عبر احد القراء عن استياءه من تشبيه حزب الشيطان في لبنان بحمار طروادة وقال انه لولا هذا الحزب، لاصبحت لبنان لقمة سائغة في فم اسرائيل وجزءا منها. وراح صاحبنا يحاول تبرير تدخلات هذا الحزب الملعون ضد الشعب السوري، وطلب مني تقديم الاعتذار اليهم.

اكرر قولي ان حزب الشيطان في لبنان، وكل فئة سواء كانت تسير معه او خلفه، اوحتى امامه، حمير اولاد حمير. وقد انجب هذا الحزب حميرا عديدة، تعود في اصولها الى الجد الأكبر الخميني وعشيرته.

انا لا اشبه هذه الاحزاب والمليشيات الايرانية بحمير طروادة اعتباطا، بل عن قناعة تامة وأدلة دامغة لا مجال للطعن فيها. إن فكرة ( حصان طروادة ) كما هو معروف للجميع تتجلى في إدخال مقاتلين الى حصن متين ( سراً ) عبر وسائل مقبولة للطرف الآخر. وكانت الوسيلة التي إبتكرها هوميروس في روايته هي الحصان الخشبي الذي انبهرت جماهير مدينة طروادة ( بطلعته ) البهية!

منذ عام 2002 راحت ايران تخطط لادخال "حمار طروادة" الى العراق، واستطاعت بعد احتلال اميركا للعراق اي في عام 2003، وبالتنسيق مع حزب الشيطان في لبنان، تقديم الدعم اللوجستي والعسكري والاموال والاسلحة المختلفة لمليشيات وعصابات عديدة بحجة مقاتلة امريكا وقوات التحالف داخل العراق. فقد جلبت ايران مدربين واستشاريين عسكريين لبنانيين من حزب الشيطان، يعملون جميعا باشراف فيلق القدس ويتسلمون الاوامر منه، وجاء معهم مسؤولون ميدانيون لقيادة خلايا كانت مزروعة في الاراضي العراقية، خصوصا في جنوب العراق الا ان الهدف الحقيقي كان تصفية العراقيين الاصلاء، وزعزعة الاستقرار في كل ارجاء البلد.

بعد دخول "حمار طروادة" الذي زعموا انه جاء لمقاتلة امريكا وقوات التحالف، راحت القوات المرتبطة بفيلق القدس تشكل الخلايا السرية تباعا، وركزوا عملهم على تشكيل المليشيات التي اصبحت فيما بعد نواة ( الحشد الشعبي ). وبدءوا بإغتيال الشخصيات القيادية التي كانت تقف لهم بالمرصاد، وقتل العلماء والاطباء والمهندسين وغيرهم من اصحاب الشهادات والمهن التخصصية التي كان بامكانها إعادة بناء ما دمرته الحرب لو اتيح لها المجال لذلك. وهكذا كان تشكيل سرايا الموت التي زودوها باحدث الاسلحة الفتاكة التي جيء بها بحجة مقاتلة الاميركان والمحتلين.

من أجل تجميل صورة ذلك الحمار وجعله تحفة نادرة، اطلقت المليشيات نيران اسلحتها باتجاه القوات الاميركية وعلى المنطقة الخضراء، مما حدا بالقوات الاميركية وحلفائها بشن حملات اعتقال رؤساء العصابات والمليشيات لكي يظهروا بالمظهر الوطني. ومن الجدير بالذكر ان الايرانيين لم يعترفوا بتلك العمليات ضد القوات الاميركية، وقد انكر السفير الايراني آنذاك أثناء لقاءه بالسفير الاميركي ونفى تورطهم بتلك العمليات. وهكذا راح الحمار ينمو ويكبر لانه يحارب القوات الاميركية كما يزعمون.

النقطة المهمة في هذا الموضوع هو ان إيران زودت بطرق مشبوهة بعض الجهات المناوئة لها من مواطني غرب العراق، ممن كانوا يبحثون عن الشهرة والجاه، والاموال. وكان غرض إيران من ذلك بث سموم الفتنة، وفتح باب الاقتتال بين أطياف الشعب العراقي.

استمرت إيران تخادع السذج من شعب العراق وهي تركب ذلك الحمار الغبي حتى تمكنت من السيطرة على معظم مفاصل الدولة وتمركزت في كافة المؤسسات العسكرية والمدنية، وتمسكنت حتى تمكنت! وجاءت الفترة بين عام 2006 و 2007، حيث زادت إيران من دعمها ليس لحمير المليشيات التابعة لها، بل تعدته الى جماعة انصار السنة المرتبطة بالقاعدة، حيث قدمت لهم الاموال والاسلحة والتدريب داخل إيران وخارجها.

من الحمير الذي يشبه حصان طروادة والذي جاء ليخدم اسياده في إيران، هو مقتدى الصدر. استطاع هذا الحمار الذي ظن السذج الذين أعمت بصائرهم العمامة انه ( بطلعته البهية ) حصان عربي اصيل ولكنه بالحقيقة جحش كبير وراحو يبجلونه لانه ابن معمم معروف. زار هذا الحمار إيران في عام 2003 لمقابلة كاظم الحائري. سافر الحمار مقتدى من النجف الى مدينة عيلام براً، وكانت بانتظاره طائرة خاصة اقلته من عيلام الى طهران لمقابلة الحمار الأكبر علي خامنئي. حضر ذلك اللقاء كل من رفسنجاني ومحمد شهرودي. تسلم ( الجحش قدو ) حصته المالية و تسلم التعليمات من رعاته لينفذها ضد الشعب العراقي الذي كان معجبا بالمخلوق العجيب ( حمار طروادة ).

بعد عودته الى النجف، التفت عليه الجماهير من كل حدب وصوب ظنا منهم انه حصان اصيل. استقبل هذا المخلوق العجيب مستشارين من حزب الشيطان في لبنان وتسلم منهم اموالا واسلحة لتدريب مليشياته المعروفة بجيش المهدي. تمكن اولئك المستشارون من تدريب 30 – 40 نفر من اتباع هذا الحمار، وامدوهم بانواع الاسلحة المتطورة. وهذا ما اكده توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا حينها.

من الحمير التي صنعتها إيران قيس الخزعلي. اعتمدت طهران في صناعة هذا ا لحمارعلى أثنين من قادة حزب الشيطان في لبنان هما يوسف هاشم الذي يعد رئيس العمليات الخاصة بالعراق، ومعاونه علي موسى دقدوق. قام هذان المجرمان بصناعة ( تدريب ) عدد من الحمير التابعين لإيران في طهران، وكان من بين هؤلاء الحمير قيس الخزعلي الذي اصبح خبيرا بصناعة المتفجرات، وبرع في عمليات الخطف. ولا بد من الاشارة الى ان الحمار الصغير قيس كان تابعا للحمار مقتدى الذي لم يتحمل تصرفاته على الرغم من انهما متساويان في كل شيء. لذلك، قام مقتدى بطرده من جماعته فاستقر به المقام في طهران وهكذا اصبح صنيعة ودمية بيد طهران. ولانه يرتدي جلد الحمار، العمامة، ظن البسطاء والسذج من عموم الشعب انه مؤمن حقا، وانه يدافع عن الوطن ويحارب المحتل.

ارتبط قيس الخزعلي بالمجرم حاج يوسف، نائب قائد قوات القدس الايرانية، والذي ارتبط به علي موسى دقدوق.

حمار آخر زرعه الأيرانيون لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة الرامية الى تدمير البنى التحتية في وزارة الصحة التي تعد بابا مهما من ابواب الشعب. وكان الحمار هذه المرة هو حكيم الزاملي الذي جرى تعيينه وكيلا لوزير الصحة. وكان دور هذا الحمار استخدام موارد الوزارة لدعم العمليات العسكرية الايرانية مثل استخدام مركبات الاسعاف لنقل الاسلحة والذخيرة، واستخدامها لنقل فرق الموت من اجل القيام بعمليات القتل والخطف. من الجدير بالذكر ان قوائم رواتب الموظفين كانت تحوي اسماء زمر الموت الذين تقاضوا رواتبهم من ميزانية الوزارة. ولا بد من الاشارة الى ان اتفاقا قد عقد بين المالكي والصدر لتكون وزارة الصحة احتكارا لجيش المهدي الذي كان الزاملي احد افراده. في 2007 القي القبض على حكيم الزاملي بعد تطبيق ( فرض القانون ) لكن ... ما الذي جرى بعد ذلك؟ اصبح حكيم الزاملي عضوا في مجلس النواب ضمن قائمة الجعفري واحمد الجلبي!

الحمار الحقيقي الذي تشبه فكرته فكرة حصان طروادة بالفعل هو المجرم العتيد نوري المالكي. لقد اثبت بكل المقاييس انه حمار حساوي اصلا وفصلاً. ادخله العراقيون بما يسمى انتخابات ديمقراطية، وظهر على حقيقته عدو مبين صناعة ايرانية بحتة.

ايها الشعب العراقي الكريم ...
احذروا ... واحذروا ... واحذروا ...
فكل من يأتي الآن على شكل حصان طروادة ووزنه، غايته تدمير الوطن والقضاء على ما تبقى من اشراف الامة واعيانها.
مع جل احترامي وتقديري

aircomodore@hotmail.com