراق ؟ ، وهل له الحق في التدخل في الشأن العراقي بهذه الصلافة ؟ .

11- في زمن ولاية ( نوري المالكي ) التي استمرت ثمان سنوات مشبعة بالإرهاب ، كان ( مسجدي ) يترأس مقر ( رمضان ) في الحرس الإيراني 2006- 2014 .. ومقر ( رمضان ) ، الذي تم إنشاؤه عام 1983هو فرع العمليات الاستخباراتية للحرس الإيراني خارج إيران ومختص بحرب العصابات والقتال في الشوارع .

12- والملاحظ : أن قيادات عسكرية فارسية باتت تدير مراكز اقتصادية عراقية كثيرة ، حيث كشف مساعد قائد مجموعة ( خاتم الأنبياء ) اللواء ( سالار آبنوش ) عن اهتمام الحرس الإيراني بسد الموصل الاستراتيجي ، تبعًا لما نشرته وكالة ( فارس ) الرسمية للأنباء - وهذا مؤشر خطير يكشف عن نيات إيران حيال مياه العراق ، طالما تعاني إيران من شحة المياه الصالحة للشرب وللزراعة من جهة ولنضوب مئات الآلاف من الآبار في العاصمة الإيرانية وحولها وريفها المتاخم - فضلاً عن استثمار الحرس الإيراني ما يقرب ( ألفي مليار ) تومان إيراني في العراق من خلال مشروعات خاصة بالحرس الإيراني ومركزها مدينة النجف .. وإن مؤسسة ( خاتم الأنبياء ) تواجه عقوبات دولية متشددة بسبب دعمها لفيلق ( القدس ) الإرهابي .

13- حاليًا ، يشرف ( ايرج مسجدي ) سفير إيران في العراق على قيادة ميليشيات ( الحشد الشعبي ) ، حيث يتلقى ( هادي العامري ) و( أبو مهدي المهندس ) أوامره بشكل مباشر .. وهذان الإرهابيان لهما علاقات تمتد إلى زمن الحرب العراقية الإيرانية ، وكانا يقاتلان الجيش العراقي لمصلحة إيران .

14- يتولى مسجدي مهمتان أساسيتان : الأولى - مسؤولية تنفيذ السياسات الإيرانية في العراق ، والثاني - قيادة العمليات العسكرية التي تقوم بها إيران سواء من أجل توسيع نفوذها أو تصفية خصومها قتلاً وتهجيراً ونهباً .. وهاتان المهمتان لا أحد في حكومة العملاء ولا في برلمانها يستطيع أن يحاسب هذا الفارسي المجوسي وهو يعبث بأمن العراقيين وبثرواتهم وبكرامتهم .. فهل أن ( ايرج مسجدي ) دبلوماسي متمرس ؟ ، كلا ، هو إرهابي بامتياز .. الآن الكرة في ملعب البعض من نواب برلمان المنطقة الخضراء الذين لديهم بعض الكرامة على شعبهم ، وامتحان هؤلاء عسير أن يطردوا ويصروا على طرد هذا الإرهابي اللعين .. أما حكومة الملالي والعملاء في هذه المنطقة فهم بيادق بيد ( مسجدي ) وبسطاله العسكري فوق رقابهم فلا عتب عليهم فهم أكثر فرسنة من الفرس أنفسهم !! .





الاربعاء ١١ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة