شبكة ذي قار
عـاجـل










تجارب العرب الحديثة في العلاقات الدولية لا تبشر بخير والسبب هم العرب وأنظمتهم التي أختارت التبعية واكتفى معظمها بنصف أو ربع الاستقلال الحقيقي فصغرنا في عيون العالم وقلت أو إنعدمت هيبتنا وسقطت معظم الحسابات التي تضعنا رقما في التأثير والفعل ورد الفعل العالمي . لقد جرت أمتنا حسابات بعض أبناءها القاصرة أو الخاطئة أو الجبانة الى شلل نصفي ينذر بالفناء .

غلطة العرب الرسميين الكبرى والتي لا مناص من أن نحمل أنفسنا كشعب بعضا من مسؤوليتها هي التنازل عن الحقوق المشروعه للعرب لصالح مصالح باطلة وظالمة للدول الاخرى وبالذات الدول الكبرى والعظمى والتي تكفل بعضها بحماية بعض أنظمتنا لقاء سيرها بنهج التنازل عن البديهيات والثوابت والحقوق المشروعه .

تنازلت أنظمتنا عن فلسطين لتحقق للصهيونية وسواندها الامبريالية في الغرب وفي الشرق أهدافها العدوانية الأجرامية وقد حصل التنازل تدريجيا وبصيغة غسل الأدمغة المنظم والممنهج سياسيا وإعلاميا وبتاثيرات مختلفة لينفذ الى عموم شعبنا العربي عبر إسقاطنا في مناطق رمادية لا وضوح فيها للابيض ولا الاسود ولا للحق عن الباطل ولا للادعاء المزور عن الحقائق التاريخية والاجتماعية والدينية والاخلاقية.

وتعاونت بعض أنظمتنا مع تحالف غزو العراق فتحول العراق من بلد مهاب قوي متقدم يشكل سد الحماية لنفسه وللامة الى جسد تنهشه الفتن وتسيطر عليه العصابات ويسيره الاجنبي القريب والبعيد .

وتنازل العرب عن الأحواز وهي بلد عربي أرضا وسكانا لصالح النظام الايراني الفارسي القومي التوسعي فصارت الأحواز منطلقا لمزيد من العدوان والتوسع بقصد الاحتلال والهيمنه والغاء الذات العربية.

وها نحن نشهد الان طورا جديدا من أطوار العدوان على أمتنا هو العدوان الذي طالما حذرنا منه وتصدت له دولة العراق التي أزالتها بعض أنظمة العرب بالاعتماد على غزو دولي غادر ومجرم. نحن الان أزاء عدوان تدمير العراق بالتعطيش والتصحير عبر التجفيف التدريجي للرافد الخالد دجله .

سياسيا : نحن مع أي حدث أو موقف يزيد من فشل الفاشلين وعمليتهم السياسية البائسة ويفضح عجزهم وعمالتهم ويزيد من تعريتهم أمام شعبنا وأمتنا والعالم أجمع والقرار التركي يمكن أن ينظر اليه جزئيا بهذا المنظار , مع إستحضار الوجه الاخر المحتمل سياسيا الا وهو أن يكون لتوقيت الأزمة صلة بترتيب الوضع الداخلي لسلطة الخضراء الناتج عن مقاطعة شعبنا للانتخابات وتزويرها , غير ان الموقف الاخلاقي والوطني الثابت يجعلنا ندين القرار والتوجه التركي الذي يعني ببساطة قتل الحياة نباتا وإنسانا وحيوانا على ضفاف دجله التي تقع عليها حواضر ومدن عراقية كثيره ويعني إسقاط الجانب التركي لمصالح الجيرة الثابتة وحقوق وقوانين وضوابط التشاطئ حتى مع الأقرار بان حقبة ما بعد ٢٠٠٣ لم يوفقها الله في أنجاز أي بناء يخدم العراق وشعبه بل على العكس هدمت ما كان قائما من صناعة وزراعة ومشاريع مستقبلية خطط لها العراق قبل الغزو ومنها إقامة المزيد من السدود .

وفي إطار البحث في الموقف السياسي فاننا نؤكد ان الفوارق النسبية الملحوظة في نهج تركيا إزاء العراق والقضايا العربية عموما مقارنة بنهج النظام الايراني الأحتلالي العدواني لا تلغي إدانة النظام التركي عندما يعتدي على حقوق شعبنا فضلا على أنه لا يلغي من الذاكرة تقاطعات تاريخية بين العراق الوطني القومي وبين تركيا خاصة في ما يخص المياه ولا يلغي أن تركيا قد وقفت موقفا قريب الشبه من حدث الغزو والاحتلال غير ان ايران قد تجاوزتها فيما لحق من فترة الغزو الى ما هو سيئ واجرامي لانه تحول الى إحتلال للعراق يبدو ان ايران قد تفوقت فيه من حيث أنتهاز الفرصة الغادرة على تركيا .

من المفيد أن نذكر العراقيين والعرب والعالم هنا الى الحقائق الاتية :

أولا : كان العراق يمتلك سدين فقط لحد عام ١٩٧٣م هما :
۞ سد دوكان انشئ عام ١٩٥٩
۞ سد دربندخان انشئ عام ١٩٦١

ثانيا : بنى العراق ١٢ سدا في الفترة بين ١٩٧٣ و٢٠٠٣ م هي:
۞ سد الابله انشئ عام ١٩٧٣
۞ سد الأغري انشئ عام ١٩٧٤
۞ سد الحسينية أنشئ عام ١٩٧٦
۞ سد سري أنشئ عام ١٩٧٦
۞ سد حمرين أنشئ عام ١٩٨١
۞ سد الرطبة أنشئ عام ١٩٨١
۞ سد الرحالية انشئ عام ١٩٨٢
۞ سد حديثة أنشئ عام ١٩٨٦
۞ سد الموصل أنشئ ١٩٨٦
۞ سد دهوك أنشئ عام ١٩٨٨
۞ سد العظيم أنشئ عام ١٩٩٩
۞ سد الأبيض أنشئ عام ٢٠٠٢

مع ملاحظة ان العراق كان يخوض حروبا دفاعية عن حدوده وأمنه وسيادته وكان سعر برميل النفط بحدود ١٤ دولار فقط لا غير أرتفع بعد الاحتلال الى قرابة ١٢٠ دولار للبرميل الواحد ولم يقل عن ٦٠ دولار أي ان ميزانية ٣٥ سنه قد فاقتها ميزانية اربع أو خمس سنوات .

ثالثا : السد الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كانت قيد الانجاز عند حصول الغزو فقامت عصابات الاحتلال بنهب وسرقة مكونات الأنشاء كلها والغي نهائيا . ولم تفكر حكومات الاحتلال باقامة أي سد خلال ١٥ عام ولم تضع أي خطة ولا تصورات مرحلية ولا إستراتيجية لمعالجة مشاكل قائمة ومحتمله مع ايران من جهة ومع تركيا من جهة أخرى .

وفي إطار السرد السياسي علينا أن نؤكد هنا بأن ايران قد أغلقت العديد من الانهار والروافد وحرمت العراق منها بعد الاحتلال بشكل خاص الأمر الذي يؤكد تناغما لا تنتجه الصدفة بين النهج الأيراني والتركي ونهج الولايات المتحدة الشريكة للطرفين في أعتماد الماء كأحد روافد تدمير العراق وإفقار شعبه وتفتيته وتحويل بيئته الخصبة الموصوفة عبر الاف السنين بالخير والعطاء الى بيئة طاردة حيث يهاجر البشر وتموت الثروة الحيوانية وتجف الاهوار المميزة لبيئة الجنوب وما فيها من ثروات .

إن الاحتلال وعصاباته الفاسدة المجرمة التي حكمت تحت حماية الاحتلال المركب تتحمل مسؤولية كاملة سياسية واقتصادية وقانونية وأخلاقية بسبب أهمالها لملف الماء وتدميرها الممنهج لقدرات العراق الادارية والفنية التي تمتلك خبرات عملاقة في موضوع المياه واستخداماتها الحياتية المختلفة هذا فضلا عن ضرورة أن تلتزم كل من تركيا وايران بالضوابط والقوانين وحقوق التشاطئ .





الاحد ٢٦ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة