شبكة ذي قار
عـاجـل










المدخل :

من حق دول العالم ، بغض النظر عن الحجوم والقوة ، أن تدافع عن أمنها القومي داخل أسوارها السيادية، وليس من حقها أن تتعرض لسيادة الدول الأخرى وتجتاز حدودها الأقليمية لتكرس وجودها ( الاستيطاني ) المحتل لأراضي دولة أخرى تحت ذريعة حماية أمنها القومي بأي حال ولأي سبب أو ذريعة .

- أمريكا تعمل بسياسة الضربة ( الاستباقية ) لتكرس نفوذها كأمر واقع بالقوة المفرطة .

- الكيان الصهيوني يعمل على احتلال الأراضي العربية ليفرض سياسة القضم التدريجي للأراضي الفلسطينية ، ولا يمتلك هذا الكيان أي شرعية قانونية أو إجرائية أو اعتبارية أو أخلاقية .

- إيران تستخدم تحركًا ، تجمع من خلاله بين المنهج المذهبي وسياسة الأمن القومي الإيراني ، وتنفذ سياستها هذه في خارج أسوارها السيادية .. فهي بهذا تخالف قواعد القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة .

إذن .. :

1.. أمريكا والكيان الصهيوني وإيران .. تعمل بعقيدة قتالية عدوانية واحدة .. هي ، حماية الأمن القومي ، وتنفذها في خارج حدودها الإقليمية .. فهما يؤمنان بمنهج عقيدي سياسي يتعارض مع القانون الدولي الذي يستند إلى قاعدة مبدئية تؤكد عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، وتصطدم بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبمبادئ حسن الجوار .

2 .. ومن ذلك يتضح ، أن الدولة التركية لا تعمل في سياستها هذه على أساس منهج الحكم ( الإسلامي ) للنظام الحاكم ، إنما تعمل على أساس أهداف ( الدولة ) القومية التركية بعيدة المدى ، تحت غطاء ( الإسلام ) ، وتحت غطاء الدفاع عن ( فلسطين ) وحقوق ( الشعب ) الفلسطيني ، والأمن القومي التركي !! .

3 .. فيما تعمل إيران بمنهجين متداخلين يعملان معًا :

أولاً - الزحف الطائفي - العنصري نحو دول الجوار على أساس مرحلي .

ثانيًا- الزحف القومي – الفارسي – العنصري ، خارج حدودها الإقليمية السيادية تحت ذريعة ( فلسطين ) وحقوق ( الشعب ) الفلسطيني ، و( الأمن القومي ) الإيراني .

4- أما الكيان الصهيوني ، فهو يكرس واقع الاحتلال بالزحف الديموغرافي ( العقيدي – الديني – الصهيوني ) ، وتجريف الأراضي وزحف المستوطنات وتثبيت دعائم الاحتلال منذ علم 1948 وحتى الآن .

ومن ذلك يتضح أيضًا ، أن الدولتين التركية والإيرانية تعملان بسياسة توسعية إستعمارية للهيمنة بطريقة الـ( ديموغرافيا ) :

- تركيا تتبع سياسة الـ( تتريك ) ومن ثم سياسة الأمر الواقع عن طريق الفعاليات العسكرية ، تحت ذرائع الأمن القومي التركي .

- إيران تتبع سياسة ( التشيع الفارسي ) ومن ثم فرض سياسة الأمر الواقع عن طريق الفعاليات العسكرية المليشياوية المسلحة تحت ذرائع التحالفات وحماية الأمن القومي الفارسي .

- والملفت ، أن إيران لا تمانع ، وهي تعلن حمايتها ودفاعها عن نظام دمشق الدموي ، أن تبتلع تركيا أجزاء من شمال سوريا رغم المشتركات القائمة بين العاصمتين أنقرة وطهران !! .

6- هاتان السياستان التركية والإيرانية تعملان على نهج واحد بالزحف على دول الجوار لابتلاع المزيد من أراضيها تدريجيًا .

7- وكما ابتلعت تركيا المدينة العربية السورية ( الاسكندرونه ) بعد أن مارست سياسة ( التتريك ) .. تحاول الآن ممارسة السياسة ذاتها لابتلاع ( عفرين ) والشمال السوري ، وعيونها على ( الموصل ) .. فيما تحاول إيران ( تفريس ) البحرين والكويت وعُمان واليمنيين الحوثيين والسوريين والعراقيين وباقي العرب .. لكي تقوم بابتلاع مدن هذه الدول وعلى مراحل !! .

الحالة مكشوفة تمامًا .. تستوجب التحرك السريع على جميع الصُعُد السياسية والجماهيرية .. وفي مقدمتها جامعة الدول العربية وضروة اتخاذها موقفًا عاجلاً بشأن ردع التدخل التركي السافر في الشأن السوري والعراقي .. وكذا منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة .. والعمل العربي الجماعي لدعوة عقد جلسة طارئة لوزراء الخارجية العرب من أجل التحرك الجماعي نحو مجلس الأمن والجامعة العربية .. وتكثيف التحرك العربي من أجل تحذير تركيا وإيران من مغبة إرتكاب حماقات تجلب المزيد من ردود الأفعال بالضد من المصالح التركية والإيرانية .. وعلى تركيا أن تدرك بأن نياتها المعلنة لا تتطابق مع أفعالها على الأرض وكذلك إيران .. وإن المشتركات القائمة بين تركيا وإيران بشأن المسألة الكردية وارتباطها بالأمن القومي لكلا الدولتين ، سوف تجلب لهما ما لم يخطر على بال القيادتين المأزومتين في أنقرة وطهران !! .





السبت ١٠ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة