شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد عانت  الأمة العربية من التدخلات الفارسية في شؤونها الداخلية لقرون عدة، فكلما تغير نظام إيران واستبشرت بعلاقات حسن الجوار مع النظام الجديد إلا أنه ومع الأسف الشديد يكون أكثر عداءً للأمة من سابقه حتى مرحلة حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي نصبته أمريكا ودول الغرب شرطياً على الخليج العربي وأطلقت له العنان للتدخل بشكل سافر في الشؤون العربية، فاحتل الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي وساند بكل إمكاناته حركة العصيان في شمال العراق في كافة مراحلها حتى تفجرت ثورة 17-30 تموز 1968 في العراق التي استطاعت قيادتها أن تتصرف بحكمة مع تصرفات نظام الشاه فتوصلت إلى إبرام معاهدة 1975 معه في مؤتمر قمة عدم الإنحياز المنعقد انذاك في الجزائر، فتوقف نظام الشاه عن دعم العصاة في شمال العراق وبدأت العلاقات تتحسن بين البلدين.

وما إن شعرت أمريكا ودول الغرب الإستعمارية بضعف الشاه وهي من كانت قد أعدت سلفاً البديل حتى استغلت التظاهرات الإحتجاجية التي حصلت في إيران ضد نظام الشاه في العام 1979 فارسلت المقبور خميني وبدعم منها للإستيلاء على السلطة تحت غطاء الدين وبتسمية الولي الفقيه وبعد سيطرته على النظام بأكمله حان وقت تنفيذ أوامر أسياده في اجتياح  الوطن العربي بدءاً من  العراق، فشن حربه العدوانية عليه في 4/9/1980 وأصر نظامه على استمرارية الحرب التي كلفت الطرفين الكثير من الأرواح والأموال وبالرغم من الضربات الموجعة التي وجهها العراقيون له توهم بأنه سينتصر بهذه الحرب ليحقق حلمه في إقامة الإمبراطورية الفارسية بعد أن يضم العراق وأقطار عربية أخرى لها ولكن بالمقابل أصر العراقيون شعباً وقوات مسلحة وبمعاونة عربية محدودة على تحقيق  النصر وكان ذلك في مثل هذا اليوم الثامن من آب 1988 بعد أن أجبروا وليهم السفيه على الإعتراف بالهزيمة وموافقته على وقف إطلاق النار الذي رفضه لثمان سنوات وموافقة العراق عليه في الأيام الأولى للرد العراقي فاندحر الشر الذي كان يستهدف الأمة العربية بأجمعها وليس العراق وحده بل كان العراق البوابة التي اعتقد الأيرانيون أنهم سيجتازونها بسهولة فاستبشرنا نحن العرب بهذا النصر المبين وعادت لنا ثقتنا بقدرات أمتنا في الدفاع عن نفسها فكان نصر العراقيين لنا جميعاً نحن العرب ومن واجبنا الإحتفال به كل عام ومن لا يحتفل فهو ليس عربياً بل هو يرتجف من النظام الإيراني العدواني ويخشاه ويجامله على حساب أمة العرب التي ينتمي اليها.

تحية لابطال  القادسية الثانية الذين حققوا النصر والرحمة للشهداء الأبرار .





السبت ٢٩ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلمى الإدريسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة