شبكة ذي قار
عـاجـل










بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

في كل عام وفي نيســــان نتذكر هذه الآية الكريمة وكأنها نزلت في الواقع الذي مر علينا في يوم الاحتلال الاسود ( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) هذه الآيات نزلت في رسول الله وصحابته وهم يعيشون موقفا شبيها بالموقف الذي عشناه نحن البعثيون ، فقد اجتمعت كل دول الشر في العالم علينا يريدون استئصال كل ماهو عربي وكل ماهو وطني ، في هذا اليوم تحديدا تساقطت الأقنعة، وأصبح الحق أبلجاً ناصعاً لا يتجاهله إلا من فقد نفسه فلم يعد يعي طريقه .

في الاول من نيسان عام 2003 كانت هناك رسالة مباركة من الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله الى الشعب العراقي ينادي بها خيار الامة واحرارها ينادي اهل الحمية والغيرة والنوماس .

بسم الله الرحمن الرحيم

( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )

صدق الله العظيم

الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر

لا اله الا الله

ايها الشعب المجاهد الكبير

يا ابناء امتنا المجيدة

ايها الرجال حاملو الاسلحة وشرف المقاومة

سلام الله عليكم وانتم تواجهون الغزاة اعداء الله والانسانية ، الكفرة المارقين، بصدوركم العامرة بالأيمان وحب الله .

نعم هذه هي الايام التي ليس ما هو اشرف منها منذ ما يزيد عن سبعة مئة عام ، لقد من الله علينا بهذه الفرصة العظيمة وبابتلاء اراد به الله سبحانه ان يختبر ايماننا وبيعتنا التي اشهدناه علينا سبحانه فيها ، ليمنحنا الله في هذا فرصة ان نطبق القول بالفعل ، ليرزقنا برحمته ويعلي تأثير بيرقه بنا وهو يرفرف على سارية الله اكبر.

نعم ايها الاخوة ، منذ دهور ودهور لم يجمع علماء الدين في الامة على اختلاف اجتهاداتهم ونحلهم ومللهم مثلما اجمعوا اليوم على ان العدوان الذي يقوم به المعتدون على قلعة الايمان ، عدوان على الدين والمال والعرض والنفس وعدوان على ديار الاسلام ، لذا وجب الجهاد في مواجهتهم .

ومن يقتل في ساحاتها يرزق بالجنة خالداً فيها وفي نعيمها ورضا الله عنه ، قرير العين راضياً مرضيا .

فاغتنموها ايها الاخوة ان فيها احدى الحسنيين في سبيل الله والمبادئ العظيمة.

فو الله ما تذكر احد منا ايمانه ووعده وعهده واستحضرها في لحظة المواجهة واستحضر الصبر الذي دعانا اليه رب العزة الا ونصره الله على اعدائه ، الا وفر المعتدون من امام الحق ملعونين هم وشياطينهم وابيضت بالأيمان وشرف الموقف ، وجوه المجاهدين والمجاهدات.

فاغتنموها بابي انتم وامي ، اغتنموها يا قرة عيني وعين العراق والامة .

انها فرصة الخلود وفرصة العمر للأحياء وعز لا يدانيه عز .

اضربوهم ، قاتلوهم ، انهم معتدون اشرار ملعونون من رب العزة والجلال ، فأنكم منتصرون وهم مهزومون ، قاتلوهم مثلما قاتلهم اخوان وابناء لكم في ام قصر والبصرة الفيحاء وفي نينوى الحدباء وفي الناصرية والشطرة وعلى اطراف الحي وفي الانبار .

قاتلوهم في كل مكان مثلما تقاتلونهم اليوم ولا تتركوا لهم فرصة التقاط الانفاس حتى يعلنوها ويقفلوا منسحبين من ديار المسلمين خاسئين ملعونين في الدنيا والاخرة .

وعاشت امتنا المجيدة

وعاشت فلسطين حرة عربية ابية من النهر الى البحر

وعاش العراق ، عاش العراق

حي على الجهاد

وعاش مجاهدو امتنا

والله اكبر وليخسأ المجرمون .

صدام حسين في الاول من نيسان عام 2003 م / بغداد

في هذا اليوم تحديدا تمايزت المواقف وظهرت معادن الرجال فئةُ ضعاف الإيمان، وفئةُ النفعيين المنافقين، وفئةُ البعثيين الحقيقيين , المقام ليس مقام امتداح هنا .. إنما مقام تعريف مايهمنا اليوم هو موقف البعثيين اهل المبادئ هذا النموذج الذي يذكر عنه القرآن الكريم مواقفه الماضية وحسن بلائه وجهاده , وثباته على عهده مع الله , فمنهم من لقيه , ومنهم من ينتظر أن يلقاه: (" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" ) فقد كان موقفُهُم مختلفاً تماماً, فإنهم لما رأوا الاحتلال لم ينحرفوا قيد أنملةٍ عن خطهم وعقيدتهم وإيمانهم, ولم يضعفوا, ولم يشككوا, ولم يتزلزلوا لحظةً واحدة, وإنما عبروا عن ثقتهم وعن صدقهم وإخلاصهم وعمقِ إيمانهم وثباتهم على مبادئهم , فقد قال الله تعالى وهو يصف لنا حالَ هذا النموذج من الرجال ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا " ) .

المواقف الصعبة تظهر معادن الرجال.. مقولة اثبت طلائع البعث صحتها ،ففي ذروة المحنة ،وسكرات الانكسار التي عشتها بغداد العروبة كان مجاهدي البعث يخوضون معارك طاحنة ، ومر اكثر من خمس عشر عام ،ولم يتزحزحوا مقدار ذرة ،ومازالوا صامدين , في فترة قصيرة جدا الشهور الأولى للاحتلال أرغمنا وزير دفاع الأمريكي إن يقول ( انه منهك ، وانه فقد توازنه ، ولكنه لم ينكسر بعد ) وكانوا يردون على انتصارات البعث ومقاومته الباسلة بأبشع الممارسات قتل وتشريد وسجون وقطع أرزاق فكلما ازدادت جرائمهم التي يرتكبها المحتل وأعوانه ضد رجال البعث ، كلما زاد وقود المقاومة حطبا وأدركت القوات الغازية أنها ( مواجهات خاسرة .. ومصائد للقتل .. تقودها قيادة ميدانية مجربة ) وان من يقود ويخطط لهذه المواجهات هم قيادة البعث ومقاومته الباسلة وقد أسقطت قيادة البعث نظرية كيسنجر التي تقول ( أن لا مناص من أن يكون النصر هو المخرج الوحيد ) ولكن بخبرة قيادة البعث وصمود رفاق البعث أخرجناهم مهزومين يتجرعون مرارة الهزيمة ..

البعثيين كانوا يشترون رصاص بنادقهم الشخصية من قوتهم اليومي لأن المقاومة العراقية لم تعمل وسط ظرف دولي يسهم في دعمها وتقويتها والحرص على توفير المستلزمات الضرورية لاستمرارها وتحقيق أهدافها ، والظرف الدولي الذي تم فيه احتلال العراق لا يسمح بأي شكل من الأشكال بدعم المقاومة العراقية , ووقف الظرف الدولي بالضد تماماً من المقاومة العراقية ، ما حرمها دعماً خارجياً يسهم في دعمها بالميدان ويعجل بتحقيق أهدافها وبلوغ التحرير الكامل .

نعم والله هزم الجمع ولى الدبر فقد هزمهم فكر البعث وصمود مناضليه في المواجهة الوطنية الحاسمة على ارض العراق ومقاومته الوطنية المسلحة وهزمهم إصرار شعب العراق البطل على التمسك بعراقيته وبعثيته وعروبيته أمام التحالف الامبريالي الصهيوني ألصفوي , لقد لقن البعثيين الامريكان الدرس الذي سيخلد في ذاكرة التاريخ الدرس الذي ستتناقله الأجيال وستتحدث عنه الكتب والامم ..

أيها البعثيين بيض الله وجوهكم والله يشهد لكم وكل الشرفاء أنكم كفيتم ووفيتم وأبشروا بقرب النصر وثقوا بوعد الله لعباده المؤمنين ولا يفت في عضدكم قمع الطغاة المتكبرين، فإن أشد أوقات الليل حلكة هي التي تسبق الفجر، "وعند الصباح يحمد القوم السراة".

( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين )





الخميس ١٩ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة