شبكة ذي قار
عـاجـل










جاء شهر رمضان، شهر البركة والغفران مثل كل مرة يأتي بها على مدى الخمسة عشر سنة الماضية، جاء على انقاض الوجع والاسى والدمار التي خلفتها حروب إرهاب سلطة الاحتلال ومليشياتها، التي ولدتّ اعاصير عصفت في حياة العراقيين فقتلتهم وشردتهم وفرقتهم وخلفّت جيوش من الايتام والأرامل والمهجرين الذي أدخلوا عليهم قبل نحو اربع سنين الان، مجاميع ارهابية تدعي الاسلام والاسلام منها براء، ولدت من رحم الارهاب نفسه الذي جاءت من سلطة بغداد ومن يدعمها، لتقتل العراقيين وتفتك بهم، دون أن تأخذهم رحمة أو شفقة.

وها نحن نشهد الايام الاخيرة من شهر رمضان، وهو يهم بالرحيل محملاً بكل تلك المآسي والكوارث، وباحلام العراقيين الذين قاطعوا الانتخابات الزائفة التي يديرها محورا الارهاب الامريكي والايراني البغيضين، في تحدِ صارخ للمجتمع الدولي ولجميع الاعراف الانسانية والأخلاقية، من خلال دعم وتسويق تلك السلطة الفاسدة واحزابها الموغلة في الاجرام والفساد، رغم كل الاثباتات والادلة التي كشفت فساد وإجرام هذه السلطة واحزابها ومليشياتها البغيضة.

رحل رمضان حاملاً أحلام العراقيين التواقيين للتغيير والخلاص من تركة الخمسة عشر سنة من الظلم والاجرام والفساد، الذي طال الحجر والبشر، وأغرق العراقيين، بل والمنطقة كلها، ببحور من الالام والدماء طوال حكم مرتزقة الاحتلال وسنينهم العجاف، وترك فيهم املاً أن يأتي العيد ببشائر صبرهم على الظلم والجور الذي لحقهم من هذه السلطة الفاسدة ومن يدعمها.

ولعل قادم الايام سيكشف للعراقيين قدرهم المحتوم مع من ظلموهم ولازالوا يظلمونهم، وسيستمروا إذاما جثمت نفس الاشكال البائسة تحت مسميات جديدة، لاربع سنين اخرى على صدور العراقيين ليقضوا على كل املِ في الخلاص منهم وممن يدعمهم ويسوق لهم، إقليمياً كان أو دولياً، لافرق.

وإن دُبر لهذه السلطة واحزابها المقيتة أن تأتي لأربع سنين اخرى، من خلال تحالفاتهم البائسة، التي بدأت تطفو على سطح التهميش واللامبالاة رغم كل الجرائم التي ارتكبموها بحق العراق والعراقيين واخرها جرائم الانتخابات المزورة وحرائقها المفتعلة، فلن تقوم للعراق والعراقيين قائمة، إلأ بثورة شعبية عارمة تتوج مقاطعة الشعب للانتخابات المزيفة، من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق، تستأصل جذورهذه السلطة الاجرامية العفنة وتلقي بها غير مأسوف عليها في مزابل التأريخ، الى حيث لا رجعة بأذن الله.

سأئلين المولى جل وعلا أن يكون مغنم غيوم الخلاص والأمل التي حملها رمضان في ايامه الاخيرة قريبة لا بعيدة، وأن تكون أمطارها في هذا العيد المبارك وهو مقبلاً على الايتام والارامل والمهجرين عنوة من ديارهم، وجميع المظلومين من العراقيين والعراق كله. أن يكون عيد خير وخلاص من هذه السلطة الفاسدة التي طال الصبر عليها وأن الأوان للتخلص منها ومن شرورها وشرور مليشياتها واحزابها، وما ذلك على الله ثم الشعب العراقي التواق للخلاص منها في الداخل والخارج ببعيد.

كل عام وأنتم بخير

عبد المنعم الملا
لندن ١٤ حزيران ٢٠١٨





الجمعة ١ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مؤتمر المغتربين العراقيين الدولي - الامانة العامة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة