شبكة ذي قار
عـاجـل










مقدمة
في يوم ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي الحادية والسبعين، أطل الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير على جماهير الأمة العربية وأحرارها وعلى رفاق البعث ومناضليه بخطاب صوتا وصورة في أكثر من دلالة، ليبرز مواقف البعث ورؤاه وبرامجه وخططه النضالية والسياسية سواء التكتيكية أو الاستراتيجية بعيدة المدى وفق الوضع العربي الراهن.

وبقدر انتظار أبناء العرب وتحمسهم وترقبهم ولهفتهم لفحوى هذه الإطلالة لنوعيتها ودسامتها وعمقها وثرائها من جهة والمكانة الرجل الرجل في أنفس العرب ولسمعته الغراء ومركزه المعروف العصي عن التشكيك أو الاختلاف حوله، ولحظوة حزب البعث حزب الأمة العملاق الطلائعي الثوري الانقلابي التحرري القومي والإنساني ومحوريته وطابعه المخصوص وتأثيره في الحياة السياسية لا في الساحة القومية العربية أو الإقليمية فحسب بل وفي موازين السياسة الدولية من جهة أخرى، جاء الخطاب محملا بالرسائل والعبر ومكتظا بالتوجيهات والبسط والعرض والإحاطة الدقيقة بما أعد وما يجري الإعداد له في أقبية المخابرات ومطابخ السياسة الدولية.

جاء الخطاب، كعادة خطابات ورسائل الرفيق القائد وإطلالاته المتنوعة، شاملا ضافيا وافيا أتى على كل مجريات المنطقة في الوطن العربي عامة وفي كل قطر على حدة خصوصا، كما مسح التطورات الإقليمية والدولية كافة.

هذا وكان الخطاب التاريخي للرفيق القائد شيخ المجاهدين بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس حزبنا العظيم، مركبا من حيث بنيته وطبيعته، وسلسا مرنا شفافا مبسطا من حيث مضمونه ومحتواه رغم ما اتسم به من شمولية وعمق وصرامة وقراءات معقدة لمسائل معقدة بدورها وبالغة الحساسية.

فكان خطابا تعبويا تحفيزيا استنهض فيه همم العرب وحرك ما قد اعتلاهم من ركود واعتراهم من خمول أو تكاسل، بعد أن نفذ لوجدانهم وعقولهم وخاطب فطرتهم السوية التي فطروا عليها، كما كان خطابا تشخيصيا تحليليا في جانب آخر، ثم انتقل للبسط والتشريح العميق للأحداث، ثم قدم الرؤية الاستشرافية التي انبت على خبرة طويلة من التجربة السياسية سواء في السلطة أو قبلها أو بعدها ناهيك عن التجربة النضالية الميدانية السلمية والسرية والعسكرية وقامت على عبقرية فذة فريدة محيطة بدقائق التفاصيل رابطة جامعة مفككة لشفرة العقل الاستراتيجي المعادي للأمة وللعرب بتعدد واجهاته وأرضياته ورهاناته وجذوره، وغطى أيضا برصد عالي الدقة مخرجات الأمور وحلول المشاكل المتراكمة التي تنغص على أمتنا المجيدة حياتها وتلقي بها في مهاوي سحيقة من الردى والضيم والغبن والقهر والاستعباد ومحاولات التركيع والاجتثاث المتواصلة.

ولم يخل هذا الخطاب الذي امتد على ساعة وسبعة عشرة دقيقة بالتمام والكمال، عن النصح والتوجيه والإرشاد، والمجادلة بالحسنى، وبالحجج الدامغة والبراهين الساطعة، التي توجه بها رأس البعث وقائده خصوصا للحكام العرب والجماهير والنخب العربية معا.

ومن نافلة القول إن مناضلي البعث كانوا مشمولين أكثر من غيرهم بمحتوى الخطاب وحديث قائدهم وحادي ركبهم والمؤتمن على مسيرة حزبهم والضمانة الفاصلة والمثابة الأشد صلابة ودراية وفهما وإدراكا لعقيدة الحزب سواء الفكرية أو التنظيمية، وفحوى تعليمات العقل الأقدر على التخطيط والتنفيذ والإشراف والسهر فيما بعد على إنجاح خطط الحزب وتحقيقها على الأرض وتتويج مخرجاتها سواء قوميا أو في كل ساحة من ساحات الوطن العربي الكبير.

احتوى الخطاب التاريخي والاستثنائي للرفيق القائد شيخ المجاهدين نصائح ومواعظ وتوجيهات لمختلف فئات جماهير الأمة، وبين فيه وذكر ولفت الانتباه وشدد وركز وأكد على :

1- الطابع الرسالي الإنساني الخالد للأمة العربية وتاريخها وإرثها الحضاري ومخزونها الفكري والثقافي الثري والفريد والمنظومة الأخلاقية والقيمية الناصعة وهو ما ميزها كلها عن سائر الأمم حقيقة لا استعلاء ولا تعاليا، وفي المقابل هو ما استجلب حقد الحاقدين ونقمة الأعداء ومطمع الطامعين.

2- المبادئ الثورية القومية العربية التحررية الانقلابية والساعية لتحرير الإنسان والوطن العربي الكبير والعزيز، واستعراض التجارب القومية الاشتراكية الرائدة في مصر الزعيم القومي الخالد جمال عبد الناصر ورفاقه ثم ثورات البعث في العراق وسوريا قبل الردة والالتفاف عليها، ومساهمة البعث في مسيرة الثورات والفعل القومي في اليمن وليبيا والسودان.

3- الوحدة العربية سلاحا لا بديل عنه ولا مناص منه ولا مفر، واستحالة تسطير معالم النجاة لأي قطر عربي لوحده مهما حاز من إمكانات ومهما بلغ من مؤهلات.

4- حقيقة داعش الإرهابي، ومنشئه الأمريكو- صهيو- صفوي، ورهانات الحلف الشيطاني الشرير من إدخاله للعراق.

5- استراتيجية المقاومة والفعل المقاوم، وبطلان وزيف وكذب الادعاءات التي تذهب إلى زعم أن البعث والمقاومة العراقية الباسلة قد قعدا عن الكفاح المسلح، وتبيان أن القرار بالتوقف عن العمل العسكري الملاحق للاحتلال بدفتيه الأمريكية والفارسية إنما هو للحفاظ على سلامة قدراتها والنجاح فيها بعدم السقوط في فخ داعش لصرف المقاومة عن الداء الحقيقي وهو الاستعمار والاحتلال ومخلفات الغزو.

6- ضرورة إصلاح العلاقات العربية البينية وتسامي الأنظمة عن الصغائر وتحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الأمة.

7- خطر العدو الفارسي ومشروعه الصفوي المتآمر على العرب والقائم على المد الشعوبي لاختراق النسيج المجتمعي العربي وتهرئته وتمزيقه شر ممزق.

8- فشل الرهان على غير العرب في نحت سبل الخلاص، وبطلان أسباب الثقة والاعتماد على أمريكا أو غيرها لمواجهة الأخطار.

9- الحلف الوثيق بين الفرس والصهيونية العالمية من جهة والفرس والأمريكان من جهة ثانية.

10- ضرورة مقاومة الاستعمار والاحتلال بمختلف عناوينه، وضرورة هبة الجماهير للاستعداد للكفاح المسلح لدرء الأطماع والأجندات المعادية.

هذا، ولقد تناول الرفيق القائد الاستحقاقات القومية العربية العاجلة قوميا وفي كل ساحة من الساحات على حدة.

كما عاود التذكير بثوابت البعث ومرتكزاته الفكرية وعقيدته الوحدوية، وعبر بشجاعة نادرة على ضرورة الوقوف عند مسيرة البعث في الحكم وتقييم منجزاتها وأخطائها معا، وكذلك مسيرة البعث المقاوم المجاهد وتقييم نجاحاته وإخفاقاته.

وسنتناول في قادم الأعداد من هذا المقال كل نقطة من النقاط المذكورة أعلاه بالتفصيل.

كما سنقدم استعراضا شاملا لما خص به الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير في خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس الحزب، .سواء الساحات العربية ونخبها وأبنائها أو البعث ورجالاته ومناضليه.

( يتبـــــــــــع )

أنيس الهمامي
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في ٨ / ٤ / ٢٠١٨





الخميس ٢٦ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب انيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة