لن يحصل في التاريخ القديم والحديث ان سمعنا أقسى من القرارات التي اتخذت بحق العراقيين بسبب الحملة الجنونية التي قادتها أمريكا وحلفائها وعلى رأسهم ايران الفارسية ، عندما اجتمعوا وصدروا قراراتهم الجائرة ليمحوا العراق وينهوا دوره في المنطقة .. ومن هذه القرارات اللعينة قرار الحصار الجائر الذي استمر 14 عاما على شعبه الصابر ، وبالمقابل استطاع الشعب أن يصمد ويضحي ويضع البديل لديمومة العيش وكسر قرار الحصار ب ( البطاقة التموينية ) .. ان الغرض من هذا القرار هو لوي ذراع العراقيين ، ولكنهم خسئوا وخاب فعلهم المشين ، أمام صمود الشعب العراقي .. واليوم يواجه العراقيين حملة مسعورة جديدة من قبل أمريكا وحلفائها الأشرار بكل صلابة ومعنوية عالية ، فبعد عام 2003 توالت القرارات الجائرة بحق العراقيين جميعا وبكل مكوناتهم ، فقد حل الجيش العراقي الباسل ، وزرعت الطائفية المقيتة ، والأقسى والأخطر من هذا هو قرار اجتثاث البعث ، هذا القرار الغير انساني ، والذي ينم عنه حقدا دفين للجهة التي أصدرت وقررت ونفذت هذا القرار الجائر .. وتكمن خطورة قرار اجتثاث البعث الذي رسمته أنامل السياسة الأمريكية والصهيونية وبمشورة العملاء والخونة من الساسة العراقيين وعلى رأسهم نظام الملالي في ايران ..

أقول : ان اجتثاث البعث هو أسوء ما أقدمت عليه الادارة الأمريكية وحلفائها بحق الشعب العراقي ، والسبب هو ان الجميع يعلم ان الكفاءات والكوادر العلمية والمهنية لدى الشريحة البعثية التي قادت وما زالت تقود هذا الحزب العظيم ، فمن الضروري أن تخضع الادارة الأمريكية الأفكار الهدامة التي زرعها المحتل وأعوانه لضرب شريحة وشعلة البعث الذي قادت البلد 35 سنة .. هكذا أرادت أمريكا وحلفائها أن تضرب بقوة أقوى قوة سياسية عرفها التاريخ عقيدة ومباديء وكرها للطائفية وتحديا للامبريالية وحبا للأمة العربية وقضيتها المركزية فلسطين ..

ان كلمة الاجتثاث تعني قلع الحضارة والأفكار السليمة والعقيدة الراسخة من جذور الأمة العربية وأبعادها عن دورها الحضاري ، ولكن خاب ظن الحاقدين وانقلب السحر على الساحر ، وظلوا هؤلاء الأقزام أمام البعث يتضائلون ويتخبطون ويصدرون القرارات السمجة ما يحلوا لهم وآخرها قرار مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للشرفاء ، لكن بصمود العراقيين وهمتهم العالية وكما أفشلوا الحصار الجائر ، هم اليوم يحبطوا هذا القرار الذي أرادوا من خلاله مسخ الهوية العروبية لعراق البعث ..

اذا خلاصة القول : العراقيون خرجوا باستنتاج ان قرار الاجتثاث زائل لا محالة من خلال معطيات كثيرة منها التحدي والصمود والصبر والمطاولة هو من أفشل وسوف يفشل كل مسعى من هؤلاء الأوغاد ضد شعبنا .. فكما قالوا بالأمس تبا للمستحيل وهمشوا الحصار ورفضوا الاستسلام ، يقولون اليوم وغدا تبا للمستحيل مرة أخرى ، ولكل قرارات الصهاينة والفرس ، وهم يهتفون اليوم بصوت واحد تبا للاجتثاث وتبا للطائفية .. والرحمة لشهداء البعث وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد الضرورة صدام حسين ، ولنرفع جميعا راية الصمود والتغيير والتحدي بقيادة قائد الجهاد والمجاهدين عزة ابراهيم .. وليخسأ الخاسئون .