شبكة ذي قار
عـاجـل










يستقبل العراقيون الأصلاء ومعهم كل العرب الأحرار ذكرى يوم الأيام وبيان البيانات، يوم 8-8-1988، بكثير من الفخر والزهو، ذلك أنها تعيدهم لزمن الأمجاد والتاريخ من خلال تتويج ملحمة ثماني سنوات كاملة من الصبر والرباط والكفاح والجهاد والانضباط والدفاع عن العروبة رابطة وهوية جامعة أقوى من كل مخططات الأشرار الإرهابيين، بالنصر المؤزر الظافر الذي تجرع فيه كبير المشعوذين وإمام الدجالين الخميني الإرهابي السم الزعاف بأن اضطر صاغرا للقبول بوقف الحرب العدوانية الغادرة التي شنتها إيران الفارسية الصفوية الخمينية المترعة ثارات وتآمرا، والحاقدة على العراق خدمة لتوصيات الغرب وتنفيذا للمخططات الامبريالية والصهيونية العالمية التي قضت بمحاربة العراق وتعويق تجربته الكفاحية الرائدة على المستوى العربي وإيقاف مسيرته التنموية الخلاقة المبدعة، والتي استشعرت الأطراف المعادية للأمة خطرها الداهم فقضت بوأدها عبر التحايل عليها واستهدافها بأكثر من طريقة وبأزيد من معول هدم حتى يبقى العرب تبعا أذلة عاجزين قاصرين عن الفعل وفاقدين للسيادة فيسهل نهب مقدراتهم والعبث بثرواتهم وخاصة تغييب ثقلهم ودورهم الحضاري المأمول والمناسب مع رصيدهم الزاخر في ذلك المجال.

ففي ذلك التاريخ، انكسر العدوان الإيراني الجبان، وانحسر المد الفارسي الصفوي الخميني الشعوبي الطائفي الحاقد، وانتصر العراق العربي المتشبث بهويته وبعروبته المنافح عن وحدته وسيادته ومناعة أمته إيمانا منه ومن قيادته القومية الشجاعة وجيشه الباسل البطل وشعبه العظيم بأن الخطر الفارسي ومشروع ما يسمى بتصدير الثورة الإسلامية المزعومة، لم يكن يقصد العراق فحسب، ولم يكن ليتوقف عند حدوده، بل إنه كان مصمما على المضي لآخر رقعة وآخر حبة رمل من الوطن العربي العزيز.

وفي ذلك اليوم، خطت ملحمة خالدة ولكنها فارقة في التاريخ العربي المعاصر، لتكون أول نصر عربي حقيقي، جاء ليضمد جراحات الأمة الغائرة، وليذهب اليأس والقنوط عن نفوس أبنائها وقد كادوا يستسلمون لدبيب اليأس بفعل تتالي الصفعات وتوالي النكبات وتعاقب النكسات، ولتسفه أجراس الحرب النفسية المفتوحة على العرب من كل صوب وحدب بغية الزج بهم في غياهب التسليم والرضى بالواقع والكفر بالحياة والانتماء ولإشاعة الهزيمة وتثبيتها قدرا مقدرا عليهم لا سبيل لتغييره أو الثورة عليه.

ولقد تضاعفت أهمية ذلك النصر الباهر وتعمقت مدلولاته بفضل مساهمة مختلف مكونات الشعب العراقي بكرده وعربه وصابئته وآشورييه وإيزيدييه ومسيحييه ومسلميه شيعة وسنة، فلم تقتصر مهمة صد المشروع الفارسي الخبيث على جهة دون أخرى، أو شريط غربي على آخر شرقي وغير ذلك. وعليه، فلقد كان ذلك النصر وليد تحمل العراق لمسؤوليته الحضارية والقومية على امتداد التاريخ بما يتلاءم مع مكانته المعلومة المحفوظة سيما في صد أطماع الطامعين والغزاة وأعوانهم.

وها نحن اليوم، وبالتزامن مع ذكرى يوم النصر العظيم، نتابع ونعيش على وقع أحداث عظيمة وبشائر نصر كبير وعملاق وواسع آخر ونتحسس نسائم سفر نضالي عبقري جديد تختطه سواعد أبناء ما بين النهرين، حيث فجر العراقيون الغيارى انتفاضة عارمة وسطروا هبة حاشدة انطلقت منذ شهر من البصرة سرعان ما لحقت بها وتداعت لها محافظات الفرات الأوسط ليصل قبسها سريعا لبغداد العروبة الصابرة المرابطة.

وها هم أحفاد من جرعوا الإرهابي الخميني السم الزعاف، يدقون آخر الأسافين في نعش دولة الشر والبغي والعدوان إيران الفارسية الصفوية، ذلك أنهم ثاروا بوجه طغمة الجواسيس والعملاء الجاثمين على صدور العراقيين والذين أتى بهم الغزو الأمريكي الظالم، بعدما طفح بهم الكيل بفعل ما عانوه بسبب جرائمهم وإيغالهم في العبث بالعراق أرضا وشعبا وتاريخا وحضارات ومقدرات.

وإن هذه الانتفاضة الأصيلة المباركة، وإن كانت تستهدف حكومة ما يسمى بالمنطقة الخضراء، فإنها تضرب دولة الكهنوت الإيرانية ونظام الملالي الشعوبي الحاقد فيها في مقتل موذنة باقتراب نهاية مشروع الولي الفقيه فتقبر أحلام الخامنئي المجرم وريث وخليفة الخميني الدجال.

فانتفاضة العراقيين، تسبب صداعا مزمنا لنظام طهران، وتسدد ضربة قاصمة المشروع الفارسي الصفوي، حيث أنها وعلاوة على تزامنها مع تصدع الداخل الإيراني بفعل تواصل وتوسع انتفاضة الشعوب الإيرانية ضد طغمة الأقلية الفارسية العنصرية الحاكمة، وتنامي الضغوط الخارجية سيما تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب، فضلا عن الانهيار الاقتصادي غير المسبوق باعتراف المجرم روحاني نفسه، تنهي جميع رهانات الخامنئي وزمرة الشعوبيين الطائفيين العنصريين المحيطة به، وتعلن عن الصحوة العراقية الهادرة والعارمة الرافضة لسيطرة إيران على العراق، وتشي بوضوح تام بانجلاء الغشاوة التي حسب دهاقنة الفرس أنهم أحكموا بسطها على العراقيين، وتحدث بأفول مفعول المخدر الطائفي المذهبي.

وعليه، فإن كل الرهانات الفارسية ومشاريع التمدد والتمطط داخل الجسد العربي في طريقها للسقوط المدوي، وذلك لما ستولده انتفاضة العراق الغراء من وقائع جديدة أهمها على الإطلاق خسارة العراق قاعدة انطلاق إيرانية لإحياء الإمبراطورية الفارسية الغابرة، وهو ما يعني حتما انكفاء إيران للداخل نهائيا لأنها عاجزة في حال تغير أحوال العراق وفقدان سيطرتها على بلاد الرافدين، عن تحمل تبعات حماقات ومغامرات ملاليها وجنرالاتها المجرمين.

فمرحى لأحفاد قادة ومهندسي وصانعي انتصار 8-8-1988 الخالد..
ومرحى لمن جرعوا الخميني السم الزعاف، وهنيئا لهم بأبنائهم وأحفادهم وهم يخلخلون عرش العملاء في بغداد، ويقبرون أحلام الخامنئي!!





الاثنين ١ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة