شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد وصلني من أحد الأصدقاء على الواتساب قصة رائعة تتغنى في زمننا الجميل قبل الاحتلال البغيض بعنوان ( قصة حقيقية في مصلحة نقل الركاب 1973 ) !! دون ذكر اسم صاحب المقالة هذه ، حيث يقول صاحب المقالة : ( تعود الحادثة لسنة 1973 حيث كنت طالب في الصف الأول المتوسط وأداوم في "الغربية المتوسطة" الواقعة في باب المعظم ، فقد كنت أأتي اليها بباص المصلحة ذو الطابقين والذي كانت مواعيده مضبوطة بالدقيقة ، فكان يمر من منطقتنا في الساعة 7 و20 دقيقة صباحا !!.. ويسترسل صاحب القصة في حديثه حيث يقول : في أحد أيام الشتاء كان الجو باردا أعطتني والدتي حفظها الله قبعة من الفرو تغطي أذناي كي أتقي بها البرد وأوصتني أن لا أضيعها ، ويقول صاحبنا لكنني ضعيتها ، نسيتها في باص المصلحة حيث كنت مشغولا باللعب والركض في الطابق الثاني مع أصدقائي ونسيتها على الكرسي ، والحقيقة أنني لم أتذكر نهائيا ، وعندما رجعت الى البيت سألتني والدتي "أين القبعة" ؟ حينها تذكرت أنني أضعتها في الباص .. سيل من التعنيف واللوم صبته والدتي علي ولم يخلصني من ذلك الا والدي رحمه الله حيث قال : "بسيطة باجر نرجعها" ، ويسترسل صاحب القصة ويقول : في اليوم التالي توجهنا أنا ووالدي الى مبنى مصلحة نقل الركاب الكائن في باب المعظم حينذاك .. دخلنا المبنى فقال والدي : أنني أضعت قبعة في الباص ذو الرقم "56 " صباح البارحة ، فملأ والدي استمارة معينة وبحث الموظف في سجل ما ، ليجد القبعة قد تم تدوينها كمادة ضائعة تم العثور عليها في الباص ، وبعدها ذهب الموظف الى غرفة مكتوب عليها "الأمانات" فتح قفلها وقال : "دوروا هنا" وكانت الغرفة كبيرة بأبعاد 10 م في 10 م أو أكثر تتكدس فيها أغراض كثيرة منها الكبير ومنها الصغير ، حقائب ومعاطف وأمور أخرى تم ايجادها في الباصات ، يقول صاحب القصة أخذت قبعتي وحافظت عليها الا أن تهرت ، ويضيف انتهت قصتي !! ) ..

قرأت هذه القصة مليئا وأنا أشعر بغصة في نفسي لما وصلت اليه أمور العراق بعد الاحتلال الملعون وكيف تطورت من الحالات الايجابية التي كانت تسود المجتمع الى التدهور الحاصل في أخلاق البشر .. واستذكرت ماحصل بعد 2003 عند مجيء الاحتلال والغزو الصفوي كيف كانت الأمانة ترد الى أهلها وقارنت بين من عثرعلى قبعة هذا الشاب سواء كان "الجابي" أو الرجل المشرف على الأمانات وبين من سرق العراق وخان الأمانة ودمر العراق ، وكيف أصبحت الجريمة المنظمة والسرقة في حالة طبيعية ..

بعد قراءتي المتأنية لهذه القصة والمقارنة الذي أجريتها بين ما قبل الاحتلال ( الزمن الجميل ) وما بعد الاحتلال ( الزمن الرديء ) ، أدركت بسهولة وبدون مجاملة ولا مبالغة حيث وصلت الى النتيجة التالية : ان فكر البعث الذي قاد ثورة تموز "الثورة الحقيقية" عمل شيء كبير جدا هو - بناء الانسان العراقي الجديد - استنادا الى فكر البعث وجعله بمستوى من والمسؤولية والحرص على العراق والتضحية من أجله ، والحقيقة الثانية التي خطرت ببالي بعد ثورة 17 تموز وهي ان البعث العظيم درس واقع المجتمع العراقي المتخلف والفاسد وعالج الأمراض المتفشية فيه وخرج بحصيلة ان تغيير الانسان العراقي أحدث هزة كبيرة في المجتمع وهو ما عمله البعث في الانقلابية التي حصلت على الانسان نفسه أولا وترفعه على مغريات الحياة ، والجانب الآخر الانقلابية على المجتمع ، وحصلت الثورة الثقافية الحقيقية في العراق .. واليوم البعث قادر رغم ظروف العراق الصعبة ، أقول قادر أن يحدث هذا الانقلاب في داخل الانسان وفي المجتمع بقيادته الجهادية وأبطاله المناضلين ومن خلال قيادة المجاهد الكبير عزة ابراهيم باذن الله .. فلا يصح الا الصحيح .





الثلاثاء ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حارث الحارثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة