شبكة ذي قار
عـاجـل










شعب العراق شعب حي وصبور وكريم لكن للصبر حدود والكرم يكون احياناً ليس في محله ، خصوصاً اذا كان ناتج الكرم علقما مذاقه ، وما جرى للعراق ربما يكون قد جرى في بلدان اخرى لكن الذي حصل لشعب العراق لم يشهد له التأريخ مثيلا ، لا بالتأريخ القديم ولا القريب ...

نحن هنا لا نبكي ولا نتباكى على حجم وهول الكارثة التي حلّت بوطننا وبشعبنا ، فالولولة من شيم الجبناء وما نحن منهم ابدا ، نعترف وبلا تردد ان ما حصل صدمة مروعة غير ان المارد لا يُقهر وبلمح البصر نفضنا عنّا غبار الغزو وأذنابه وسدنته وبادرت فيالق التحدي تذود عن ثرى العراق الأشم وقدمت على مذبح الحرية وطريق الجهاد والتحرير خيرة قادتها من ابنائكم ، يتقدم ركب التضحية والرجولة والفداء فارس الأمة ورجل مهماتها الذي اوقف المد المجوسي الفارسي وهزمه في عقر داره وترك لنا القيادة والريادة ولبى نداء ربه ناطقاً بالشهادتين امام جميع البشر على سطح الكرة الأرضية وكانت حياته آخر ما جاد به من اجل العراق وقضية المسلمين الأولى فلسطين الحبيبة وبذلك كان حق على الله نصر المؤمنين ، وإذا كان شهيد الحج الأكبر الحبيب صدام حسين قد أنار لنا طريق الإيمان بالوطن وحب الشعب مع رفاقه البواسل وابنائه البررة فحري بنا ان لا نتوقف عند السير على نهجه ونستمر بالقتال والتضحية والقيادة والريادة بل نزيد عليها ما لا يخطر على بال العدو وخنازيره من العملاء واللصوص والمرتزقة .

تتسابق رويبضات العصر من سقط المتاع اليوم على إعادة تدوير نفايات وقمامة من يسمون انفسهم بالأحزاب الحاكمة وما هم الّا من حزب الشيطان بل اشد وطأة واكثر غواية من الشيطان نفسه .

لقد بلغ السيل الزبى ووصلت سكين الخراب والدمار الى العظم ، فهاهم اطفالنا يتضورون جوعا ونسائنا اللواتي كنّا نتابهى بتسميتهن بالماجدة البهية قد فقدن عمود البيت وصارت كلاب الدخلاء تنهش بلحمهن والفقر والعوز وفقدان الكرامة تستنهض غيرة كل غيور ، الا اينكم ايها الغيارى ؟!، الم يحن الوقت لتغيير هذا الواقع المرير لتعيدوا للوطن عزه وللشعب مجده ، فلا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيرو ما بأنفسهم ، لا تنخدعو مرة أخرى بدعوات الذئاب فالذئب لا يتحول الى حمل ودود الّا وقت ما يسمى بالأنتخابات ، وقديما تعلمنا انّ المؤمن لا يلدغ من جحرٍ واحد مرتين ، وها هم يعودون اليكم بمسميات جديدة والكثير منهم استبدلو العمامة بلباس المدنية ودعاوى الوطنية وما لحب الوطن الى انفسهم من سبيل ...

يكفيكم ايها العراقيون الغيارى ما حل بكم طوال عقد ونصف من النكوص والهوان وما لكم الّا ان تتكاتفو مع اخوتكم وابنائكم البررة من الذين يدعونكم مخلصين الدعوة لكم وللوطن .

اعلمو ان طول الصبر ضعف وإكرام اللئيم وهن وكثر التجريب جهل وتفريط ، يا بصرتنا الفيحاء كيف امسى حالك بهذا الحال ، ايها البصريون الطيبون ليس من اخلاقكم ان تتقاتلون فيما بينكم وتتركون سبب هذا الخراب ، اعيدو بوصلة الشموخ واكنسو القاذورات التي جلبتها الريح الصفراء القادمة من الشرق المظلم ، يا فراتنا الأوسط وجنوبنا العزيز ضعو ايديكم بأيدي اخوتكم من شرفاء الوطن بشماله وغربه ، يا منارتنا الحدباء اصبري ، يا مدينة المآذن ، فلوجة العز ، يا مدينة البرتقال يا ارض صلاح الدين الايوبي ، يا مدينة محمود الحفيد ومدينة الشعلان ابو الجون ، لا تخدعنكم شعارات اولئك الذين سرقوكم ونهبوا خيرات العراق .

العراقي لا يستحق غير المجد وانت اهله وراية العراق بين ايديكم فلنحافظ عليها ونرفعها عالياً ...
انه العراق والعراق يستحق الحياة الحرة الكريمة والمجد والشموخ .

عاش العراق
عاش شعب العراق
وليخسأ الخاسئون .





الاثنين ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وائل القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة