شبكة ذي قار
عـاجـل










تابعت جماهير الأمة العربية بشديد الاستياء والصدمة إقدام سلطان عمان على استقبال الإرهابي المجرم الصهيوني بنيامين نتانياهو مرفوقا برئيس الموساد الصهيوني ووفد هائل.

حيث وفي الوقت الذي توغل فيه العصابات الصهيونية المسلحة في التنكيل بأبناء شعبنا العربي في فلسطين شعب الجبارين، وفي الوقت الذي تسرع من وتيرة بطشها بأهلنا في غزة وغيرها من مدن ومحافظات فلسطين، وأثناء تنامي الخطوات الصهيونية القاضية بتصفية القضية الفلسطينية برمتها في ظل ما يعرف بصفقة القرن، بدعم ومباركة أمريكية وغربية ووسط تخاذل وتواطئ عربي مكشوف شبه كامل، لا يتورع السلطان قابوس عن توجيه طعنة جديدة للقضية القومية العربية كاملة، ويجاهر بعدائه للأمة العربية جمعاء وباستهتاره بقضية فلسطين ويضرب بحقوق الفلسطينيين عرض الحائط ويصافح مجرمي الحرب وقتلة شعبنا العربي في فلسطين وفي غيرها من الساحات العربية الأخرى، ويمد العون لعتاة الإرهابيين العنصريين المنفلتين الصهاينة.

فبينما كانت الأمة تنتظر من الأنظمة الرجوع عن غيها الطويل وعدائها المحير لها واستمرارها في العمل بالضد تماما من المصلحة القومية العربية العليا، وبينما حسب العرب أن حكامهم استوعبوا الهزات العنيفة التي طالت الوطن العربي الكبير وأيقنوا حقيقة المؤامرات الدولية التي تستهدف الوجود العربي وتهدده في جوهره تهديدا صميميا، وبينما اعتقدنا أن الدم العربي المراق بغزارة مخيفة سيجلي الغشاوة التي علت أنظار تلك الأنظمة فترقبنا أن تبادر للتكفير عن سلسلة جرائمها وتواطئها وتخاذلها الطويلة، تصعقنا إمارات ومماليك الخليج بإصرار محير على إدارة ظهرها للاستحقاقات القومية كافة.

فبعد جريمة المشاركة والتحريض العربي على غزو العراق وإسقاط نظامه الوطني وتشريع أبوابه أمام الأعداء بمختلف تصنيفاتهم لاسيما العدو الفارسي، وبعد التنكر على امتداد عقود طويلة لمظلمة الأحواز العربية ناهيك عن جرائمهم ضد ليبيا وسورية واليمن، وإثر انكشاف بطلان السياسات الانهزامية وفشل ماراطون المفاوضات المهزلة مع العدو الصهيوني التي افتتحها المجرم السادات في سبعينات القرن العشرين وتبعه من تبعه، وفي خضم تصاعد الصلف الإجرامي الصهيوني وتصعيد مجرمي الحرب وغطرستهم المتنامية بحق شعب الجبارين وتسريع وتيرة تركيز المغتصبات ( المستوطنات ) وإعلان يهودية الدولة ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى عصابات الغصب الصهيونية للقدس للمحتلة، وبعد الإجراءات الأمريكية الرعناء الأخرى كوقف تمويل الأونروا واستمرار مباركة جميع الجرائم الصهيونية، تتمسك الأنظمة العربية الرسمية بغرس رأسها في رمال الهوان والذل والتسليم، وتهرول لإنقاذ الصهيونية ورعاتها بفك العزلة الشعبية العربية والعالمية عليها وذلك بالانفتاح الخسيس على مجرمي الحرب الصهاينة والملطخة أياديهم بدماء ملايين العرب.

وإزاء هذا المنعطف الخطير، وأمام هذه السقطة المدوية، يتوجب على الجماهير العربية التعبير بكل الأشكال سياسيا وقانونيا وثقافيا وفكريا وميدانيا على :

1-
أ- إدانتها المطلقة للخطوة الخيانية التي سطرها قابوس، واستنكارها الشديد لاتخاذ عمان منصة لانطلاق عهد جديد من الاستسلام والتسليم، والارتماء في أحضان الصهيونية على غرار جريمة السادات التاريخية.

هذا، ولا ينبغي في هذا الصدد إغفال الأدوار الخيانية المفضوحة لقابوس في كل معارك الأمة المصيرية.

حيث، لم يفوت فرصة واحدة ليثبت ولاءه لغير الأمة العربية خاصة في الصراع العربي الفارسي.

وإن استقباله لكبير المجرمين الصهاينة نتنياهو يتنزل حتما في سياق انخراطه المذموم في تداعيات صفقة القرن من جهة ولعبه بدور الوسيط القذر بين الصهاينة والإيرانيين الفرس الصفويين من جهة أخرى.

ب - عزل سلطنة عمان شعبيا ومقاطعتها جماهيريا وثقافيا واقتصاديا، ومحاصرة السفارات والبعثات الدبلوماسية العمانية في كل الأقطار العربية وفي المهجر والضغط الشعبي العالي عليه من خلال سلسلة تظاهرات واعتصامات مفتوحة للمطالبة باعتذار قابوس وبطانته عما صدر عنهم من فعلة نكراء مخزية.

2- رفضها الكلي لسياسات النظام الرسمي العربي وتخاذله وتقاعسه عن نجدة فلسطين وشعب الجبارين، ودعوة من تبقى لديه منهم ذرة نخوة لتحمل المسؤولية القومية والسياسية والقانونية والتاريخية والأخلاقية للعرب تجاه فلسطين، والتحرك العاجل لعزل هذه اللوثة العمانية المأساوية، وضرورة عملها على إيقاف نزيف الانفتاح المذموم على الصهاينة والاعتراف بكيان الغصب الصهيوني، كما تحذر الحكام العرب من الانزلاق لما انزلق إليه قابوس الخائن.

كما تدعو الجامعة العربية لطرد عمان من مجلسها إلى حين اعتذار قابوس عن جريمته وتعهده بإلغاء كل ما ترتب عن استقباله للمجرم نتانياهو، علاوة على إدانة هذا الإجراء الغادر واتخاذ كل التدابير الكفيلة بثني قابوس عن دوره المشبوه ومنعه من التحول لعراب صغير جديد من عرابي الدعوة للتعايش مع الصهاينة وإسقاط الحقوق العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، خاصة بما يتوافق مع مكانتها في الضمير الشعبي في وجدان الأمة العربية كاملة.

3- دعوتها للقوى الوطنية والمدنية والتقدمية والطيف الديمقراطي الواسع في الوطن العربي، أحزابا ومنظمات، للقاء عاجل لتدارس هذا التردي الخطير وللحيلولة دون توسع التراجع المهين والفراغ الصادم على مستوى النضال القومي.

كما وتدعو لضرورة إنشاء جبهة شعبية تقدمية واسعة تتصدى لاستعادة زمام مبادرة الفعل الشعبي، ولاسترجاع الإشعاع القومي وشحذ الهمم والتعويل على الفعل الشعبي الجماهيري لمحاربة كل قوى الردة والعمالة وضرب المنغمسين في سياسات المحاور المدمرة للأمة العربية ولمصالحها الحيوية وعلى رأسها مهادنة الاستعمار بكل عناوينه ويافطاته القديمة والجديدة وكذلك الصهيونية والصفوية.

4- ضرورة التوثب والتحفز لمزيد تصعيد النضال حسب خصوصيات الساحات - نضالا سلميا أو كفاحا مسلحا أو الجمع بينهما - لنصرة القضية القومية العربية ومنع تصفيتها في فلسطين والعراق والأحواز العربية وليبيا وسورية واليمن وغيرها من الأقطار المستعمرة أو المهددة جديا بالاستعمار، وللتصدي للمخططات الجهنمية المكشوفة العاملة على مزيد تفتيت العرب وتشريدهم ونهب خيراتهم.

هذا وليعلم كل العرب في هذا السياق أنهم ليست بمعزل عن تلك المؤامرات الإمبريالية الصهيونية مهما تراءى لقسم منها أنها غير معنية مباشرة بالصراع العربي الصهيوني.

المجد للأحرار والمقاومين
الخزي والعار للخونة
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
وليخسأ الخاسئون





الجمعة ٢٣ صفر ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة