شبكة ذي قار
عـاجـل










* أمثلة شعبية يستهزأ شعب العراق بها من النظام الفارسي .
* الكذب والخداع والتقية .. والتهديد والوعيد الفارغ ، سياسة إيران الثابتة .
* انهيار العملة الإيراني .. والافتراق الكبير بين البازار والاقتصاد الإيراني .
* انهيار النظام الفارسي على يد الشعوب الإيرانية الجائعة .

هنالك أمثلة شعبية كثيرة يتداولها الشعب العراقي ، ومنها هذا المثل العريق الذي يشير إلى المستعطي ( المتسول ) من الناس ، ومع ذلك ، نجد أن هذا المتسول يضع خنجراً في محزمه ( مكدي وخنجره بحزامه ) .. ومثال آخر ( مكدي وعليجته قديفه ) .. والعليجه ، هي حقيبة التسول الموشحة بقديفة ملونة براقة وزاهية !! .
وهنالك أمثلة لها مدلولات سياسية برزت في قمة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والامبريالية الأمريكية ، تصف الأولى بأنها ( عملاق ولكن أرجله من عجين ) .. والمعنى في هذا التوصيف أن العملاق معدته خاوية ، ومع ذلك يقوم بتلميع أسنانه وأظافره لحد التخويف .. وعندما جاءت ساعة انهياره يتكشف واقع الخواء والزيف والكذب الذي أحاط بنفسه .. ولا يعني ذلك أن الثانية الامبريالية لم تكذب ولم تخادع ولم ترتكب جرائم ضد الإنسانية لحد الآن .

إيران واقعها الراهن ينطبق عليها توصيف عنجهية وغطرسة فارغة ومعدة خاوية تتلوى ألماً ، ولا مثيل لها في علم السياسة وعلم الاجتماع .. وهي عنجهية وغطرسة مبنية أساساً على ركيزتين ،الأولى : وهم القوة الفارغة المعلنة ، التي أخذت مشوار تعنتها من الامبريالية الأمريكية ( إدارة أوباما ) وما ورائها حتى الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض .. ونحن في العراق نقول ( إن الإيرانيين أخذوا عين من الأمريكان .. ولولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق ) و( إن الأمريكيين شجعوا الإيرانيين على التمدد والعدوان منذ عام 1979 وهو عام تنصيب خميني على رأس السلطة بعد إسقاط الشاه ) ، والركيزة الثانية : هي التقيه دون إدراك عواقبها الوخيمة – حبل الكذب قصير وقصير جداً !! .

ولكن التشجيع الأمريكي والتوافق مع الإيرانيين بتسلطهم على العراق والمنطقة ، كان لأهداف صهيونية معروفة ، هي تدمير الخط المناهض لـلكيان الصهيوني تمهيداً لتدمير المنطقة وتغيير خرائطها ، ومن أخطر مراحلها التغيير الديمغرافي الذي قادته إيران بكل نجاح .. فيما ينطوي المنهج الأمريكي على مخطط الاستنزاف من جهة ، والتوظيف من جهة ثانية ، حتى أصبحت إيران في وضع استنفدت تماماً ما هو مطلوب منها حتى باتت ( بعبعاً ) فقط للتخويف ولكن بمعدة خاوية تنظر مصيرها المحتوم !! .

والغريب في الأمر .. أن نظام طهران بكل دجل فاضح يعلن أنه يقاتل ( الأعداء ) بعيداً عن حدوده الإقليمية - في العراق ولبنان وسوريا واليمن - ويهدد شعب العراق بحرب أهلية إذا ما خرج عن إرادته الفارسية .. والنظام هذا يهدد شعبه بالقمع إذا ما خرج للمطالبة بحقوقه ، وخاصة حقوق العيش في ظل الأزمة الاقتصادية القاسية التي لم يعد بالإمكان معالجتها ، فيما تعمل سياسة التوسع على استنزاف موارد إيران وانهيار اقتصادها وافتراق نظام البازار بكل امتداداته العميقة عن مفاصل سيطرة الدولة التي يقودها الحرس الإيراني .. وهذا الافتراق يضع نظام طهران من جهة وحرسه الإيراني المتسلط على رقاب الشعوب الإيرانية أمام مفترق طرق : أحدهما إشعال النار في النظام عند انحياز البازار إلى جموع الشعوب الإيرانية التي أخذت تتحرك ثانية منذ بضعة أيام .. والآخر الامتثال لشروط المجتمع الدولي واحترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بالرجوع إلى ما وراء الحدود الإقليمية الإيرانية والامتناع عن التدخل والتمدد والتوسع على حساب الجيران والتوقف عن زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم بنزعات التطرف والإرهاب والتهديد باستخدام القـوة والهيمنـة .

فالبازار يعاني من الخسارة الفادحة في العملة الإيرانية ( التومان ) التي هبطت إلى مستويات غير مسبوقة بحيث باتت تهدد أركان النظام الاقتصادي في البازارالذي يهيمن عليه الحرس الإيراني .. فالعملة الصعبة محتكرة بيد الحرس والعملية الاقتصادية هي في وضع الشلل لافتقادها للعملة الصعبة ، الأمر الذي دفع قائد الحرس الإيراني قاسم سليماني والجنرال حسين سلامي للطلب فوراً من رجلهم الفارسي في العراق ( هادي العامري ) تحويل مبلغ عاجل كطوق نجاة في البازار لمعالجة موضوع اختفاء وهروب العملة الصعبة وتوقف آلة الاقتصاد الرئيسية في السوق الإيرانية .. وقد استجاب ( هادي العامري ) بإرسال مبلغ بطائرة خاصة قدره ( مليار ) دولار ، لإنقاذ النظام الاقتصادي الإيراني المنهار .. الآن القوائم التي أعلنها البازار وهي تتضمن البضائع المفقودة من السوق الإيرانية ويقدر عددها بـ( 1400 ) نوع أساسي من السلع والبضائع التي اختفت، يقابلها ارتفاع حاد بالأسعار وعجز بالقدرة الشرائية للمواطن الإيراني وبالتالي استشراء حالة الركود الاقتصادي المزمن .

دعونا نسمع ما قاله ( علي أكبر صالحي ) رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني للأوربيين مؤخراً في منتدى ( أوسلو ) ، إذا لم يثبت الاتحاد الأوربي ودول أخرى تدعم الاتفاق النووي الإيراني ، معارضتهم سياسة الولايات المتحدة في الوقت المناسب (( فسوف تواجهون مستقبلاً مروعاً وانعدام أمن غير مسبوقة في المنطقة والعالم إذا ما انهار الاتفاق )) !! .

هذا تهديد صفيق ينم عن رعب إيران من نتائج الانسحاب من الاتفاق ( الفخ ) الذي نصبه الإيرانيون للـ ( 5+1 ، ورغم صفاقته وغطرسته الفارغة فانه ينطوي على اعتراف صريح ووقح بان النظام الإيراني سيمدد إرهابه إلى داخل الدول الأوربية وأمريكا وأي دولة لا تعارض سياسة الولايات المتحدة .. فيما يقول حسن روحاني ( إن واشنطن ستندم على التخلي عن الاتفاق كما لم يحدث من قبل ) .

التهديدات هذه استولدت : أولاً انهياراً كاملاً للعملة الإيرانية ( 90 ألف تومان مقابل 1 دولار ) ، وافتراقاً شبه كامل للبازار الإيراني ثانياً ، الذي أقفلت معظم متاجره أبوابها وهو على مشارف الإفلاس ، احتجاجاً على تراجع سعر صرف العملة الإيرانية - حسب الفايننشال تايمز - ويبدو أن من أطاح بشاه إيران هو تحالف البازار مع رجل المؤسسة الطائفية ، والآن فإن تحالف البازار مع طبقات الشعوب الإيرانية الفقيرة ومنهم الشباب على وجه الخصوص سيطيح بنظام الملالي في طهران .

العقوبات الاقتصادية التي تفرض على النظام الإيراني في شهر آب ستضع صعوبات بالغة على الاقتصاد الإيراني المتدهور أصلاً ، كما ستظهر صعوبة بالغة أمام شراء الدولار وكذلك التعامل التجاري كالتحويلات المصرفية والبيع والشراء والاستيراد والتصدير ودفع الديون الداخلية والخارجية .. وستليها عقوبات أخرى تتعلق بمنع إيران من بيع نفطها وغازها الطبيعي ومنتجاتها النفطية ، فضلاً عن العقوبات التي تشمل الموانئ وحركة الملاحة الجوية وغيرها .. إنها عقوبات متدرجة تسير وفق تخطيط مؤسسي .

طهران تهدد ، وهي بهذا الوضع المزري ، بإشعال القارة الأوربية وبالإرهاب الإيراني إذا لم تقاطع أوربا السياسة الأمريكية بشأن الملف النووي .. فيما تعلن عن لسان ( حشمت الله فلاحت بيشة ) رئيس لجنة الآمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني ( أن الإيرانيين أصبحوا العوبة بيد الروس .. وإن موسكو أفسدت محاولات إيران لحل مشاكلها مع باقي الدول أكثر من مرة .. وإن روسيا خدعت إيران عدة مرات .. وإن الروس غدروا بالإيرانيين في الساحة السورية ، وكذلك في منظمة أوبك في موضوع زيادة إنتاج النفط .. وإن الروس خلال السنوات الماضية صوتوا ضد إيران (7) مرات في المنظمات الدولية ، وإن موسكو تلعب على وفق اللعبة الغربية ضد إيران ) .

ومن جانب آخر ، شن ( علي خُرَمْ ) وهو مستشار وزير الخارجية الإيراني السابق هجوماً عنيفاً على روسيا بقوله ( إن موسكو طعنت إيران من الخلف في ملفي سوريا وأسعار النفط .. وأن روسيا تتعاون مع أمريكا .. وكشف أن لدى أمريكا خطة من ثلاث مراحل لإنهاك إيران تتمثل : بالعقوبات القاسية ، ثم مرحلة الحصار الشامل وتبني برنامج النفط مقابل الغذاء ، وأخيراً قد تعمد إلى الفعل العسكري ) ، والمرحلة الأخيرة هي ترك الداخل يلتهم النظام دفعة واحدة !! .

أمام كل هذه الانهيارات نعيد الإشارة السابقة في المقدمة إلى ( هادي العامري ) وهو يرسل ( مليار ) دولار لعلاج السرطان الفارسي المستشري في الاقتصاد الإيراني وهياكله العظمية المنخورة بالفساد ، ولم يلتفت على وضع العراق وشعب العراق ومعاناته في ( الكهرباء والماء وسموم الغذاء المصدرة من إيران وانعدام الخدمات والأمن والاستقرار وانتشار الفساد والفاسدين .. إلخ ) ، لماذا ؟ ، لأنه إيراني ينفذ أوامر ( علي خامنئي ) كما صرح حين كان يقاتل إلى جانب الجيش الفارسي الجيش العراقي الباسل طيلة ثمان سنوات من الحرب العدوانية على العراق .. فهل يرى الشعب العراقي هذا الفارسي وهو يستهين بشعب العراق ؟ ، والأغرب من ذلك وبكل صلافة ووقاحة يقول ( عزة شابندر ) في مقابلة معلنة إن هادي العامري وطني وان الموسوي معتدل وهو لص ما يزال يعتاش في لندن بما نهبه من ثروات العراق وهو وزير المالية ، فقد اشترى بهذه الثروة المنهوبة ثلاث عمارات في لندن موثقة بالصوت والصورة والمستندات !! .

ويبدو أن ( شابندر ) لا يستحي ولا يخجل وهو يتفلسف ويتبختر أمام كاميرات الفضائيات ، فهو يغازل سلطة المنطقة الخضراء المتفسخة على منصب وكعكة يرمي إليها وهو المنشق بحسابات طهران وحزب الدعوة .. فالسقوط محتم لأسياد هؤلاء العملاء الذين باعوا وطنهم ، وسقوطهم بيد شجعان الشعوب الإيرانية الثائرة !! .





الاحد ١٧ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة