يعتقد الكاتب عبد الرحمن الراشد ، ومن خلفه عميد الـ(CIA) في صحيفة الشرق الأوسط بلا أدنى شك ، إن موت المجرم بوش الأب كان فرصة لكي يدس في مقدمة مقالته اليتيمة لهذا اليوم 4 / 12 / 2018 ، بأن ( صدام أخطأ حساب التحولات التاريخية وبوش الأب كان على صواب ) .. ثم أعلن ( إن السعودية قد لعبت دورًا أساسيًا في إنهاء أحلام صدام المصاب بهوس السلطة وجنون العظمة ) !! .
لا بأس في الاعتراف بالخطأ لأن البشر خطائين منذ الخليقة وتم الاعتراف بذلك في حينه .. وأن بوش الأب قد أشار صراحة في مذكراته إلى إنه ( حتى إذا لم يدخل صدام في الكويت لأسقطنا نظام بغداد ) .. فيما اعترف القادة الأمريكيون ، عسكريون ومدنيون وعلى رأسهم ( ترامب ) نفسه بأن احتلال العراق كان ينبغي أن لا يحدث ، وهو خطأ استراتيجي فادح !! .
هكذا إذن ، يتحدث الإعلامي المخضرم بهذه البساطة عن قائدين أحدهما مجرم حرب والأخر قائد وطني قومي عمل على حماية العراق وحماية السعودية وأخواتها من العدوان الفارسي طيلة خمسة وثلاثون عامًا .. فيما يسمي الراشد إدارة السلطة بقوة وشكيمة ( هوس السلطة ) ، ويسمي حنكة القيادة ( جنون العظمة ) !! .
وماذا بعد يا راشد : بوش الأب طعن العراق ، والسعودية ساعدته بقوة مع بعض أخواتها الخليجيات كما تعترف في مقالتك ، ولكن بوش الابن فتح ، كما بلادك وبعض أخواتها ، ( سبتيتنك ) إيران الصفوية ، فخرجت صراصير البالوعات الفارسية وصديد الطائفيات لتسيح على العراق وتهدد حدود السعودية وداخلها ، وتطوقها من كل جانب .. بقيح العراق وقيح اليمن وقيح سوريا وقيح لبنان ، وبقع الجذام الفارسية النائمة في الكويت والإمارات وقطر والبحرين حتى وعُمان .. هل هذا تفكيرك ياراشد ؟ ، كلامك المعلن لا أحد يشتريه بقرش واحد ، لأن أبناء السعودية وأبناء الخليج وأبناء الوطن العربي ، يدركون هذه الحقيقة ، أما أنت فلا تشم رائحة القاذورات الفارسية كما يشمها أبناء الرافدين ويشمها أبناء الأمة العربية ، وربما أجل تشمها ، ولكنك لا تعترف بذلك ، لأنك تحمل حقدًا أسود على صدام وهو حي وصدام وهو الشهيد ، كما هو حقد الفارسي على العرب وعلى صدام الشهيد ، وكذلك حقد أمريكا وعملائها وجواسيسها الصغار وأنت واحد منهم !! .
أريدك يومًا أن تعترف بهذه الحقيقة الاستراتيجية ، التي يتحدث عنها علماء السياسة - والاستراتيجيا .. يومًا واحدًا تعترف بأن التوازن الاستراتيجي في المنطقة قد تحطم بفعل القرار الأمريكي ، فهل تستطيع ؟ ، أشك في ذلك ، لماذا ؟ ، لأنك بيدق في الـ(CIA) ، كما اعترف بذلك القادة الأمريكيون ، عسكريون ومدنيون وآخرهم ( ترامب ) حين قال إن احتلال العراق كان خطأً فادحًا ، ولكن أنت ومن زاوية حقدك الأسود تمارس هوايتك السادية في إيذاء من هو أشرف منك لترتاح ، خاصة والقائد صدام حسين في ذمة الخلود شهيدًا .. فمتى تستحي من نفسك وتكف عن دسك الرخيص لكي يحترمك الناس في ظروف يعيش فيها أسيادك حالة مزرية من التهديد وخطورة الموقف .. بيد أن الدفاع عن السعودية حالة قومية لا علاقة لها بك وبأمثالك كما هي حالة شعبنا العربي في السعودية ، الذي نجده يقاتل الفرس بشراسة ، فيما تعيش أنت ومن خلال عمودك غير النظيف وغير الوطني وغير القومي ، حالة انفصام مدعوم برضى السلطة الرابعة ورضى سيد الـ(CIA) وعملاء التطبيع مع تل أبيب .. فمتى تكف عن هذا الأسلوب الفاضح والرخيص ؟ .
فإذا كانت حركة التاريخ الكويتي قد توقفت حين دخل العراق إلى الكويت ليؤدب وينسحب ، ألم تكن حركة التاريخ قد انفتحت بواباتها على تدفق قاذورات إيران وما أنتجه من حركات ( داعش ) وأصناف أخرى مهجنة من القاعدة ، وشجعت عملاء الأخوان المسلمين ليشيخوا في الأرض ويعبثوا لولا قرار شعبنا العربي المصري الذي كسر شوكتهم .. والآن تحتضن فلولهم أنقرة وتمول مشاريعهم الدوحة .. وهذا كله من بركات بوش الأب وإبنه الأرعن ومساندة السعودية القوي في هذا التمزق والتهتك .. أليس هذا الذي وصلت إليه المنطقة والسعودية واحدة من دولها هو نتاج الفعل الأمريكي وفعل العرب الصغار ، الذين لا يفكرون إلا من خلال كروشهم وشركاتهم التجارية ويستمعون إلى من يهمس في آذانهم من القادة الأجانب والعملاء من أمثالك أيها الراشد ؟ ، فالتجارب التي تفرز الحقائق ليست رومانسيات أو أكاذيب نظريات المؤامرة ، إنها القيح الطائفي الذي يضع مجتمعات الخليج والمشرق والمغرب العربي على كف عفريت ، فهل كنت تدرك ذلك ومن كان يصدر القرار خلفك ؟ ، وأنا لا أتحدث عن بوش الأب فالكل يعرفه رئيس أجنبي إمبريالي لا يعرف صديقًا سوى المصالح ، إنما أتكلم عن من حرك وحرض ودفع الأموال وأغدق ، لكي ينتهي حال العراق وحال السعودية ودول الخليج وكل الأمة إلى ما وصلت إليها من أحوال مزرية وخطيرة !! .
أعد النظر بمنهجك السخيف .. لأنك لم تعد قادرًا على أن تثبت العكس .. وأتحداك أن تثبت العكس رغم إني أعرف بأنك غير قادر على أن تكون صريحًا وموضوعيًا وصادقًا ، لماذا ؟ ، لأنك رقم في قوائم الـ(CIA) !! .
