وأنا أتصفح أوراقي ومسودات كتاباتي عثرت بينها على حكاية غريبة عجيبة من ألاعيب السياسة الأمريكية وحلفائها في الغرب والصهيونية العالمية .. واليكم هذه الحكاية التي يرويها مهندس زراعي كان يعمل في احدى قرى صعيد مصر ( ركب القطار في طريقه الى القاهرة وجلس الى جنبه فلاح كبير في السن من أهالي القرية ، وهم في الطريق لاحظ المهندس كيسا تحت قدمي الفلاح ، وخلال الطريق كان الفلاح يقلب الكيس ويخلط محتوياته وكل ربع ساعة يقوم بهذه العملية ، استغرب المهندس من تصرف الفلاح فسأله : ماقصة هذا الكيس ؟ قال الفلاح : أنا أقوم باصطياد الفئران والجرذان وأبيعها وأوردها الى المركز القومي للبحوث ب ( القاهرة ) ليستخدموها في التجارب المختبرية ، سأله المهندس : ولماذا تقلب هذا الكيس وتهزه ؟ ( وهنا تكمن فكرة القصة ) قال الفلاح : هذا الكيس فيه فئران وجرذان لو تركتها من دون هز وتقليب ستشعر بالراحة والاسترخاء والاستقرار وستتوقف عن التوتر الغريزي فتبدأ ب ( قضم الكيس ) ثم ثقبه ، لذلك تراني أهز الكيس كل ربع ساعة كي أثير خوفهم وتوترهم وتنشغل بالعراك مع بعضها البعض وتنسى ( الكيس ) ..

بعد تفرغي من قراءة هذه القصة شعرت بدوران في رأسي ، ولملمت أوراقي وأخذت أفكر في الأمر واستنتجت : بأن الغرب وتحديدا أمريكا استخدموا طريقة ( كيس الفئران ) في البلدان التي احتلتها وخاصة العراق .. وجلت بخاطري بعيدا وبدأت أفكر أنه فعلا بعد أن احتلت أمريكا العراق بمساعدة حلفائها أصبحوا هؤلاء يلعبون لعبة ( هز الكيس ) كلما شعروا ان هناك استقرار نسبي في العراق مطلقين الفتن والاشاعات والدسائس لتستمر سيطرتهم عليه تحت شعار محاربة الارهاب والقضاء على داعش ومحاربة الطائفية محاولة منهم لفرض السيطرة التامة على المنطقة .. واستحضرتني هذه الأيام فكرة مايدور بالعراق من صراعات محتدمة بين سياسيي الصدفة حول الانتخابات والصراعات فيما بينهم والقرارات التي تصدر بين حين وآخر متعمدين على بث عدم الاستقرار في المجتمع العراقي ، وآخر هذه التقليعات التي أصدرتها المخابرات الأمريكية ويدعم صهيوني ايراني القرار الأخير التي تضمن مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة والسيطرة على ممتلكات رجال النظام الوطني الأصلاء ..

مع شديد الأسف في بعض الأحيان يتناسى شعبنا الأبي أن  ( يقضم الكيس ويثقبه ) حتى يزيل هؤلاء الجرذان من الوجود ، فلعبة ( هز الكيس ) مستمرة في العراق ، فكلما شعروا هؤلاء أنه من الممكن للعراقيين الأصلاء أن يثقبوا هذا الكيس يعود هؤلاء ليمارسوا اللعبة القذرة بهذا الكيس الذي يحتوي على ( الفئران والجرذان ) ليبدأ الصراع من جديد ..
آن الأوان ياشعبي العظيم أن تقضم وتثقب الكيس وتهب هبة رجل واحد لخلاص العراق والشعب من هذه الزمر الفاسدة وطرد الأشرار والجواسيس والخونة .