شبكة ذي قار
عـاجـل










9 نيسان 2003 كان كل العراقيين مكلفين بالدفاع عن العراق جيش حرس جمهوري الاجهزة الخاصة الحزب وكل عراقي مكلف بواجب كان يؤدي واجباً رسمياً وطنياً امام الجهة المسؤولة عنه بمبدأ ( الثواب و العقاب ) التي يضعها جميع من مكلف بواجب أمام عينية فالكثير كان يطمح بمنصب وامتيازات وكان هناك من يخاف العقاب أذا ترك موقع الدفاع عن العراق . في الساعات الاخيرة ليوم 9 نيسان لم يبقى شيء لسلطة الدولة العراقية وانتهت سيادة الدولة بعد دخول القوات الغازية لبغداد , لتبدأ حقبة أخرى تحمل في طياتها المجهول .

بعد أن وقع فعل الاحتلال على البلد مساء يوم 9 نيسان 2003، وانهارت المنظومة الرسمية ، لـم تكن فـي ذلـك الحين على أرض العراق مقاومة معروفة سوى رجال البعث ولم تظهر فصائل المقاومة الى نهاية 2003

لا نريد أن نبخس حقوق الاخرين ولكن هناك حقائق :-

أول عملية جهادية لرجال البعث كانت وقــعت بـعـد الـسـاعـة الـثـانـيـة عشرة من ليل التاسع من نيسان على يـوم العاشر منه وقد قتل تيري هيمنغواي من قـوات الجيش الأمريكي المارينز، وهـو القتيل الأول الـذي اصطاده رجال المقاومة ، والقتيل الثاني جيفري بوه , وهذا موثق رسميا في ارشيف وزارة الدفاع الامريكية مما يؤكد ان المقاومة العراقية التي قادها حزب البعث هي اسرع مقاومة في التاريخ انطلقت بعد أقل من 24 ساعة من اعلان احتلال بغداد العروبة وبعد مقتل الجنديان على يد المقاومين أعلن رسمياً بدأ المقاومة يقودها البعث ضد قوات الغزو ..

صباح 12 نيسان 2003 قدم الى مركز قضاء الطارمية الرفيق" علي حسن المجيد رحمه الله عضو القيادة القطرية والتقى مع قيادة فرع القدس للحزب وحضر اللقاء عضو القيادة القطرية، سيف الدين المشهداني وأثناء اللقاء ، وردت معلومات ان بعض الآليات الأميركية تروم عبور الجسر العائم، فأنتخى عضو القيادة بالبعثيين وعند الجسر دارت معركة بطولية، دمر من خلالها رجال البعث ( 3 ) همرات معادية، سقطت في نهر دجلة .. واستعان العدو بطائرات الأباتشي لشراسة المعركة ..

من كتاب حاكم العراق الأميركي المجرم بول بريمر ( عام قضيته في العراق ) ( بغداد – 14 تموز 2003 – إرتعشت صورة الجنرال أبي زيد على شاشة التلفزيون المسطحة ثم إختفت، لكن القناة الصوتية لم تنقطع. " المتمردون البعثيون يرفعون حتماً من مستوى نشاطهم، سيدي الوزير" قال جون من مقر قيادة القيادة الوسطى في تامبا متحدثاً الى دونالد رامسفيلد في البنتاغون ).
وقد أعترف جنرال أمريكي قائلا جيشنا يواجه 100 ألف مقاوم من البعثيين وقادة الجيش يشنون 2900 هجوم شهريًا بقنابل موجهة .. ويحرقون تسعة مليارات دولار شهريا. وأن التهديد الذي تواجهه القوات الأمريكية هائل ..

معركة الفلوجة الاول قادها ضباط من القيادة العامة للقوات المسلحة وهو احد التشكيلات التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي لقد دار القتال في المدينة واستطاع قادة المعركة بالاستناد إلى التنظيم المحكم بفرض السيطرة على أرض المعركة وأحداث ارباك للقوات المهاجمة وكان هذا باستعمال أسلحة بسيطة مع تكتيك حرب العصابات القائم على نصب الكمائن واللجوء إلى تقنية الكر والفر مما احدث خللا في الخطة الهجومية للعدو وارباك بين هجوم الخط الامامي والخط الخلفي للعدو وهذا الذي أدى إلى فشل التكنولوجيا العسكرية الحديثة أمام أبسط سلاح في العصر ولم يستطع للأمريكان فهم التكتيك وادى هذا إلى اعتماد القصف العشوائي للبيوت مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين .

في لقاء تلفزيوني ومن خلال شاشة قناة الرافدين يقول احد الضيوف ( في معركة الفلوجة وصل الحال بالمقاتلين البعثيين وعند نفاذ العتاد الى القتال بالسلاح الابيض )

البعثيين في العراق قبل الاحتلال بحوالي سبعة ملايين بينهم ثلاثة ملايين عسكري سابق او متقاعد او امضي خدمة عسكرية كافية لامتلاك الخبرة والمعرفة في المجال القتالي , أذا اعتبرنا نصف هذا العدد من الذين انتموا الي الحزب لأهداف وظيفية او معيشية او مرحلية او لأهداف غير مبدئية . وأذا اعتبرنا 40 % غير قادرين علي حمل السلاح والقيام بمهمات قتالية في ظروف خطيرة جداً او ان اعمارهم او اوضاعهم الصحية لا تساعدهم علي المقاومة السرية ضد عدوّ يمتلك اخطر واعتي اسلحة دمار في التاريخ. يبقي 10 % أي 700 ألف مقاتل . وهذا رقم قريب الي الواقع رغم ضخامته لأن تنفيذ اكثر من الفي عملية كل شهر اي اكثر من 3 عمليات كل ساعة قضيّة لا تقدر ان تنفذها قوة اقل من هذا الرقم ..

الفصائل التي ظهرت بعد السنة الاولى للاحتلال الاغلبية كانت لفترة محدودة وانتهت وهناك فصائل توقفت عملياتها في نهاية 2009 وهناك فصائل كانت عملياتها محدودة ومنهم من اجرى مصالحة مع القوات الغازية ومنهم من تحول الى العمل السياسي

بدأت هذه المعارك التي قاها حزب البعث منذ دخول القوات الغازية بغداد يوم 9 نيسان 2003 واستمرت في كرّ و فرّ، لغاية خروج المحتل مهزوما قدم البعث أكثر من 160 الف شهيد موثق بالأسماء وتاريخ الاستشهاد .

المقاومة التي قادها حزب البعث استهدفت قوات الاحتلال فقط ، ولم تستهدف المواطن العراقي مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته، ولم تستهدف البنى التحتية أو دوائر الدولة، ولم تستهدف الشرطة أو الجيش أو الاجهزة الامنية الاخرى ، رغم ما تعرض له رفاق البعث من قتل وقطع ارزاق وسجن وتهجير وقد دان حزب البعث العربي الاشتراكي كل الأعمال الإرهابية التي تستهدف المواطن العراقي والبنه التحتية .

البعث يعي ما قام به من مهام تاريخيّة ويعي ان مسؤوليته هي تحرير الوطن من الاحتلال وليس العودة لسلطة زائلة , وقد كانت مهمته هي الاصعب والاكثر الماً وتضحية في عصرنا وربما لمئات السنوات القادمة .





الاحد ٢٤ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة