شبكة ذي قار
عـاجـل










ما الذي تؤدي إليه المركزية والحزب على رأس السلطة أو عندما يخوض الحزب نضاله السياسي في أوربا على سبيل المثال ؟
ما الذي تؤدي إليه الديمقراطية والحزب خارج السلطة أو عندما يخوض الحزب نضاله العسكري والسياسي في الداخل ، في العراق على وجه التحديد ؟
متى نستخدم شعار ( نفذ ثم ناقش ) الذي أطلقه حزبنا وهو جزء من مبدأ ( الديمقراطية المركزية ) وكيف؟

أين نضع مفردة الانضباط في العمل الحزبي وهل هي جزء من المفردات السياسية أو جزء من المفردات العسكرية؟

إن ما تعرض له حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من قوانين ( قرقوشية ) ، ومن شتى صنوف الاغتيالات والتعذيب والسجن والتشريد بحق أعضاءه وعوائلهم معروفة، والمعروف أيضا كيف استطاع الحزب امتصاص زخم الهجوم المعادي والشروع بالهجوم المقابل بعد أن تخلص من النباتات الضارة والمتسلقة. فقد عمل الحزب وبسرية تامة ليبقى وأعضاءه بمأمن من الضربات الحاقدة وبالوقت نفسه استطاع بهذه السرية أن يثير هلع ورعب الاحتلال الأمريكي والإيراني.

إن صيانة الحزب لتشكيلاته هو الإجراء الحيوي الذي يأتي عبر تفعيل مبدأ الديمقراطية المركزية، في الوقت الذي تسعى فيه قوى الشر لكشف الحزب وضربه فان الحزب يقدم المركزية على الديمقراطية من اجل المحافظة ما يلي :

1 ـ الأسلحة والمعدات الفنية وغير الفنية العسكرية التي يستعملها الحزب والتي تضمن للحزب إدامة زخم المعركة المفتوحة مع العدو.

2 ـ دور الطبع ومراكز التوزيع وأجهزة المراسلة والممتلكات والنقود وغيرها من المستلزمات. إن بقاء هذه في مأمن من رصد القوى المعادية يوفر للحزب إمكانات العمل المنتج بحرية ومقدرة فائقة.

3 ـ العناصر المناضلة الهامة وما يتعلق بها من معلومات :

( الأسماء، العناوين، الأوصاف، الارتباطات العائلية، الخصائص السلبية والايجابية، درجة الانتماء الحزبي، محلات السكن، أماكن التردد والسفر والتنقل.. الخ ) .

4 ـ مواقع المنظمات السرية، قوتها وسعتها، حتى لا يستطيع العدو أن يمتلك أي فهم أو انطباع لطبيعة المنظمات الحزبية، لان معرفة قوة الحزب تدفع العدو إلى وضع خطة للهجوم الانتقامي، إن ما يؤرق العدو هو جهله بنوعية وحجم منظمات الحزب السرية.

5 ـ روابط التنظيم السري الخارجية وعناصر الاتصال حيث من الضروري جدا إخفاء روابط التنظيم السري بالقوى والحركات الأخرى وبذل اكبر ما يمكن من الجهود لتغطية عناصر الاتصال وذلك لان كشفها يوقعها في حالة من حالات الانعزال عن القوى السياسية والاجتماعية الأخرى.

إن سرية التنظيم تتقرر بالدرجة الأولى حسب طبيعة العدو ولا يمكن التخلي عن الصيغة السرية للتنظيم تبعا لاعتبارات وقتية كأن يقدم العدو مثلا تسهيلات معينة، يجب على الحزب إن يقوم على تنظيم سريته وبشكل دقيق وحذر في الأيام التي يسلك فيها العدو سلوكا ماكرا في ابدأ مرونة وتسهيلات معينة وتحت إي ظرف، على أن ذلك لا يعني عدم الاستفادة من هذه المرونة، بشرط أن تتم الاستفادة تكتيكيا ضمن شروط سرية التنظيم وسرية التحرك والمجابهة.

من المعروف أن حزب البعث العربي الاشتراكي يعمل وفق مبدأ معروف وهو ( الديمقراطية المركزية ) ، فالمبدأ هذا يأخذ سياقات اخرى غير السياقات المعمول فيها أيام النضال الايجابي، فزيادة المركزية على حساب الديمقراطية أيام العمل السري ضرورة لا بد منها، بمعنى إن الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات العامة الشاملة لا يمكن الوصول إليها في فترة تعرض الحزب للقمع والإرهاب والمطاردة بهدف الاجتثاث، غير إن تقلص حدود الديمقراطية الاضطراري يقود إلى ممارسات ديمقراطية هامة تستطيع التعويض إلى حد كبير عن نقصان الديمقراطية وزيادة المركزية، ومن هذه الممارسات تثبيت مبدأ القيادة الجماعية مع ما يحمله هذا التثبيت أحيانا من مواقف تؤدي إلى مبادرة الكادر المسؤول في حالات انقطاع الصلات بفعل ظروف طارئة أو اعتقال أعضاء التنظيم... الخ، وبسبب القسوة والبطش تلجأ القيادة إلى الاتصال بقواعد الحزب بطريقة الاتصالات الفردية والثنائية فلا مجال في هذه الظروف لعقد اجتماعات منظمة لخلايا الحزب.

إن أساس الديمقراطية أيام العمل السري هو الثقة الحزبية الناجمة عن صواب الموقف السياسي للقيادة والاحترام المتبادل بين القواعد والقيادة وتوافر الكادر القيادي الموثوق فيه، لذلك لا ينبغي لنا الخوف على الديمقراطية داخل التنظيم في ظل ظروف العمل السري، مادام خط الحزب العام سليما فالضرورة الكبرى التي تدعو الحزب إلى الحفاظ على أقصى السرية فوق بقية الضرورات التنظيمية الأخرى، فهدف السرية هو حماية الحزب لاسيما وهو يتعرض لا بشع هجمة امبريالية صهيونية عرفها التاريخ المعاصر، لنأخذ مثل حي على ذلك:

إن عقد مؤتمر قطري للحزب بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ضرورة ملحة لكن القيادة لم تعقد هذا المؤتمر والسبب في ذلك هو حماية الحزب، فلا الوقت مناسب ولا الظرف الموضوعي مناسب ولا الأرض تسمح لانعقاد مثل هذا المؤتمر وبالطريقة التي يريدها الحزب، فانعقاد مثل هذا المؤتمر بنجاح يتطلب حضور مندوبين من الداخل والخارج ويتطلب مكان امن ويتطلب أمور كثير أخرى فهل تتوفر مثل هذه الظروف في ظل الاحتلال؟ اعتقد إن الجواب كلا، إن إي دعوة لانعقاد مؤتمر تعني تصفية للمؤتمرين.

هناك الكثير من المخاطر الناجمة عن استخدام المركزية علينا توخيها في داخل القطر وعلينا إن نتجنبها وكذلك ونحن نخوض نضالا سياسيا خارج القطر لاسيما في أوربا فالمؤتمرات والاجتماعات العلنية وإمام وسائل الاتصال الحديثة لا تفرض على أعضاء الحزب مركزية ( انضباط ) كما هفي الداخل وهذه المخاطر وهي:

1 ـ إن تقلص الديمقراطية في الحزب قد تقود إلى البيروقراطية التي تؤدي إلى إشكالا متباينة في السلوك، كالفردية والغرور ونزعة عدم الاكتراث لرأي القواعد، فالبعض يعتقد إن البيروقراطية هي جزء من العمل السري وهذا من الأخطاء الفادحة، فالبيروقراطية تضعف إرادة الحزب وتهمل أراء القواعد.

2 ـ نشوء عزلة مزدوجة تشكل خطر كبير على الكادر، فالعزلة عن القواعد الحزبية والعزلة عن الجماهير تقود إلى انحراف البعض من الكادر الحزبي وبالمقابل فإنها تقود إلى عدم ثقة القواعد والجماهير بالكادر المحترف، لذلك فان قيادة الحزب تعمل على إلزام الكوادر الحزبية بضرورة العودة بين الحين والأخر إلى القواعد وتطوير العلاقة مع الجماهير بما يتناسب مع المرحلة المعاشة وكذلك تعمل القيادة على إصدار عقوبات مختلفة بحق العضو الحزبي الذي لا يستجيب للنقد وتكون هذه العقوبات متناسبة مع الخطأ الذي اقترفه.

3 ـ عدم اشتراك القواعد مع القيادة في القضايا المهمة التي قد تتطلب اشتراك القواعد بها أو فهمها على الأقل، وهذا خطر يؤول بالأخير إلى عدم الثقة بالقيادة تركيبا ونهجا.

4 ـ إن المغالاة في استخدام حجة سرية التنظيم تقود في الكثير من الأحيان إلى خطأ في انتقاء العناصر القيادية وتقيمها، الأمر الذي يقود إلى صعود عناصر غير مؤهلة وإهمال عناصر تتصف بصفات القيادة مما يوصل إلى نتائج تؤثر على بناء الحزب وتطوير عمله.

5 ـ إن سرية التنظيم قد تدفع بنا إلى عدم الالتفات إلى التثقيف الحزبي والبرامج المعدة لهذا الغرض الأمر الذي يقود إلى التخلف الثقافي الحزبي والعام بالنسبة للبعض، علينا إن نعمل بالممكن في معالجة مثل هذا الأمر المهم بالاستفادة من مواقع الانترنيت ووسائل الاتصال الحديثة وضمن سرية العمل، فالتوعية المستمرة ضرورية من اجل الحد والقضاء على الميول الارتزاقية والتسلق الوصولي الذي قد يتعرض له البعض من الأعضاء خلال العمل السري، إن النقد والممارسة العملية كفيلان بتهيئة فرصة جيدة لمعالجة الأخطاء، أما الأعضاء الذين يثبت تلونهم فيجب إقصاؤهم عن الحزب مهما كانت مستوياتهم الحزبية ودوافع الموافقة على وجودهم في الحزب.

6 ـ قد يتولد من ظاهرة الانكماش بفعل العمل السري نوع من اللامبالاة في الحفاظ على السرية، وكرد فعل إزاء ذلك فكثير ما تقع النفوس الغير منصهرة بالعمل الجهادي في نزعة عدم تحمل تبعات النضال السري فتكون ميالة للاجتماع في المحلات العامة والثرثرة بما يؤثر على سرية العمل. إن النضال ضد ذلك من شروط العمل السري الحقيقي.

7 ـ هناك مخاطر الاندساس وتسرب العناصر التخريبية الى التنظيم الحزبي، فالمجالات المتوفر في العمل العلني لانتقائها قد لا تتوفر أثناء العمل السري، لذلك يجب إن يكون الحزب أكثر حذرا في اختيار عناصره وكوادره.

8 ـ إن أجهزة العدو توجه ضربات للحزب من خلال الثغرات الداخلية كثغرات الانهيار والعناصر المشترات، لذلك فأن قطع الطريق إمام العدو يحصل بمكافحة تلك الثغرات.

9 ـ إن الضربات التي وجهها العدو للحزب بعد الاحتلال قد أفقدته خيرة مناضليه ، فقيادات وكوادر الحزب التي استشهدت وعلى رأسها شهيد الحج الأكبر والتي وقعت في الأسر وضعت التنظيم أمام صعوبات جمة، لذلك قام الحزب على انتقاء كادر احتياطي للقيادات المختلفة تلافيا لعواقب ضربات العدو المتوقعة دائما، وهذا من ضروريات العمل السري.
 





الاربعاء ٨ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة