شبكة ذي قار
عـاجـل










من أتيحت لهم فرص مشاهدة و سماع ردود أفعال أحزاب سلطة الاحتلال وبعض أركان هذه السلطة على الفضائيات تجاه العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد النظام الإيراني سيعتقد أو يفكر لوهلة أن هذه الأحزاب قد جاءت إلى سلطة العراق وتمكنت من حكمه ليس بواسطة غزو كوني تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية اغتال دولة العراق الوطنية ونصبهم، بل إن البرازيل أو دولة جزر القمر أو إيران هي التي مكنتهم ونصبتهم مع يقيننا أن الخونة والعملاء لا يعرفون الوفاء لأي كان. بل إن المراقب قد يصيبه نوع من التشويش فيظن أنه لا يستمع إلى ( عراقيين ) يتحدثون دفاعا عن إيران بل إيرانيين متطرفين في غلوهم في الدفاع عن بلدهم ونظام وليهم الفقيه.

وبغض النظر عن موقفنا من جدية أو عدم جدية حزمة العقوبات المعلنة من أمريكا ضد إيران، نوجه السؤال لأمريكا : هل حصل في تاريخ الغزو في العالم أن نصبت دولة غازية سلطة وأحزابا على مقدرات البلد الذي غزته واحتلته لا تدين لها بالولاء وتعاديها وتشاكسها علنا هكذا على رؤوس الأشهاد؟ أم هل أن أمريكا تعرف أن هؤلاء المغردين والمصرحين تافهون لا وزن ولا قيمة لصراخهم وعويلهم فلا تلتفت له وتتركهم ينعقون كالبوم في خرائب موحشة؟

ويزداد الأمر غموضا حين نتابع رئيس وزراء سلطة الاحتلال حيدر العبادي نفسه الذي اضطر تحت سيل التصريحات المعادية بل والتهديدات والتلميحات الصريحة إلى أنه انتحر سيساسيا لمجرد أنه أعلن أن ( العراق ) مرغم ومضطر للالتزام بالعقوبات الأمريكية ليعود ويصرح متلعثما فاقدا للثقة والوضوح والإرادة بأنه لم يعلن عن التزام عراقي بالعقوبات وكأنه يكفر عن ذنب عظيم ارتكبه مستحضرا كل ما وهبه الله من مكر وحيلة ومخادعة كانت تفصح عن اهتزاز شخصيته وتهالكها وانعدام وزنه بل وأظهرته وكأنه ريشة في مهب ريح عاصف.

هؤلاء الذين صرحوا بولاءهم ل ( بلدهم ) إيران واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس ( العراقي ) من أجل حماية وإسناد إيران كانوا في الحقيقة يؤثثون لشخصية رئيس الوزراء القادم ويفصحون بلا رتوش لكل العالم وأولهم الأنظمة العربية بأن الأحزاب الحاكمة في بغداد إيرانية وأن السلطة والبرلمان ايرانيان وأن أمريكا لا تتحكم بعمليات تركيب سلطة المنطقة الخضراء.

ولكن من جهة أخرى نحن نعلم أن هذا الهذيان الإعلامي لا يمس شعرة في السلطة المطلقة لأمريكا في العراق كونها هي من خلق العملية السياسية التي يلعب بها هؤلاء وكونها هي من تحميها ولولا حمايتها لجعلها شعب العراق شذرا مذرا ولن تنفعهم إيران بشئ.

وفك طلاسم الموضوع كله يفضي إلى قناعات عميقة بأن لا عقوبات جدية أمريكية على إيران، وهؤلاء السياسيون الرافضون في بغداد وقنوات إعلام الاحتلال لا يتحدون أمريكا لأنهم يعرفون أنها هي سيدهم مثلها مثل إيران وأن العراق محتل من كلا الطرفين وأمواله وثرواته مباحة لهما في آن معا وأن البطولات الفضائية التي يعبر عنها رجال إيران في العراق لا تعبر عن عداء لأمريكا بل هي جزء من ممارسة الديمقراطية على الطريقة الأمريكية حيث الهراء في الفضائيات لا يعني سوى هراء، والأمريكان أكبر من أن ينزلوا إلى ردائته وانحطاطه وتفاهته.

عموما .. نؤكد قناعاتنا بأن الأحزاب الحاكمة في الخضراء إيرانية وأميركا هي من سلطتها وتحميها. ونؤكد أن العقوبات الأمريكية على إيران لا قيمة لها ما لم تغلق أمريكا الحدود والأجواء بين العراق وإيران لأن بدون إجراءات حازمة وحاسمة فإن العراق المحتل من إيران سيكون هو الممول لأي نقص في اقتصاد إيران وسيدعم العملة الإيرانية لأن العراق بالنسبة لإيران هو كمثل شيكاغوا لواشنطن قدر تعلق الأمر بالأحزاب والسلطة والبرلمان وفوقهم كلهم العملية السياسية الأمريكية في العراق.

إن العقوبات وردود الأفعال عليها أوضحت لمن غابت عنه الحقائق من العراقيين أن الذين يحكمونهم هم فرس غلاة متطرفون وليسوا عراقيين وأن العراقي الذي يحب وطنه يجب أن ينتفض ويثور ليحرر العراق من الاحتلال المركب.





الاحد ١٤ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة