شبكة ذي قار
عـاجـل










الفساد لا يأتي أو يتدحرج من أسفل إلى فوق !! .
الفساد يتدلى من أعلى ويتشعب ليبني أعشاشاً للتفسخ .
الفاسدون الكبار ، قد يقصون الفاسدين الصغار من أجل بقائهم على رأس السلطة .
لا صلاح إلا بإقصاء الفاسدين من القمة لكي تموت بؤرهم .

منذ أن حل الاحتلال الأمريكي والإيراني في العراق عام 2003 والفساد يتصاعد والمفسدين يتكاثرون ، ينهبون المال العام ويفسقون بقداسة السماء وبقيم الأرض ، وكل ذلك يتم تحت خيمة الدين وراية المذهب ، حتى باتت الحياة لا تطاق في بلد وارداته من النفط تبلغ أكثر من (188) مليار دولار سنوياً .. فيما ماتت الزراعة وتصحرت الأرض وتلاشت غابات النخيل وجف النهران العظيمان الأزليان دجلة والفرات وتهدمت المشاريع وكثر المتسولون والعاطلون واتسعت فجوة الفقر والبطالة وانحدرت معدلات الصحة والتعليم وتعملقت الأمية وسادت معالم الجهل وتفككت العائلة وتفسخت القيم الأجتماعية وتهاوت البيئة وتفشت المخدرات وكثرت بيوتات الفسق تحت عناوين ( المتعة ) وتقزمت المثل العليا ، ولم يعد للوطنية سوى طبل أجوف يطبل عليه الفاسدون كلما أرادوا التسلق إلى برلمان الفساد ورئاسات الفساد ووزارات الفساد وسفارات الفساد ودكاكين المليشيات الطائفية الفاسدة ، التي يزينونها بصور رجال ليسوا رموزاً للعراق إنما رجال أجانب هم ( خميني وخامنئي والسيستاني والحكيم والعامري والخزعلي وأبو مهدي المهندس وقاسم سليماني وغيرهم ) .. فهل من فاجعة أكبر وأخطر من هذا المشهد الذي يعيشه شعب العراق العربي الأصيل ؟ ، وهل بات المشهد هذا خافياً على أهلنا في الجنوب والوسط وفي بغداد العاصمة والشمال العزيز ؟ ، كلا ، الشعب العراقي وتعداده ستة وثلاثون مليوناً يدرك عمق المأساة التي يعيشها .. فهل تنطلي عليه حيل الفاسدين بدعاوى شراء الكهرباء من الكويت ، التي تسرق نفط العراق ، ومن إيران التي تغلق المياه عن أراضي العراق وتصدر إليه الإرهاب والموت والأيدز الطائفي والأغذية الفاسدة ونفايات مصانعها ورجالات الهلوسة والدجل والكذب والنفاق بأسم المذهب وبأسم العظماء آل بيت الرسول الكريم ، وهم يُسَخِرونَ الدين والمذهب والرجال من غير الإيرانيين وقوداً لحروبهم الفارسية التوسعية .

فالفساد لا يتدحرج من أسفل إلى فوق ، كما يقول الشاعر أبي نؤاس : هزني الشوق لأبي طوق ... فتدحرجت من أسفل إلى فوق وكان أبي نؤاس يفترش الأرض وأبا طوق على السرير ..!! .

كلا ، الفساد لا يتدحرج من أسفل إلى فوق ، إنما الفساد يتدلى من قمة السلطة نحو الأسفل لكي يبني أعشاشه في ظل الفقر والقهر والتهديد والبطش والانتهاكات والاغتصابات بكل أشكالها .. والهدف هو تفسيخ المجتمع حتى يسود ويتسيد الفاسدون على مقدرات الشعب .. ووراء الفاسدسين رجال أجانب خارج الحدود إيرانيون وأميركيون يتعاملون ويسيرونهم كما تريد طهران وواشنطن وورائها تل أبيب والماسونية في قلب لندن ، التي يزورها ويتعالج في دهاليزها السيستاني كلما ضاقت به الحيل !! .

الفاسدون كحفرة القمامة يكبرون ويتخمون ويمدون سيدهم في طهران بما يريد من أموال الشعب العراقي ومن دماء أبناء الشعب العراقي لكي يتوسع ويقتل ويحرق ويهجر ويخط لنفسه طريق الحياة الفارسية عبر جثث العراقيين وأنقاض منازلهم وقراهم ومزارعهم نحو بؤرة الأرهاب في الجنوب اللبناني حيث العبد المطيع لولي الفقيه حسن نصر الله الفارسي وسواحل البحر الأبيض .

إزاحة الفاسدين من مراكزهم ومواقعهم الرسمية ومحاسبتهم على سرقاتهم هو الهدف المركزي لهذه المرحلة .. لأن غياب الفساد والفاسدين يظهر العدالة لكي يسود الاستقرار وتظهر ملامح الطريق نحو المواطنة والوطنية على طريق الاستقلال من ربقة الأحتلالين الإيراني والأمريكي .

الفاسدون يراوغون ويخادعون ويكذبون ليكسبوا الزمن كأسيادهم الإيرانين وخداعهم ومراوغاتهم وحيلهم وكذبهم منذ عام 1979 وحتى الآن .. ونغولهم في العراق منذ ما قبل عام 2003 وحتى الآن .. إعتقاداً منهم بأن كذبهم وخداعهم سيستمر .. وحبل الكذب كما يقال قصير وقصير جداً .. والفاسدون لا يستطيعون بناء مشروع واحد فكيف بناء دولة سياسياً واقتصادياً وصناعياً وزراعياً وتقنياَ وتربوياً وتعليمياً وعلمياً وصحياً وأمناً وطنياً وجيشاً وطنياً وإنساناً وطنياً يعتز بهويته الوطنية والقومية .. ولكونهم فاسدين فهم يخدمون ذواتهم وأسيادهم خارج الحدود ، فهم في مقاسات القانون الوضعي والسماوي مجرمون .

لا يصلح العراق إلا عند خلو قمته الحكومية والرسمية المتمثلة بما يسمى بالعملية السياسية وتغيير الدستور وإنهاء وجود الميليشيات المسلحة بإقصاء رؤوسها الفاسدة المرتبطة بالأجنبي الإيراني والأميريكي والبريطاني في عمالة مزدوجة .. فمن الصعب على الشعب العراقي قبول المحاصصات الطائفية والأثنية المقرفة التي جربها على مدى أكثر من خمسة عشر عاماً من الذل والظلم والحرمان .. ومن الصعب عليه قبول لعبة ( الكتلة الأكبر ) ولعبة الإصطفافات والمراهنات وبالونات الإختبار القميئة الفاضحة .. ومن الصعب عليه أن يقبل بلعبة الاصبع البنفسجي وسيناريوات لي الأذرع وتزوير صناديق الإقتراع ومن ثم حرقها لكي تطمس جرائمها .. ومن الصعب على الشعب العراقي أن تنطلي عليه ( أنبولات ) التخدير على أمل مداواة السرطان بالأسبرين .. إنه زمن اليقضة الوطنية والقومية أيها العملاء !! .





السبت ٢٢ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة