شبكة ذي قار
عـاجـل










بيان شامل للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي


۞جماهير العراق تستعيد اعتبارها الوطني عبر انتفاضها الشعبية.
۞( صفقة القرن ) ، تصفية سياسية لقضية فلسطين تحت عنوان ( الحل السلمي ) .
۞تدويل الأزمات العربية يجهض مشروع التغيير والتحول الديموقراطي .
۞الجبهة القومية العربية إطار حشد القوى الشعبية لحماية الأمن القومي العربي .

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن جماهير العراق استطاعت عبر انتفاضتها الشعبية أن تستعيد اعتبارها الوطني بعد مرحلة الاستلاب التي تعرضت لها منذ الاحتلال، وأن "صفقة القرن" التي تروج لها الإدارة الأميركية ليست سوى تصفية سياسية لقضية فلسطين تحت عنوان "الحل السلمي". كما رأت أن تدويل الأزمات البنيوية التي تعيشها أكثر من ساحة في الوطن العربي إنما يؤدي إلى إجهاض مشروع التغيير والتحول الديموقراطي في بنى الأنظمة العربية التي لم تول قضايا الجماهير والتنمية الوطنية أي اهتمام. واعتبرت القيادة القومية للحزب، ان قيام الجبهة القومية العربية الشعبية، هي الإطار الأنجع لحشد القوى الشعبية وتأمين مرتكزات الرافعة القومية لحماية الأمن القومي العربي من التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها ممن يناصبون الأمة العداء من مختلف المشارب والمواقع.

جاء ذلك في بيان شامل للقيادة القومية حول الأوضاع العربية الراهنة في ما يلي نصه :

في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية،بلغت المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي مستوى غير مسبوق،بعدما تلاقت مخططات وقوى العدوان على ضرب مقومات البنيان الوطني المجتمعي على ساحة الوطن العربي الكبير،وادراكاً من القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي لحجم التداعيات لهذه المخاطر على الأمة وهي تخوض نضالاً متعدد الأوجه والأشكال في كل المواقع العربية الملتهبة وخاصة في ساحتي فلسطين والعراق،تؤكد على ما يلي :

أولاً : ترى القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن إتساع مدى الانتفاضة الشعبية في العراق، والتي انطلقت تحت عناوين اجتماعية ومطلبية، أخذت بعدها الوطني من خلال استحضارها للقضية الوطنية العراقية، بما هي قضية تحرير وتوحيد وإعادة بناء وطني.

إن هذه الانتفاضة رغم ما تعرضت له الجماهير من قمع وتنكيل، دللت على أن شعب العراق الذي يختزن في ذاته إرثاً وطنياً متجذراً لن يقبل ويرضى بأن تحكمه منظومة منخورة بالفساد حتى العظم، أوأن يبقى جرماً يدور في فلك نظام الملالي في إيران وكل طامع بخيرات العراق ومقدراته.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي توجه التحية لانتفاضة شعب العراق وخاصة في الجنوب ودرته البصرة الصامدة الصابرة كما الفرات الأوسط وبغداد قلعة العروبة، تعتبر أن هذا الذي شهدته غالبية مدن العراق ، إنما هو سياق طبيعي للمعطى الوطني في ذات هذا الشعب الذي خاض مواجهات حادة مع أعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع، من صهاينة وامبرياليين وفرس مشبعين حتى النخاع بحقدهم الشعوبي ضد العروبة كما قوى التخلف والرجعية والتكفير الديني.

وأن يستطيع هذا الشعب أن يوفر حضناً دافئاً لمقاومة بطلة استطاعت طرد المحتل الأميركي واستمرت تواجه المحتل الإيراني وتجعل ما يسمى بالعملية تحت وطأة مأزقها الحاد فهذا ليس إلا إيذاناً بانبلاج فجر جديد للعراق ، عراق العروبة والقادسية، عراق التجربة النهضوية الشاملة التي ائتلف الأعداء لضربها قبل أن تأخذ مداها القومي وبعدها الإنساني الشامل.

إن القيادة القومية للحزب وهي تكبر بشعب العراق تضحياته دفاعاً عن وجوده وحقه في العيش الحر الكريم كما حقه في تبوأ موقعه الطبيعي في أمته، ترى بأن استعادة العراق لهذا الدور ، لا يكون إلا بإسقاط كل أشكال الاحتلال التي تعرض لها وكل افرازاتها وهذا مرهون بالغاء "دستور بريمر" وكل قوانين الحظر والاجتثاث والمساءلة ومصادرة الأموال ووضع دستور جديد مبني على قواعد الارتكاز الوطني الذي يؤكد على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، والفصل بين السلطات وتحقيق التعددية السياسية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة واعتبار الديموقراطية الفعلية وليس الصورية الناظم الأساسي للحياة السياسية وضمان نزاهتها من كل أشكال الالتفاف والتزويروضمان نزاهة القضاء ومكافحة الفساد المستشري الذي ينخر بنية الدولة والمجتمع. وهذا يتطلب توفير رافعة سياسية وطنية داخلية لا مكان فيها للقوى التي تنهش لحم العراق وتنهب ثراوته عبر نظام المحاصصة المقيت، وتوفير دعم عربي ودولي لقوى هذا المشروع الذي به وبه فقط يتم وضع حد لحالة الانكشاف والتدهور الوطني العام للعراق .

ثانياً : ان القيادة القومية للحزب، وهي ترى في استعادة العراق لدوره عبر محاصرة وهزم مشروع القوى المعادية وخاصة المشروع الايراني التوسعي وعملائه في العراق، تعتبر أن انتصار هذا المشروع الوطني يشكل المدخل الطبيعي، لتوفير قاعدة ارتكازية للنضال القومي العربي، للحد من استفحال الأخطار التي تهدد الأمن القومي من داخل الوطن العربي ومداخله ووأد حالة التواصل والتفاعل والتكامل في النتائج بين المشروع الصهيوني والمشروع الفارسي الذي يستفرس في عدوانيته تحت ظل حكم الملالي الحالي.

إن هذا التكامل يبدو جلياً في محاولات النظام الإيراني فرض الفرسنة على العراق من خلال الإعلان بأن بغداد ستكون عاصمة تاريخية للإمبراطورية الفارسية، وبالتزامن مع إقدام العدو الصهيوني على إصدار قانون "قومية الدولة" العبرية واعتبار كيان الاغتصاب في فلسطين دولة قومية لكل يهود العالم. واعتبار القدس عاصمة أبدية لهذا الكيان مستقوياً بدعم أميركا التي ترجمت قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو، بنقل سفارتها إليها ووقف المساهمة الأميركية في تمويل وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأنروا"، وتأثير ذلك على حق العودة .والذي يعتبره العدو مع قضية القدس خارج أي نطاق للتفاوض.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تدين بشدة القرارين الأميركيين حيال القدس و"الانروا"، تعتبر أن هذين القرارين يأتيان لتمهيد الأرضية السياسية لتمرير ما يسمى بصفقة القرن والتي ليست إلا تصفية سياسية لقضية فلسطين تحت عنوان "الحل السلمي". هذه الصفقة التي تروج لها أميركا وتمارس أقسى الضغوط لتمريرها، لا تواجه بتدوير الزوايا، ولا بالرفض اللفظي وإنما بموقف سياسي رافض مقرون بحراك نضالي عبر بعده الوطني الفلسطيني الشامل. وهذا يجب أن يستند الى قاعدة سياسية صلبة يوحدها مشروع سياسي مقاوم تتوفر له كل مقومات النجاح والاستمرارية وكل ما يتطلبه الحراك الجماهيري في داخل الأراضي المحتلة من إسناد معنوي ومادي وتأمين البديل العملي لوقف المساهمة الأميركية في تمويل "الانروا" عبر إنشاء صندوق دعم قومي لجماهير فلسطين عامة وتمويل "الانروا" خاصة .

إن هزم المشروع الصهيوني التصفوي للقضية الفلسطينية، لا يوازيه أهمية سوى هزم المشروع الفارسي الشعوبي في العراق حيث يتكاملان بالنتائج وبالتالي فإن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة تموضع كافة القوى في إطار المؤسسات التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، من شأنه أن يضع حداً لاستمرار المراهنة على انقسام في الساحة الوطنية الفلسطينية. وإذا كان من عمل عربي يبذل باتجاه توحيد المرجعية السياسية الوطنية الفلسطينية، فهذا العمل يجب أن لا يكون مبعثه ضغطاً على قوى المقاومة لانتزاع تنازلات منها للموقف الرافض للضغوط الأميركية و التعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية ترتيبات أمنية ومنافذ حدودية .

إن القيادة القومية إذ تنظر بإيجابية للحراك السياسي الفلسطيني على الصعد الدولية ومقاضاة كيان العدو أمام المحاكم الجنائية الدولية لانتهاكه أحكام القانون الدولي الإنساني، إلا أن هذا على أهميته لا يشكل بدليلاً عن النضال الذي يترجم على الأرض بتصعيد المقاومة ضد الاحتلال، بل يجب أيضاً إعادة الاعتبار لشعار تحرير فلسطين كل فلسطين وإعادة إقرار قرار الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية وإسناد جماهير فلسطين المنتفضة والرافضة لفرض الصهينة على معالم الحياة العربية وحيث جاء الاضراب الشامل داخل المناطق المحتلة عام / 1948 ليؤكد مرة جديدة بأن جماهير فلسطين ما تزال مشدودة الى عروبة أرضها وهويتها القومية، وأن لا حل إلا بإزالة الاحتلال وإفرازاته كما حال العراق، وانطلاقاً من مسلمة إن وحدة النضال العربي ستبقى محكومة دائماً بوحدة المصير ومواجهة تحالف محور الأعداء بوحدة في الرؤية السياسية ووحدة في الإطار المحشد للقوى المناضلة ضد الاستعمار والصهيونية والشعوبية الفارسية وقوى الرجعية والتخريب المجتمعي وهنا تكتسب أهمية مضاعفة قضية قيام الجبهة القومية الشعبية العربية وإعادة إحياء الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية .

ثالثاً : ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تؤكد على وحدة قوى النضال العربي التحرري، فهي ترى بأن قيام الجبهة القومية الشعبية العربية التي تضم كافة القوى التحررية في هذه الأمة، هي السبيل الأنجع الذي يمكن من خلاله تأطير الجهد الشعبي العربي وحشده في الاتجاه الصحيح خدمة لقضايا الأمة في التحرر والتقدم والوحدة.

إن الاستهداف المعادي الذي يطبق على الأمة العربية مولداً تداعياته الخطيرة على أمنها القومي ما كان له أن يحدث لولا تكبيل بعض الأقطار العربية بالاتفاقيات مع العدو وضرب مراكز القوى التي مثلتها أقطار أخرى عبر تحالف دولي واقليمي اشتركت فيه بعض الدول العربية التي تجد نفسها اليوم وهي تدفع الثمن اضعاف مضاعفة .لذا ستبقى القيادة القومية تراهن على الجماهير العربية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الوطني على أن يكون حراكها واعياً وموجهاً نحو تحقيق مصالح الأمة العليا.

وهنا تؤكد القيادة القومية أن إعادة الاعتبار لشعار الوحدة يجب أن يكون مقروناً بمشروع حضاري عربي تنموي متكامل.واجراءات فورية ترقى لمستوى ما تواجهه الأمة من تحديات جسيمة . تتسم بالمعاصرة ومواكبة للزمن ،وتهدف إلى تفعيل التلاحم الجماهيري بين أبناء الوطن الواحد وتسير على خطى الانفتاح العربي – العربي ليس أقلها إنشاء شبكات المواصلات البينية المعاصرة ،وفتح الحدود وإلغاء سمات الدخول وتسهيل الإقامات وفتح سوق العمل أمام المواطنين العرب واستيعاب الطاقات الشبابية وتوجيهها لخدمة التنمية القومية المستدامة والحد من هجرة الكفاءات العربية إلى عالم الاغتراب .

رابعاً : ترى القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إن غياب الدور العربي الرسمي أو تغييبه،عن لعب دور محوري في توفير الحلول السياسية للأزمات العربية،قد مكّن القوى الدولية والاقليمية من أن تملأ هذا الفراغ فارضة الحلول التي تخدم أهدافها ومصالحها بالدرجة الأولى كما في العراق وسوريا واليمن وليبيا حيث باتت أزمات هذه الأقطار مدولة بامتياز.

وأن ما زاد الأمر سوءاً أن المؤامرة لم تستهدف الحراك الشعبي الذي انطلق سلمياً فيها بهدف التغيير والتحول بالوسائل الديمقراطية وحسب،بل أدى أيضاً إلى ضرب الحراك واختراقه .ومن ثم أفضى إلى إضعاف مقومات الدولة الوطنية وإعادة تشكيل خارطة القوى السياسية على أساس الانتماءات الطائفية والاثنية والجهوية والقبلية. وهذا ما يخدم قوى العدوان والتدخل الخارجي على حساب مصالح الشعب العربي وحقه الطبيعي في التغيير الوطني الديمقراطي.

إن القيادة القومية للحزب وهي تؤكد على رفضها كل صيغ التدويل والاقلمة للحلول السياسية للأزمات التي تعصف ببعض الساحات ،تشدد على أن يأخذ الحضور العربي دوره في بلورة الحلول السياسية،وإقلاع من يراهن على الاستقواء بالخارج الدولي والاقليمي لتحسين مواقعه عن استمراره بذلك،لأن هذا من شأنه اطالة الأزمات وزيادة التضحيات البشرية والاقتصادية،دون أن تكون المحصلة لا في مصلحة الأمة،ولا في مصلحة المراهنين.

خامساً : إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ،وهي تعي حجم المعاناة الجماهيرية من ممارسة أنظمة الاستبداد والفساد،تدين بشدة كل أشكال الاغتيال السياسي وكل ما من شأنه أن يحد من حرية الرأي والتعبير وفق سياقات آليات النضال الديمقراطي.

وفي هذا السياق ترى قيادة الحزب أن العالم ما يزال يفتقر إلى وحدة المعايير في تعامله مع قضية الحريات العامة وحرية الشعوب وحقها في تقرير المصير. وحبذا لوأن الرأي العام العالمي الذي يستنفر لشجب جريمة تطال أشخاصاً بعينهم وهي جريمة مستنكرة ومدانة،أن يتحرك استنكاراً وشجباً للجريمة المتواصلة والمتمادية بحق شعب فلسطين و شعب العراق والأحواز وهم الذين باتوا ضحية اغتيال جماعي تنفيذاً لأبشع جريمة دولية منظمة ترتكب بحقهم وبحق الأمة العربية.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تؤكد بأن الأمن القومي العربي هو كل متكامل، تدعو الجماهير العربية وقواها الوطنية والشعبية وكل القوى المناهضة للاستعمار والصهيونية والشعوبية والرجعية الى توفير الاسناد المادي والسياسي لقوى المقاومة في فلسطين والعراق والأحواز وفي كل ساحة تواجه الأمة فيها عدواناً خارجياً، وتعتبر أن الانتصار للأمة في ساحات النضال هو انتصار للذات القومية. فالنضال الجماهيري كان وسيبقى العامل الحاسم في طرد المحتل واسترجاع السيادة وإسقاط منظومات الفساد والمحاصصة والاستبداد وفرض التغيير بقوة الإرادة الشعبية وأن الحزب في كل ساحات تواجده سيبقى محفزاً ومحوراً للنضال الجماهيري وستبقى منظمات الحزب طليعية في انخراطها في كل فعاليات المقاومة ضد المحتل وكل أشكال النضال الجماهيري المتوجه نحو التغيير بوسائل النضال الديموقراطي.

تحية لفلسطين وانتفاضتها، وتحية للعراق ومقاومته وحراك شعبه،
تحية للأحواز ومقاومتها وتصديها البطولي للاحتلال الفارسي الشعوبي
تحية لشهداء الحزب والأمة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر الرفيق صدام حسين والحرية للأسرى والمعتقلين والأبطال.
تحية للرفيق القائد عزة ابراهيم الأمين العام للحزب القائد الأعلى للجهاد والتحرير.
عاشت الأمة العربية ، والنصر ما كان إلا حليف الشعوب المكافحة لنيل الحرية وتقرير المصير.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
آواخر تشرين الأول ٢٠١٨

                   




الجمعة ٢٣ صفر ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة