شبكة ذي قار
عـاجـل










المدخل :

ترك ( أوباما ) الرئاسة وخلف ورائه قاعدة للتحرك مدعومة من الحرس الإيراني ، تحت قيادة مدنية متخفية تعمل بالدبلوماسية ، مثل ( جون كيري ) الذي حقق بطلب من ظريف اكتساب (500) خمسمائة فارسي للجنسية الأمريكية أثناء المفاوضات الأمريكية - الإيرانية حول الملف النووي ، وافق عليه أوباما فوراً ، ومعظم هؤلاء من الحرس الإيراني أو عائلاتهم والمتعاطفين أو الذين ينفذون توجيهات المرشد الأعلى " علي خامنئي" .. فيما يعمل بيدقان أوربيان بحماس منقطع النظير لإفساد قرار العقوبات الاقتصادية الأمريكية وهما كل من " فيديريكا موغيريني" الناطقة باسم الاتحاد الأوربي والمخولة بالتحرك الدبلوماسي الأوربي و"  أليستر بيرت " الوزير المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية .

تقول موغيريني ( يتعين على الاتحاد الأوربي احترام توقيعه على الاتفاق النووي الإيراني ) .. بمعنى ، أن على الاتحاد الأوربي العمل على عدم التراجع عن تعهده والتزامه بشأن الملف النووي الإيراني ، وعليه احترام توقيعه على الاتفاق وعدم التنصل عنه كما فعلت أمريكا .. ولكن موغيريني لم تسأل نفسها لماذا لا تحترم إيران إلتزاماتها الإقليمية وتحترم القانون الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة - العراق وسوريا ولبنان واليمن وباقي الدول العربية - وتهدد بغلق مضيق ( هرمز ) ، وتهدد بتعطيل الملاحة الدولية في مضيق باب المندب بوجه صادرات النفط إلى أوربا وباقي دول العالم ، وتطلق الصواريخ الباليستية على السفن التجارية ؟ ، لماذا لا تسأل موغيريني إيران ، لماذا لا تحترم مبادئ حسن الجوار وتصر على زعزعة إستقرار المنطقة وتهديد العالم ، وليس هناك من يهددها من دول المنطقة ، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل ؟ ، ولماذا لا ترد على إيران حين هدد أحد قادة الحرس الإرهابي بأن إيران ستستخدم إنتحاريين في (110) دولة أوربية وآسيوية وعربية للقيام بأعمال الأرهاب في تلك البلدان ؟ ، ألم يكن هذا التصريح الرسمي إعترافاً إيرانياً رسمياً بأنها تمتلك خلايا إستخباراتية مؤدلجة ومهيئة لفعل الإرهاب في العواصم الأوربية على وجه التحديد إذا ما تنصلت أوربا عن الاتفاق النووي ؟ ، ألم يكن ذلك اعترافاً بأن إيران هي دولة إرهاب ؟ .

لم يوقع الاتحاد الأوربي فعلياً على الاتفاق النووي الإيراني الكارثي ، إنما وقعته ألمانيا وهي ليست عضواً في مجلس الأمن .. ووقعته فرنسا ، وبريطانيا خرجت من الاتحاد ولم تعد معنية بأمره والتزاماته بقدر حضورها الاستخباراتي .. كما لم توقع عليه أي جهة دولية ولم يصادق عليه البرلمان الأوربي أو أي برلمان آخر دستورياً لكي يكتسب الدرجة القطعية .. كما أنه اتفاق لم يكتسب صفة قرار لمجلس الأمن الدولي .. فمن أين أتت موغيريني بلعبة التوقيع وكأن التوقيع قدراً إلاهياً لا يخطأ ؟ ، والاتحاد الأوربي لم يكن جزءاً من مفاوضات الاتفاق النووي كاتحاد أوربي .. كما أن أعضاء مجلس الأمن الخمسة + ألمانيا ، كانوا يمثلون دولهم ولم يمثلوا الكيان المعنوي أو الشخصية المعنوية القانونية لمجلس الأمن ، الذي يخضع لآليات معروفة .. ولأن الاتحاد الأوربي لم يكن جزءاً ، كاتحاد ، من مفاوضات الاتفاق النووي .. فأن من صاغ الاتفاق هم مجموعة من الدول ليست لهم صفة رسمية تفويضية للاتحاد الأوربي ولا لمجلس الأمن الدولي - كما هو حاصل إزاء تسوية النزاع حول قضية قبرص - وبالتالي ليست لهذه الدول الأوربية صفة تخويلية موحدة ، وإلا لماذا اقتصرت المفاوضات على هذا العدد القليل جداً من الدول الأوربية ؟ ، فمن أين جاءت ( موغيريني ) بلعبة النص المقدس ؟ ، ألم يكن تريد إنقاذ نظام إيران الإرهابي ، الذي ضرب قلب العواصم الأوربية ؟ ، ولماذا كل هذا الاهتمام بنظام ( ثيوقراطي ) مجرم وتوسعي وطائفي يصدر الإرهاب إلى المنطقة وحتى أوربا ؟ .

إذن هناك ما يدعو إلى الشك في ما يجمع بين ( موغيريني ) وحركتها الدائبة وحماستها المتفانية للدفاع عن إيران ، وبين ( جون كيري ) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ، والعلاقة العائلية الحميمة التي تربط عائلة  محمـد جواد ظريف ، زواج المصلحة في إطار اللوبي الذي ما يزال من مخلفات الإدارة الفاسدة لـ( أوباما ) !! .

فالاتفاق النووي ، كما هو معروف ، لم تصادق عليه برلمانات دول أوربا المعنية بالمفاوضات ، ولم يصادق عليه برلمان الاتحاد الأوربي لكي يكتسب الاتفاق صفة رسمية كقرار مجلس الأمن .. فعملية رمي طوق النجاة لنظام دموي يدعوا إلى الاستغراب وخاصة حماسة هذه السيدة التي تربطها علاقات ودية مع ( محمـد جواد ظريف ) ، ويمكن الاستعانة بعلم لغة الجسد حين يجلس ظريف إلى جوارها ، فضلاً عن الهدايا الثمينة التي أغدق بها عليها طيلة فترة المفاوضات ( الأوباموية ) وحتى الوقت الحاضر !! .

والتساؤل هنا ، لماذا تعمل ( موغيريني ) على إنقاذ نظام طهران ولا تطلب منه أن يكف عن إرهاب الدولة في خارج حدود الدولة الإيرانية ؟ ، ولماذا تعمل موغيريني عن نصح إيران باتباع استراتيجية الخداع وهي تعلم بأن هذه الاستراتيجية لم تعد تفلح ولا تنجح، ولكن موغيريني وسمسار مسقط وتجار الخليج يساعدون على استمرار المراوغة والمخادعة ، التي تشجع عليها موغيريني ملالي طهران .

إيران تعيش على شعار( الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ) .. وهنا مكمن الخداع فضلاً عن مكمن خداع فارسي آخر وهو دعم ( قضية فلسطين ) .. يقول محمـد جواد ظريف في حديثه مع صحيفة نيويورك تايمز عام 2016  ( إنه من دون معاداة الامبريالية ، لن يتسنى لجمهورية إيران أن تكون أفضل حالاً من باكستان الحالية ، أي لن تحظى في نظر العالم المعاصر بأي قيمة تذكر ) !! .

إيران ، نياتها لا تتطابق مع أفعالها منذ عام 1979 ولحد الآن .. فهذه النيات هي في حقيقتها منهج سياسي مُقَرْ دستورياً .. فيما العالم الخارجي يتصف بالواقعية .. ولأنه واقعي وهو يتعاطى مع الحقائق الواقعية على الأرض ، فأنه لا يتعامل مع النيات ما لم يكن لها نصيب من الوجود على أرض الواقع .. فأين نصيب الواقعية في تقييم السياسة الخارجية الإيرانية ذات النزعة الإرهابية ؟ ، فإيران لا تمتلك القدرة على تحويل كذبها إلى حقيقة واقعية إيجابية في تعاملاتها الخارجية .. فممثلة الاتحاد الأوربي ( موغيريني ) ومساعدها ( أليستر بيرت ) الوزير المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية ، رغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ، هي ممثلة سياسية مشكوك بنزاهتها ومريبة في تصرفاتها مع مجموعة محمـد جواد ظريف ، هذا الأفعى الفارسي الاستخباراتي الأملس ، الذي يتعامل بسلاسة الأفعى مع جون كيري ، وخشونة الضبع الأجرب غيره إذا اقتضى الحال .. أوربا فاشلة في تعاملها المريب مع مصدر الإرهاب العالمي وستدرك ذلك حين تتأكد من خلايا الفرس النائمة في قلب عواصمها .. ولكن التساؤول في هذا المجال ، هل تأكد الأوربيين من هم وراء تفجيرات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ولندن وتركيا وغيرها ؟ .. وهل مازالت البلادة والمحابات والمصالح الضيقة تتحكم بصناع القرار من الأوربيين الذين يلهثون وراء شركاتهم ، فيما تهدد دولة الإرهاب الإيرانية قلب أوربا !! .





الثلاثاء ٢٣ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة