شبكة ذي قار
عـاجـل










حرب طروادة من الاساطير التي تغنى بها هوميروس وقدم فيها مآثر تعبر عن اساليب كسب الحرب طويلة الآمد – وتحقيق الانتصار بالحيلة والخديعة. دام حصار مدينة طروادة عشر سنوات، لم يتمكن المهاجمون من دخولها الا بحيلة وخديعة شعارها السلام والمحبة. حيث صنع المهاجمون حصانا كبيراً أجوف، إختبأ فيه المحاربون ليدخلوا مدينة طروادة في جوف الليل وفتحوا الآبواب من الداخل وتمكن المهاجمون من دخول المدينة واحتلالها وأحرقوا الاخضر واليابس واستباحوا الحرمات ، بلا رحمة ولا شفقة. اثبتت تلك الحيلة ان القتال والانتصار في جميع المعارك لا يتحقق بالمهارة والبسالة، انما بكسر مقاومة الطرف الثاني دون اي قتال.

باءت محاولات الفرس المجوس التي استمرت لقرون عديدة بالفشل في كسر شوكة الامة العربية الى ان جاءوا ( بحمار طروادة ) .

في عام 1989عقد مؤتمر الطائف في المملكة العربية السعودية لانهاء الحرب الاهلية في لبنان التي مضى عليها اكثر من 15 سنة. تضمن الاتفاق سحب القوات السورية من لبنان، وسحب الاسلحة من الميشيات ووضعها تحت سيطرة الحكومة، باستثناء اسلحة ( ميليشيا حزب الله ) بحجة الدفاع عن لبنان ضد العدو الصهيوني. من الجدير بالذكر ان ذلك الاتفاق تضمن ايضا تشكيل تحالف ضم كل من السعودية ومصر وسوريا والولايات المتحدة، وإيران، ضد العراق.

بقي حزب الله مدججا بالسلاح ومدعوما من ايران على اساس انهم ( المقاومة الوطنية ) ضد إسرائيل. واستمر هذا الوضع حتى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000 وما يزال قائما لحد الآن. وقد اصبح حزب الشيطان الحارس الأمين لاسرائيل، ما دام يتناول البرسيم من إيران، الحليف الاول لاسرائيل دون منازع.

كثرت حمير طروادة وانتشرت في ربوع الامة العربية من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، وها هي تنهق في بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء والمنامة والرباط... والحبل على الجرار. لقد بات لزاما علينا قطع البرسيم عن هذه الحمير، وجعلها تفهم انها حمير وستبقى حمير حتى وان كان مظهرها حصاناً.





الاربعاء ٣٠ محرم ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيصر الأعظمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة