الإهداء ... الى لصوص الثورات ... ان بيني وبين السماء التي يئست ان تلد فجرها موبقا ▪
وبيني وبين السحاب التي الهبتها سياط الرياح ظمى ولظى محرقا▪
وبيني وبين التي انشبت بمخالبها كبريائي
وفي كفها احترقت انجما من ضيائي
غدا لم يعد مشرقا▪
وبيني وبين التي أبيض من حزنها قدري
قدرا مرهقا▪
هي تلك التي غزلت من أشعة شمسي شراعا
واستنفذت من دموعي وقودا
ومن اضلعي اتخذت زورقا▪
هي تلك التي قيل ان سيكون على صدرها مولدي▪
وفي وجهها سوف يبدو جميلا غدي▪
وفي وعدها موعد صادق سرمدي▪
وفي جفنها وطن ضاحك يتباهى▪
وكم كنت أرجو هواها ▪
واعزف عمن سواها ▪
واصلب شوقا اذا ما يعز علي لقاها ▪
انا لا سواي أنامله عزفت لحن ضحكتها وبكاها ▪
هي تلك التي استوطنت في سمائي بروجا
وكنت انا شمسها وضحاها ▪
وبدرا تبدى بليل سماها ▪
وفجرا يصب صبابته في لماها ▪
توضأت دهرا بطهر ثراها ▪
تيممت طهرا بفيض سناها ▪
وصليت با لمتعبين إماما
وبا لعاشقين هياما ▪
و كدت أكون ملاكا
وكادت تكون إلها▪
هي تلك التي أسرجت للقصائد خيلا
وقد كنت خيالها وفتاها▪
هي تلك التي أيقظت للحناجر صوتا
ومن برزخ الصمت والكلمات تداعى له المتعبون
فصاروا لها ألسنا وشفاها▪
هي تلك التى نسج الماكرون حبائلهم حول احلامها السافرات ▪
تسلل قرصا نهم ذات ليل إلى مهدها فا حتواها ▪
هدم المترفون البناء على من بناها ▪
احرق المجرمون جدائلها
وأد الاشقياء صباها▪
أثكلوا أمها واستعانوا بجلادهم فتولى أباها▪
هي تلك السماء التي غادرت ليلها الزاهرات
ولما تلد قمرا
فما أغطش الماكرون لها ليلها
وما أخرجت شمسهم ذات يوم ضحاها ▪
ان بيني وبينهم وطنا ليس يعرفهم...
ليس يشبههم مطلقا ▪
وبيني وبين سمائهم موبقا ▪
وبيني وبينهم موعدا
ثم لن يخلفوه
هو الفارق الملتقى ▪
غدا....كبريائي ▪
وطهر انتمائي..▪
سيزجي سحابا دمائي▪
وكثبان حزني ستحبل مزنا
ليقلع نحو سمائي صعودا
فيهبط منها ربيعك
مستيقنا واثقا

صنعاء في مارس ٢٠١٨