شبكة ذي قار
عـاجـل










( عود ثقاب قد يشعل السهل كله ) ماوتسي نونغ

 

الحكومة العميلة في بغداد تحاول بغباء أن تختزل ثورة عارمة معمدة بالدم بإجراءات ساذجة كان عليها ، لو كانت وطنية وليست عميلة ، أن تديم مشاريع العراق الاستراتيجية في العهد الوطني ولا تخربها : مثل السدود والمبازل وإستصلاح الأراضي الزراعية ومكافحة اللآفات الزراعية ، التي نشرتها القوات الأمريكية الغازية للعراق : مثل العنكبوت الأحمر الذي أباد غابات النخيل كما أبادت قنابلهم وقذائفهم الخارقة الحارقة سنابل القمح والشعير وأجساد البشر ، وبيوض ذباب الماشية ، التي نشرتها القوات الأمريكية ، التي فتكت بالثروة الحيوانية ، وكذلك نشرها جرذان المزارع التي خربت ألآف الهيكتارات من أراضي العراق ، ولوثت بمقذوفاتها المشبعة باليورانيوم المنضب تربة العراق ومياهه ، حيث يعاني أهلنا في جنوب العراق من وباء السرطان والتشوهات الخلقية حتى هذه اللحظة .. فضلاً عن معالجة الكهرباء والماء الصالح للشرب ونظم الصحة والتعليم والمشاريع الصناعية والخدمية والسكنية إلخ .

ولكن وظيفة هذه الحكومة العميلة هي أولاً : التخريب وثانيًا : سرقة المال العام وثروات البلاد الوطنية ، لصلح الأجنبي الأمريكي والإيراني على وجه الخصوص وباقي دول العالم الأستعماري المعروفة لدى الشعب العراقي .. عدا ذلك فليس هناك من يكترث أبدًا حتى تفاقمت الأحوال وتراكمت منذ عام 2003 حتى الوقت الحاضر ، وباتت من الصعب إصلاحها بمليارات الدولارات .. وهذا هو الهدف الاستراتيجي لإيران التي تريد العراق ضعيفًا وتحت هيمنتها ونفوذها .. وهو الهدف الإسرائيلي ذاته جعل العراق ضعيفًا ومنهكًا وممزقًا .. فيما ينسجم الهدف هذا مع ما تريده أمريكا تفكيك الكتل الكبيرة والقوية وإشاعة أنماط من دويلات المدن المتناحرة في المنطقة العربية عمومًا .. وهذا ما يسمى تلاقي الاستراتيجيات الإيرانية والإسرائيلية والأمريكية لتصب في إتجاه تدمير العراق والمنطقة :

-  الحكومة العميلة في بغداد تحاول أن تختزل حدثًا كبيرًا وجللاً ببضع دولارات وبضع درجات وظيفية وتشكيل ( لجان ) للمتابعة و( لجان ) لمحاسبة من أطلق النار من ( مندسين لا تعرفهم ) ، فيما تكون مشغولة إلى قمة رأسها بالكتلة ( الأكبر ) و( الأصغر ) والتحالفات والتهديدات والتسريبات واللقاءات الإستعراضية والولائم الباذخة على حساب جياع الشعب ودمائهم .. ويتم ذلك بدون خجل أو لسعة من ضمير .

-  الحكومة العميلة تحاول أن تستغفل الشعب والعالم إعلاميًاً بأن التنافس على السلطة هو ( صراع ) بين جبهتين : جبهة إيران ويمثلها العامري والمالكي والخزعلي والمهندس وغيرهم ، وهم أساسًا موالون سياسيًا وأيديولوجيًا وعسكريًا لإيران ، والجبهة الأخرى ، هي: جبهة الأمريكان ويمثلها العبادي والحكيم وعلاوي والصدر وآخرون .

-  الجبهتان شيعيتان .. والصراع بينهما شيعي - شيعي ، بمعنى شيعة إيران الصفوية وشيعة أمريكا الامبريالية .. والمراد من الشعب العراقي أن يختار فينقسم على نفسه سياسيًا ونفسيًا واجتماعيًا ودينيًا .. وبهذا التصنيف تضيع حقوق الشعب ويتسيد المحتلون الأمريكيون والإيرانيون الصفويون على مقدرات الشعب العراق لسنوات أربع عجاف قادمة ، فيما يظل نزيف الدم والثروة مستمرًا .

-  المغالطة تكمن هنا في موضوع الصراع ، فهو ليس صراعًا كتلويًا بين أمريكا وإيران ، فهما متوافقتان تمامًا منذ ما قبل عام 2003 وحتى الآن ، إنما هو صراع بين الشعب العراقي بكل أطيافه - ونموذجه في البصرة ومحافظات الجنوب وفي بغداد ومحافظات الوسط والشمال - وبين المحتل الغازي الأمريكي والإيراني ، اللذان يحاولان تفكيك العراق العربي الموحد ، ويحاولان تذويب هوية العراق والعراقيين ، الوطنية والقومية .

-  وتحاول الحكومة العميلة بإجرائاتها المتهالكة أن تضفي شيئًا من ( هيبة ) متهالكة على عمليتها السياسية المنتهكة التي لا تقوى على الاستمرار وهي تلفض أنفاسها الأخيرة في حلقة مفرغة من المراوغات والكذب والاحتيال ونصب الفخاخ للآخرين بدعوى التحافات والتحافات المضادة ، وبدعوى تشكيل حكومة الكتلة ( الأكبر ) وقوى المعارضة ككتلة حكومية برلمانية !! .

-  من هو العبادي ؟ ، ومن هو الحكيم ؟ ، ومن هو الصدر ؟ ، ومن هو العامري ؟ ، ومن هو المالكي ؟  ،ومن هو الخزعلي ؟ ، ومن هو المهنددس ؟ وغيرهم .. ألم يكونوا إيرانيين ؟ ، هم أنفسهم من حزب الدعوة وحزب الحكمة وحزب سائرون وحزب كذا وكذا وكذا ؟ ، ألم يكونوا أحزاب إيران ؟ يتنافسون على المناصب والنفوذ والمغانم لحساب إيران وجيوبهم .. فما هو مغزى لعبة الكتلة الأكبر ؟ ، الذي قال عنها الدجال ( عزة الشابندر ) بأنها ( الكتلة السياسية الأكبر ) ، وبهذه الإضافة حل مشكلات العراق والعراقيين ومعضلاتهم .. ثم ، من هو علاوي ؟ ، ومن هو النجيفي ؟ ، ومن هو المطلك ؟ وآخرون ، ألم يكونوا عملاء ولصوص يلعبون على إيقاع الطائفية والعرقية والواجهية ؟ .

-  هؤلاء جميعًا هم عملاء مهما تربعوا على أي ( كتلة ) كانت ، سواء كانت شيعية إيرانية أو شيعية أمريكية .. فهي تسميات وتوصيفات تقصدها أمريكا في التداول السياسي والإعلامي ، كما تقصدها إيران وتقصدها السلطة العميلة القابعة في المنطقة الخضراء في وسائلها السياسية والإعلامية .

-  الشعب العراقي قد تجاوز هذه اللعبة وارتقى بوعيه إلى مستوى الإدراك بأن قواعد اللعبة ما عادت تنطلي عليه ، سواء أطلقها وتبجح بمفرداتها السياسي والإعلامي والحزبي المنخرط في الأحزاب السياسية الفاضحة التي تدير العملية السياسية المأزومة وغير القابلة على الحياة أبدًا .. والدليل الأول : عزوف معظم أوساط الشعب وشرائحه عن الانتخابات ، والدليل الثاني : إندلاع الثورة في جنوب العراق ، ( معقل ) أحزاب العملية السياسية ، كما تصورها وسائل الإعلام منذ عقود ، وكأن جنوب العراق ضيعة سهلة للدولة الفارسية . والدليل الثالث : الانتخابات المزورة التي يشهد عليها الشعب العراقي والعالم ، والدليل الرابع : حرق صناديق الاقتراع لمحو دليل التزوير المكشوفة ، والدليل الخامس : إفتضاح وجود قوات الميليشيات في داخل الدولة وخارج سياقات العمل الحكومي ، فهي جيش موازي لجيش الدولة ولا يتلقى الأوامر منها إنما من إيران !! .

-  الحلول الترقيعية لا تجدي نفعًا ، والوعود التطمينية لا تجدي نفعًا ، وعلاج السرطان بالأسبرين لا يجدي نفعًا ، وتلميع الوجوه الكالحه والعميلة بالمساحيق لا يجدي نفعًا ، ومحاسبة فاسد أو فاسدين لص أو لصين وبقاء الرؤوس الكبيرة الفاسدة لا يجدي نفعًا .

-  العلة تكمن في العملية السياسية وبدستورها الملغوم بانقسامات الأكثرية والأقلية .. والعلة تكمن في هيكلية المحاصصة الطائفية والعرقية وتوزيعها بشكل مقرف من رأس الدولة مرورًا بالوزراء والوزارات والسفراء والسفارات والمدراء العامون ودوائر الدولة ومؤسساتها وحتى استعلاماتها ومقرات أحزابها وميليشياتها ومكاتب ممثليها في الحشد والمتعة .

العلة تكمن في الرؤوس التي تزاول عملها حاليًا بكل صلافة وهي فاشلة وفاسدة وتعلن بوقاحة عن وجودها وتهدد بإحراق العراق علنًا .. ولكن الشعب العرقي لن يخاف فقد كسر حاجز الخوف في الجنوب والوسط والشمال أيها العملاء !! .





الخميس ٣ محرم ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة