شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في خطاب بعض المدافعين عن النظام الإيراني
( دراسة في ست مقالات )
 

إعداد محمد الحسيني

- المقالة الأولى : تفكيك بعض أنواع الخطاب
- المقالة الثانية : من حق حركات المقاومة أن تستعين بالدول والحركات الصديقة.
- المقالة الثالثة : المقاومة في لبنان فعل استمرار تاريخي، ولكن حزب الله يجبُّ ما قبلها.
- المقالة الرابعة : حزب الله جزء أساسي من نظام ولاية الفقيه.
- المقالة الخامسة : المشروع الإيراني مسار للتفتيت والهيمنة على الوطن العربي.
- المقالة السادسة : نتائج الدراسة : مقاربة بين تقديم الدعم الإيراني والثمن المطلوب.


قراءة في خطاب بعض المدافعين عن النظام الإيراني

( المقالة الأولى )

تفكيك بعض أنواع الخطاب

نبدأ قراءتنا في خطاب بعض المدافعين عن النظام الإيراني، بتلخيص بعض ما جاء في نماذج منها، من أجل حصر القضايا الخلافية، التي نودَّ أن نناقشها من وجهة نظرنا، آخذين البعض منها عن حسن نية وطوية على أنها صادرة عن أقلام تفتش بالفعل عن حلول لقضايا الأمة العربية. وسنبتعد في الرد عن مواقف الاتهام والتخوين، على الرغم من أن كثيراً من الكتابات صادرة عن جهات أو أقلام مدفوعة الأجر، ولست أقصد ما سأتناوله من نقد للنماذج التي سأخصها بالذكر أدناه. بل سأعتبر البعض منها صادر عن كتاب عرب صادقين في انتماءاتهم للعروبة، وصادقين في البحث عن حلول سليمة، أو أقرب ما يكون منها إلى السلامة والصحة.

وعن ذلك، ومن ضمن ما استطعنا الحصول عليه، مقالات ثلاث، وهي على التوالي :
- الأستاذ سامي كليب في مقاله ( أعطونا حسن نصر الله من عندكم، فتخرج إيران ) . يعالج فيه إشكاليتين، وهما : إشكالية تناقض المواقف حول دور حزب الله. وإشكالية تناقض المواقف حول إيران :

- ففي الأولى : إشكالية التناقض في الأحكام على السيد حسن نصر الله، فهو، كما جاء عند السيد كليب ( قبس من نور بنظر المؤمنين بالمقاومة المسلحة. ومجرد بيدق إيراني ينفذ مشروعاً إيرانياً في المنطقة. وإن فلسطين بالنسبة له مجرَّد شمَّاعة ) .

وأما لأنه قبس من نور :
- فلدوره في تحرير جنوب لبنان من احتلال ( إسرائيل ) كعدو عنصري كان يستبيح الأرض العربية من دون رادع.

- ( إسرائيل ورعاتها الدوليون يسرقون القدس .. وهناك ثمة من يقبل بهذا الذل ) . ( أما السيد نصرالله وحزبه وحلفاؤهما في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وخارجها، فهم يقولون لا، ويسعون حالياً لكسر المعادلة عبر تبادل الصواريخ مع إسرائيل من خلال جبهة الجولان ) .

- أنزلت العقوبات عليه لأنه مزعج لـ ( إسرائيل ) ، وهو ليس ككل قادة التنظيمات اليسارية والقومية والإسلامية والعروبية التي دمرتنا بشعاراتها ولم تدمر دبابة إسرائيلية واحدة ) .

- وفي الثانية : إن إيران تدعم عدداً من فصائل المقاومة، إلى جانب حزب الله .. والبعض يعتقد أن هذا الدعم شمَّاعة إيرانية لتحقيق أهدافها بالاستيلاء على الوطن العربي.

وعن حل للإشكاليتين، يخصص الأستاذ كليب النصف الأخير من مقاله. فهو بعد أن يُعرب عن اعتزازه بقوميته، وحرصه على الدفاع عن قضايا العروبة، وبعد أن يبرز الدور السلبي الذي تقفه الأنظمة العربية الرسمية، مع تداعياته الضارة بالقضايا العربية، خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وطرد داعش والإرهاب الطائفي، ينهي مقاله متسائلاً : ( من سلَّم راية المقاومة لإيران؟ ) . ومقترحاً الحل الآتي : ( أنا العربي المحب لوطني وامتي، اقول : آتونا بنصرلله من عندكم، أو بمشروع إنقاذ لهذه الأمة من عندكم. وسنكون أول من نسير خلفكم لإخراج ايران من كل أرض عربية ) .

- الكاتب الأردني صابر الدقامسه : في مقاله ( ما هو سبب كل هذا الحقد على إيران؟ ) . وهو يتساءل، أيضاً رداً على السؤال العنوان : ( هل هي عقدة النقص تجاه دولة .. أصبحت قوة اقتصادية وقلعة علمية وصناعية وعسكرية؟ ) . ( هل هو لأن إيران تُعرِّي العرب وتخزيهم وتفضَحهم بانتخاباتها المنتظمة كل أربع سنوات؟ ) . ( أم هو بسبب دعم إيران المطلق منذ 1982 للأبطال الذين هزموا عدوَّهم وحرروا أرضهم؟ ) . ويحاول التفسير من جانبه، في معرض المقارنة بين فضائل النظام الإيراني، ومساوئ بعض العرب، متهماً بتواطؤ هذا البعض مع العدو الصهيوني، والتلهي بتدريس العلوم الدينية التي لا لزوم لها. في الوقت الذي تدعم فيه إيران القضايا العربية، وتؤسس لبنية علمية عصرية ومتقدمة.

ويتحفنا السيد صابر الدقامسة بتفسيره أسباب الحقد على إيران بأنها عائدة إلى شيء أساسي، وهو ( لا يوجد أدنى شك في أن هذا السُّعار الهستيري ضد إيران مصدره الرئيسي هو الشحن والتحريض الطائفي ) .

- السيد دريد لحام السوري : في مقاله ( بلا عنوان ) . وبالفعل هو هكذا، لأن فيه ما يشبه الهذيان. ففي أوصافه وكأن العراقيين، قبل الاحتلال كانوا حفاة عراة مرضى متسولين، وبعد نعمة الاحتلال ( عام 2003 خرج العراقيون من سجن طويل، هياكل عظمية، وأسمال بالية ) . وابتدأت جنة الفردوس في العراق بعد الاحتلال، فوجد السيد دريد لحام السوري في الشاب العراقي وكأنه ( شاب متورد الخدين، وثيابه أنيقة وحديثة ) ، وعلى الرغم من ذلك يصرخ ( دمرونه ) . وفي ثابتة الهذيان، ومن جنة فردوس العملية السياسية، يتابع دريد هذيانه عندما يتساءل : ( من دمرك؟ ) رداً على حالة اعتراض العراقيين على ( دولة الاحتلال ) ، ليجيب فوراً : ( أنت دمرت نفسك بالمقاومة وكراهية ايران والشيعة ) .

وعليه، فلا نجد مبرراً للرد، بل نحيله إلى شهادة المؤسسات الدولية التي صنَّفت العراق المحتل بأنه يحتل الدرجة الأولى في الفساد من بين دول العالم. وهذه إدانة لإيران الحاكمة الفعلية في العراق، وللميليشيات الشيعية الحاكمة التي تأتمر بأوامرها. ولذلك أنصح بعدم الرد على نوع كهذا من المقالات، لأنها على الأقل تعتبر المقاومة عملاً تخريبياً.

واستناداً إلى زوايا أحسب أنها مجهولة عند بعض الكتَّاب العرب، سأدلي برأيي عما جاء في المقالين : الأول والثاني ضمن عناوين متسلسلة أتناول فيها، مجموعة من القضايا والثوابت، لعلَّني أجد فيها بعض الأجوبة عن زوايا مجهولة لدى بعض الذين انحازوا إلى الدفاع عن النظام الإيراني تحت ذريعة دعمها للقضايا العربية.

وهنا، وقبل الدخول، في العناوين، نتوجَّه بالرد على ما قاله الكاتب الأردني صابر الدقامسه : في مقاله ( ما هو سبب كل هذا الحقد على إيران؟ ) . ليجيب نفسه بنفسه : ( لا يوجد أدنى شك في أن هذا السُّعار الهستيري ضد إيران مصدره الرئيسي هو الشحن والتحريض الطائفي ) .

وعن ذلك نجيبه : إننا نرفض الشحن والتحريض الطائفي أياً كان مصدره، ونؤكد له أن كل دولة دينية أو تيار ديني سياسي يمارس الحقن الطائفي بطريقة أو أخرى لانها جميعها بصدد إعادة بناء ما تسميه الدولة الدينية تنفيذاً لما تزعم أنه أمر إلهي. تبدأه بتقويض أسس الدول المدنية التي تسميها بـ ( الأنظمة الكافرة ) ، وبناء الدولة التي تطبِّق ( الحكم بما أنزل الله ) . وهنا نؤكد أن النظام الإيراني يمارس الحقن والشحن والتحريض الطائفي؛ وهناك الكثير من الأدلة الأيديولوجية والسياسية التي تبرهن على ذلك.





الجمعة ٢٢ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد محمد الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة